مناظرة الإمام الكاظم (عليه السلام) مع عبد الله بن نافع في مسألة قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأهل النهروان |
455
07:51 صباحاً
التاريخ: 19-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2019
821
التاريخ: 18-10-2019
2150
التاريخ: 15-10-2019
1390
التاريخ: 18-10-2019
500
|
الكليني : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، قال: وحدثني الأسيدي ومحمد بن مبشر أن عبد الله بن نافع الأزرق كان يقول: لو أني علمت أن بين قطريها أحدا تبلغني إليه المطايا، يخصمني أن عليا قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم، لرحلت إليه.
فقيل له: ولا ولده؟ فقال: أفي ولده عالم؟ فقيل له: هذا أول جهلك، وهم يخلون من عالم؟!
قال: فمن عالمهم اليوم؟ قيل: محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام).
قال: فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة، فاستأذن على أبي جعفر (عليه السلام).
فقيل له: هذا عبد الله بن نافع.
فقال: وما يصنع بي وهو يبرء مني ومن أبي طرفي النهار.
فقال له أبو بصير الكوفي: جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليا (عليه السلام) قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أتراه جاءني مناظرا؟
قال: نعم.
قال: يا غلام اخرج فحط رحله وقل له: إذا كان الغد فأتنا.
قال: فلما أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه، وبعث أبو جعفر (عليه السلام) إلى جميع أبناء المهاجرين والأنصار فجمعهم، ثم خرج إلى الناس في ثوبين ممغرين، وأقبل على الناس كأنه فلقة قمر، فقال: الحمد لله محيث الحيث، ومكيف الكيف، ومؤين الأين، الحمد لله الذي {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } [البقرة: 255] إلى آخر الآية - وأشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله، اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته، واختصنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين والأنصار من كانت عنده منقبة في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فليقم وليتحدث؟
قال: فقام الناس فسردوا تلك المناقب. فقال عبد الله: أنا أروي لهذه المناقب من هؤلاء، وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين - حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه (1).
فقال أبو جعفر (عليه السلام): ما تقول في هذا الحديث؟
فقال: هو حق لا شك فيه، ولكن أحدث الكفر بعد. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟
قال ابن ناقع: أعد علي؟!
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الله جل ذكره أحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم أحبه، وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟
قال: إن قلت: لا، كفرت.
قال: فقال: قد علم.
قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟
فقال: على أن يعمل بطاعته.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): فقم مخصوما.
فقام وهو يقول: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] ، والله أعلم حيث يجعل رسالته (2) .
_______________
(1) يعد هذا الحديث من المتواترات، فقد رواه الجمهور في الصحاح والسنن، فراجع على سبيل المثال: مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 99، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 6 ص 150 وج 9 ص 124، المعجم الكبير للطبراني: ج 18 ص 237 - 238 ح 594 - 598، إتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج 1 ص 106 وج 7 ص 188، البداية والنهاية لابن كثير: ح 7 ص 225 و338 و341، حلية الأولياء للأصفهاني: ج 4 ص 356، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ج 2 ص 604 ح 1034 وص 607 ح 1037 وص 659 ح 1122، مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لابن المغازلي: ص 176 - 189 ح 213 - 224.
(2) الروضة من الكافي للكليني: ج 8 ص 349 - 351 ح 548.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|