الرأسمالية التجارية 

وهي المرحلة الاولى من مراحل الرأسمالية التي تعيشها اوربا الآن وكانت بداية النشأة حيث تستند في مفاهيمها على الدولة القومية التي تأسست من قبل المفكرين السياسيين الذين ادلوا بآرائهم في تكوين الدولة القومية وتبنتها طبقة ناشئة تتمثل باصحاب السلطة المقربين من حاشية الملك وهم التجار الذين مارسوا مهنة التجارة وقد وضع اسسها عدة مفكرين منـهـم نيكولا ميكافيللي وجان بودان الذين سبق ذكرهما ، اما بداية التكوين فقد بدأت المركنتالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وقد اعتمد ظور المذهب التجاري وتطوره على تطور الاسواق وتواجد القدرة الشرائية وتطورها وتطورت الصناعات الحرفية نتيجة لقيام النشاط التجاري المستند على الصناعات الحرفية اولاً وتعد⁽¹⁾ المرحلة التي ظهر فيها الثراء بشكله الكبير ومصادره العديدة والرئيسية منها :

ــ اكتشاف الاسبان للامريكيتين والمجيء بالمعدن النفيس الذي حفز اوربا على الصناعة لتبادل البضاعة بالذهب الاسباني .

ــ مصادرة حق البروتستانت في الكنيسة وتوزيعه على افراد المجتمع زاد في الثراء.

ــ مستعمرات انكلترا في امريكا والهند ومواقع اخرى .

ــ الرأسمال الربوي لدى الرأسماليين الانكليز وسيطرته على دول العالم وظهر فيها المصطلح الجديد (الدولة القومية) . 

لقد تمكنت الرأسمالية التجارية ومن خلال روح الابداع والمغامرة من قبل الجيل الصاعد من التجار والذي تحدى الكنيسة والاقطاع ويرغب ان يبرهن النجاح وكان مدعوم من حاشية الملك بتكوين شركات احتكارية كبيرة كشركة الهند الشرقية ووفق المبدأ الميكافيلي تخضع البلاد المفتوحة امامهم لعمليات النهب والسلب وتأخذ الناس المتواجدون في المدن المفتوحة ويتاجرون بالنخاسة (تجارة العبيد) ، وقد تمكنت الرأسمالية التجارية من خلال تراكم رؤوس الاموال الذي ذكرناه ان تكون شركات كبيرة وحققت ارباحاً ضخمة عن طريق العمل وترسخ نمط الانتاج الاستبدادي (الكولونيالي) التي حكم فيها العالم في مرحلة الاستكشافات الجغرافية وتراكم المعدن النفيس وتكدس الثروة ، ان مصالح الرأسماليين الجدد يجب ان يجدول لها من يحميها من الاطماع ويقوي كيانها ، فوجدوا في الدولة من خلال عمل الاتفاقيات واقطابها الرئيسيين الذين يساندونها الحماية الكاملة ، وشجعت الدولة الجيل الصاعد فضلاً عن حمايته من خلال الاعفاءات الكمركية وحماية الحرفيين واستدعائهم من الخارج كمدربين للعمال على ما هو حديث وبأسعار مغرية واصبح كبار التجار هم اصحاب النفوذ السياسي وتكونت كيانات وقوى اقتصادية وسياسية وفكرية جديدة أخذت على عاتقها التطور والانتقال نحو الأفضل فتحدد ذلك في الآتي :  

1ـ زاد الامن والنظام .

2ـ زاد حجم التجارة الخارجية ، وبدورها زاد الدخل القومي للبلد ، وتحسنت الطرق والمواصلات مما ادت الى تسهيل عمليات نقل البضائع .

3ـ ونمت التجارة وتطورت بشكل اكبر واصبح نظام التبادل السلعي بديل عن الاكتفاء الذاتي .

4ـ نمت المدن واصبحت هناك مراكز متخصصة في المدن وتركزت الحرف والصناعات في المدن وكثر عدد الطبقة العاملة وكثر عدد المستثمرين في تلك الطبقة التي تمارس العمل التجاري⁽²⁾ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

1ـ وسام الملاك ، تطور الفكر الاقتصادي ، ج1 ، مصدر سابق ، ص43 .

2ـ راشد البراوي ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص41 .