أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-03
1049
التاريخ: 2024-10-24
85
التاريخ: 2023-04-13
1068
التاريخ: 2-6-2019
17560
|
عمل دعاه (الانسلاخ الحضارى)
كيف بدا دعاه (الانسلاخ الحضارى): حكاما ومفكرين عملهم بقطع الجسور بين الجيل الصاعد والسلف، وتعكير المنافع الحضاريه بين هذا الجيل وما قبله من الاجيال.
تبديل الحرف العربى بالحروف اللاتينيه فى تركيا
وقد كان الحاكم التركى (مصطفى كمال اتاتورك) الذى اسقط الخلافه العثمانيه واقام فى تركيا دوله علمانيه قوميه من اكثر دعاه التغريب امعانا فى دفع الامه باتجاه الحضاره الغربيه، واستئصال جذورها الحضاريه والتاريخيه. لقد عمد مصطفى كمال اتاتورك الى الحرف العربى بالذات، وعمل على القضاء عليه فى تركيا، واستبداله بالحروف اللاتينيه. وناهيك به وسيله قويه لقطع الصلات الحضاريه والفكريه بين هذا الجيل وما سبقه من الاجيال. فان الحرف المكتوب من اقوى وسائل الارتباط الفكرى والحضارى بين الاجيال. وعندما يتم القضاء على الخط تنقطع اقوى الاواصر واكثرها متانه وفاعليه فى ربط الحاضر بالماضى.
اذن كان المخططون لعمليه (الانسلاخ والتقويم الحضارى) يعملون فى غايه الدقه، فلم يكتفوا بقطع الفروع والاغصان، وانما عمدوا الى اقوى هذه الجسور فقطعوها، وعاد الجيل الجديد الذى عاصر الرده الجاهليه وسقوط الدوله العثمانيه في تركيا لا يستطيع ان يقرا القرآن والحديث والتاريخ والأخلاق والفقه والعقيده من المصادر الاسلاميه.
يقول الامير شكيب ارسلان فى كتابه (حاضر العالم الاسلامى):
(ولقد روج هذه الاغلوطه مصطفى كمال، رئيس جمهوريه انقره، لغرض فى نفسه من جهه سلخ الاتراك تدريجيا من العقيده الاسلاميه وصرفهم عن اللغه العربيه، فسار بتركيا سيره من يجعل الدين الاسلامى اجنبيا عن الحكومه التركيه، كما ان الدين المسيحى هو بزعمه اجنبى عن الحكومات الراقيه، وتابعه فى ذلك الحزب الذى يسمى فى تركيا (خلق فرقه سى)، والذى هو من اوله الى آخره اشبه بجند لمصطفى كمال تحت قيادته، لا يملكون معه قبضا ولا بسطا، فالغوا جميع ما تشتم منه رائحه الاسلام، من اوضاع الحكومه التركيه، وابطلوا المحاكم الشرعيه، بعد ان ابطلوا العمل بالشريعه، والغوا الوزاره التى كان اسمها (مشيخه الاسلام)، وجعلوا مكانها دائره صغيره تابعه لنظاره الداخليه سموها (ديانت ايشى)، اى أمور الديانه، وحذفوا من دستور تركيا الماده التى فيها (ان الإسلام هو دين الجمهوريه التركيه)، وكانوا على مدى بضع سنوات، ابطلوا اقامه مراسم العيدين: النحر والفطر، وقالوا ان الحكومه التركيه لا تعرفها، ولكنهم وجدوا فى ما بعد ان المامورين، شاء رئيس الجمهوريه ام ابى، لا بد لهم من الاحتفال بهذين العيدين فعادوا فى السنه الماضيه يعطلون دوائر الحكومه فيهما، وعاد رئيس الجمهوريه يقبل فيهما التهانى.
واما الكتابه التركيه بالحروف العربيه، برغم كل ما جرى لها من المعارضه، فقد كان تعليلها فى ظاهر الحال تسهيل التعليم على النشئ، وتقصير المده اللازمه للقراءه، ولكن الغرض الحقيقى منها كان اقصاء الترك عن العرب وابطال قراءه القرآن تدريجيا، واهم من ذا وذا اقناع اوروبا بان تركيا قد تفرنجت تماما، وانه صار من العدل ان تدخل فى العائله الاوروبيه، ولهذا الغرض الاخير نفسه حمل مصطفى كمال الاتراك على لبس القبعه ليزدادوا اندماجا فى الاوروبيين، ولقد كان ترك الحروف العربيه ضربه عظيمه على تركيا فى حياتها العلميه والادبيه والاقتصاديه والتجاريه، وتعذرت الكتابه على الجميع بالحروف اللاتينيه، فانحصرت فى فئه قليله، وقلت المكاتيب والمراسلات بين الناس، وقل جدا عدد القراء للكتب والجرائد، واصبحت الجريده التى كان عدد قرائها يحصى بالالوف لا يقراها ولا خمسمئه شخص، وصارت الحكومه مضطره ان تقوم باودها.
وازدادت الكتابات الرسميه صعوبه فتاخرت اشغال الناس لدى الحكومه، ودثرت ملايين من الكتب فخربت بذلك بيوت لا تحصى، واما من الجهه الفنيه فالحروف اللاتينيه برغم ما ادخلوا من العلامات على بعضها لايتاء اللفظ التركى حقه لا تودى اللفظ التركى الصحيح فى كثير من المواضع، فلذلك قد تغير بها اللفظ التركى عن اصله وصارت كانها لغه جديده، ثم ان الحروف اللاتينيه المنفصله وان كانت اسهل فى القراءه والكتابه فانها تاخذ من الفسحه على القرطاس وتستغرق من الوقت للكتابه اكثر مما تستغرق الحروف العربيه بكثير، وان الكتابه العربيه هى اشبه شىء بالاختزال حخخرچزخ رذحژث وانها اوقع على مبدا الاقتصاد فى الزمن والمكان واقرب من كتابه العصر الحالى المبنى كل وضع فيه على الاختصار والاقتصاد.
ولا تزال هذه الازمه الكتابيه مشتده فى تركيا، ولكن الغازى لا يزال مصمما على حمل تلك الامه على الحروف اللاتينيه حبا بالتفرنج.
والذين لا يعلمون حقائق الاحوال يظنون ان الاتراك راضون مغتبطون بالغاء الشريعه الاسلاميه من المحاكم، ورفع التعليم الدينى من الكتاتيب والمدارس، واجبار النساء على السفور، وخلط الاناث والذكور فى دور العلم، وحمل الاوانس على الرقص مع الشبان، ولبس القبعه والكتابه بالحروف اللاتينيه، الى غير ذلك مما احدثته الحكومه الانقريه الكماليه. ويقولون انه لولا رضى الترك بذلك لثاروا بحكومتهم، ولاسقطوها ولردوها عن ثنيات الطرق، ولكن الذى يتامل فى ما تحمله الشعب التركى من المصائب والنوائب التى تدك الجبال يفهم لماذا هى صابره على مراره هذه الاوضاع الاجتماعيه التى هي على ما هى عليه من فقد التعليم الدينى).
محاوله تغيير الحرف العربى فى مصر وايران
وقام آخرون، من الحكام والكتاب، بمحاولات كثيره اخرى في هذه المرحله نفسهالا للقضاء على الخط العربى فى اجزاء العالم الاسلامى الا انها باءت بالفشل جميعا. ففى ايران نهض رضا خان بهلوى، الدكتاتور الايرانى المعروف، بالمهمه نفسها، واستخدم مجموعه من الكتاب لاستبدال الحرف العربى المكتوب بالحرف اللاتينى الا انه فشل فى ذلك. وفى مصر تبنى جمع من الكتاب والصحف هذا المشروع، وكانت مجله (المقتطف) المصريه تحمل هذه الدعوه على صفحاتها. يقول د. محمد
محمد حسين فى كتابه (الاتجاهات الوطنيه):
(تقدم عضو من ابرز اعضاء المجمع العلمى المصرى، وهو عبد العزيز فهمى، ثالث الثلاثه الذين بنى عليهم الوفد المصرى في سنه 1943م باقتراح الكتابه العربيه بالحروف اللاتينيه، وشغل المجمع ببحث اقتراحه عده جلسات، امتدت خلال ثلاث سنوات، ونشر فى الصحف، وارسل الى الهيئات العلميه المختلفه).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|