إحتجاج سلمان الفارسي على القوم في خطبة خطبها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله لما تركوا أمير المؤمنين (عليه السلام) |
2074
01:04 صباحاً
التاريخ: 9-7-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1668
التاريخ: 1-07-2015
2346
التاريخ: 1-07-2015
1862
التاريخ: 10-1-2019
72598
|
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطب الناس سلمان الفارسي رحمة الله عليه، بعد أن دفن النبي صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام، فقال فيها:
ألا يا أيها الناس: اسمعوا عني حديثي، ثم أعقلوه عني، ألا وإني أوتيت علما كثيرا، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضايل أمير المؤمنين عليه السلام، لقالت طائفة منكم: هو مجنون، وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا، تتبعها بلايا، ألا وإن عند علي عليه السلام، علم المنايا، والبلايا، وميراث الوصايا وفصل الخطاب، وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى عليهما السلام إذ يقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت وصيي في أهل بيتي، وخليفتي في أمتي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق فأنتم تعلمون ولا تعلمون، أما والله لتركبن طبقا عن طبق، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة أما والذي نفس سلمان بيده: لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أقدامكم، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش لكم سهم من فرائص الله ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
عليكم بآل محمد عليهم السلام، فإنهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة.
عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين، مرارا جمة مع نبينا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا فما بال القوم؟ عرفوا فضله فحسدوه، وقد حسد هابيل قابيل فقتله، وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدتم؟ والله لترتدن كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإني أظهرت أمري، وسلمت لنبيي، واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وإمام الصديقين، والشهداء والصالحين.
__________________
(١) أبو عبد الله سلمان الفارسي أو المحمدي ويلقب أيضا بسلمان الخير أصله من رامهرمز وقيل من أصفهان من بلدة يقال لها: جى.
كان من أوصياء عيسى عليه السلام، وهذا هو السبب الذي جعل أمير المؤمنين عليه السلام يحضر عنده بالمدائن حين حضرته الوفاة، ويتولى تغسيله بيده الشريفة، إذ أن الوصي لا يغسله إلا وصي مثله.
هرب سلمان عليه السلام من فارس لأن أهلها كانوا يعبدون النار وصادف ذلك سفر قافلة إلى الشام فذهب معها، ونزل بحمص وكان يجتمع بالقسس والرهبان ويجادلهم في الدين برهة من الزمن.
ثم صحب جماعة من التجار وسار معهم قاصدا مكة المكرمة ليحظى بالتشرف بحضرة النبي الأمي وصحبته، وكان سلمان عليه السلام يعلم أنه سيبعث من هناك لأنه كما مر كان من أوصياء عيسى " عليه السلام ".
واعتدى عليه هؤلاء الذين سار بصحبتهم وأساءوا الصحبة فانتهبوا ما كان عنده وأسروه ثم باعوه من يهودي في المدينة على أنه رق.
وبقي عند ذلك اليهودي إلى أن هاجر النبي " صلى الله عليه واله " إلى المدينة وكان سلمان " عليه السلام " كاتب ذلك اليهودي على أن يدفع له مبلغا من المال ليحرره من الرق، فأعانه رسول الله " صلى الله عليه واله " على ذلك فتحرر.
ولما زحف الجيش بقيادة أبي سفيان - لقتل النبي " صلى الله عليه واله " وأصحابه وهدم المدينة على أهلها، في غزوة الأحزاب - أشار سلمان بحفر الخندق، فقال أبو سفيان لما رآه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.
وكان إذا قيل له ابن من أنت؟ يقول أنا سلمان بن الإسلام، أنا من بني آدم.
وقد روى عن رسول الله " صلى الله عليه واله " من وجوه أنه قال: لو كان الدين في الثريا لناله سلمان، وفي رواية أخرى لناله رجل من فارس وروى عنه " صلى الله عليه واله " أنه قال: " إن الله يحب من أصحابي أربعة - فذكره منهم " وقال " صلى الله عليه واله ": " ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين: على، وسلمان، وعمار " وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله " صلى الله عليه واله ": " أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق أهل فارس ".
وعنه أيضا: سمعت رسول الله " صلى الله عليه واله " يقول: " إن الجنة تشتاق إلى أربعة: على وسلمان، وعمار، والمقداد ".
ودخل ذات يوم مجلس رسول الله " صلى الله عليه واله " فوجد وجهاء قريش فتخطاهم وجلس في صدر المجلس، فغلى الدم في عروقهم، وقال له بعضهم: " من أنت حتى تتخطانا؟ " وقال له آخر: " ما حسبك ونسبك؟! ".
قال سلمان أنا ابن الإسلام، كنت عبدا فأعتقني الله بمحمد " صلى الله عليه واله " ووضيعا فرفعني بمحمد " صلى الله عليه واله " وفقيرا فأغناني بمحمد " صلى الله عليه واله " فهذا حسبي ونسبي.
فقال رسول الله " صلى الله عليه واله ": صدق سلمان، صدق سلمان، من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه بالإيمان، فلينظر إلى سلمان.
وتنافس المهاجرون والأنصار كل يقول: " سلمان منا " فقال رسول الله " صلى الله عليه واله " " بل سلمان منا أهل البيت ".
وروى عن أبي الأسود الدؤلي قال: كنا عند على ذات يوم فقالوا: يا أمير المؤمنين " عليه السلام " حدثنا عن سلمان ".
قال " عليه السلام ": من لكم بمثل لقمان الحكيم، ذلك امرؤ منا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، بحر لا ينزف.
ولي المدائن في عهد عمر بن الخطاب، وكان يسف الخوص وهو أمير عليها ويبيعه ويأكل منه، ويقول: لا أحب أن آكل إلا من عمل يدي.
وتوفي في المدائن سنة ٣٦، وقيل ٣٧، وقيل بل ٣٣.
ولما حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك؟ قال: عهد عهده إلينا رسول الله " صلى الله عليه واله " قال: " ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب " فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا إلا اكافا؟؟؟
ووطاء ومتاعا، قوم نحوا من عشرين درهما.
راجع صفة الصفوة ج ١ ص ٢١٠ تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٣٧ أسد الغابة ج ٢ ص ٣٢٨ تنقيح المقال ج 2 ص 45 وكتاب نفس الرحمان في أخبار سلمان والمجلد الرابع من ابن أبي الحديد وكتاب مع علماء النجف الأشرف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|