أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
2110
التاريخ: 29-03-2015
2849
التاريخ: 4-03-2015
2063
التاريخ: 4-03-2015
6515
|
الأندلس
استقرت مناهج النحو في المشرق العربي ، في البصرة والكوفة وبغداد ، وتأكد دور النحو في بناء الفكر الإسلامي لأنه كان وسيلة أساسية من وسائل فهم النص القرآني الكريم . وحين دخل الإسلام الأندلس أقبل أهلها على تعلم العربية وتعليمها ، وشأن فروع العلم الأخرى كان المتجه دائما نحو المشرق . غير أن النحو لم يأخذ طريقة نحو الشكل العلمي هناك إلا حين استقلت دولة أموية في الأندلس على يد عبد الرحمن الداخل سنة 138هـ.
بدأ الأندلسيون يرحلون الى المشرق طلباً للعلم ، وأقبل عدد من علماء المشرق الى الأندلس يحملون علمهم الى أهلها ، وكان منهم ، أبو علي القالي الذي ظل في قرطبة حتى توفي بها سنة 356هـ.
ورغم أن النحويين الأندلسيين الأوائل كانوا أكثر إقبالاً على الكوفة بسبب إقبالهم على القراءات فإن كتاب سيبويه احتل عندهم مكان الصدارة من حيث الدرس والحفظ والشرح والتعليق عليه ، فشرحه عدد كبير ؛ منهم : أبو بكر الخشني ، وابن الطراوة، وابن خروف ، وابن الباذش وابن الضائع وغيرهم .
ص215
ويتوالى علماء الأندلس في الأخذ عن مذاهب البصرة والكوفة وبغداد ، لكنهم لا يخضعون خضوعاً كاملاً للنحو المشرقي ، بل يضيفون إليه ما يتوصلون هم إليه . ولعل أهم نحاة الأندلس هم : محمد بن موسى الأفشنيق (ت 307هـ) الذي يغلب على الظن أنه أول من أدخل كتاب سيبويه الى الأندلس ، ومحمد ابن يحيى الرباحي (ت 358هـ) وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي (ت 379هـ) صاحب كتاب " طبقات النحويين واللغويين " ، والأعلم الشنتمري (ت 476هـ) ، وابن السيد البطليوسي (ت 521هـ) ، وابن الطراوة (ت 528هـ) ، وابن الباذش (ت 538هـ) ، والسهيلي (ت 583هـ) وابن مضاء الذي تختار لك من كتابه هنا نصاً ، وابن خروف (ت 610هـ) وابن هشام الخضراوي (ت 646هـ) وغيرهم .
وفي القرنين السابع والثامن ظهر عدد من علماء النحو لم يستقروا جميعاً في الأندلس لما توالى عليها من ويلات ، منهم ابن عصفور (ت 663هـ) ، وابن مالك (أبو عبد الله محمد جمال الدين بن عبد الله الطائي) وقد رحل من الأندلس واستوطن الشام حيث سمع من السخاوي في دمشق ، ومن ابن يعيش شارح المفصل في حلب ثم تصدر للتدريس في حلب ودمشق حيث توفي سنة (672هـ) ، وهو صاحب (الألفية) المشهورة التي ظلت مسيطرة على مناهج التدريس النحوي حتى وقتنا الحاضر . وبعد ابن مالك نجد ابن الضائع (ت 680هـ) ، وأبا حيان الذي رحل الى المشرق واستقر به المطاف في القاهرة حيث توفي سنة 745هـ .
ولقد اكثرنا من ذكر اعلام المدرسة الأندلسية لنلفت النظر الى إقبال أهل الأندلس على النحو تعلماً ثم شرحاً وتعليقاً وتأليفاً ، ولنؤكد أن الصفة الغالبة على النحو الأندلسي كانت في نفس مسار النحو المشرقي،
ص216
بل إن الألفية ـ ومؤلفها اندلسي الاصل ـ هي التي سادت تدريس النحو في المشرق كما رأيت . نقول هذه لأنا سوف نتوفر هنا على قراءة نص من كتاب أندلسي أحيط بدعاية غير قليلة ، وبذل بعض المحدثين جهوداً كبيرة للفت الأنظار إليه والترويج له، حتى كاد يقر في أذهان الأندلسية.
ص217
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|