أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
3610
التاريخ: 29-03-2015
1705
التاريخ: 4-03-2015
1947
التاريخ: 29-03-2015
4526
|
اسمه وحياته:
وابن مضاء هو ابو العباس احمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مضاء اللخمي القرطبي المتوفي سنة 592هـ من اهل قرطبة ، واليها ينسب(1)، اخذ عن ابن الرماك كتاب سيبويه ، تولى القضاء في دولة الموحدين، ودعوة الموحدين هي حمل الناس في دولتهم بالمغرب والاندلس على المذهب الظاهري الذي يرفض القياس وما يتصل به من علل ، ويكتفي بالظاهر من القران والحديث(2)، ومن اشهر كتب ابن مضاء (الرد على النحاة)(3)، الذي دعا الى هدم الاصول التي قام عليها
ص195
النحو العربي في المشرق، وليس عجيبا لدى المتتبعين للفكر الاسلامي ان يتصدى ابن مضاء لنقد النحو العربي, (فالحق انه لم يكن يقصد في دعوته هدم النحو لذاته ، وانما كلن يهدف الى هدمه بوصفه وسيلة لفهم الفقه المشرقي الذي اشترك هو في الثورة عليه) (4)، وقد اوضح الدكتور شوقي ضيف محقق الكتاب ذلك فقال :(ان من يرجع الى نصوص (كتاب الرد على النحاة) يلاحظ ملاحظة واضحة ان صاحبه ثائر على المشرق ، وهي ثورة تعتبر امتداد لثورة سيده عليه، وايضا فانه يلاحظ نزعة ظاهرية في ثنايا الكتاب ، مما يؤكد صلة صاحبه بثورة الموحدين على كتب المذاهب .... الغريب انه لم يعن بتأليف كتاب ضد فقه المشرق، وانما عني بالتأليف ضد النحو المشرقي، فقد صب عنايته كلها على النحو).(5)
وكتاب الرد على النحاة ينبني كما قلنا في اساسه على هدم نظرية(العامل) التي هي اساس النحو العربي ، وقد قدم ابن مضاء لكتابه مقدمة يكشف فيها عن صلة النحو بالدين(6)، وقد اكد ابن مضاء انه بعمل التعاليم الدين في تقديم النصيحة للمسلمين ، ثم اختار مواضع يحاول فيها اثبات خطأ النحاة في تأسيسهم نظرية (العامل) مشيرا الى ان ابن جني قد سبقه الى ان الالفاظ انفسها ليست هي التي تعمل الاعراب في الكلام.(7)
اما المسائل التي ردها ابن مضاء على النحو المشرقي فهي:
1ـ الغاء نظرية العامل: فقد وضع النحاة الاوائل جميعا بصريين كانوا ام كوقيين اصولهم النحوية على القول بالعامل في النحو، وعلقوا كل احكام الرفع والنصب
ص196
والخفض والجزم بهذا العمل(8)، وحددوا ما يقع في الكلام من تقديم أو تأخير، وما يضبطها من اصول نجوز أو تمنع ، ثم جعلوا الاساس الذي يبعث على كل هذه الاحكام (العامل المعنوي)، فثار ابن مضاء ، ورأى ان النحاة يبالغون في اعطاء العامل قوة التصرف في العبارة والعربية، وان العمل في الحقيقة انما هو للمتكلم، فهو الذي يرفع ، أو ينصب أو يخفض ، بحسب المعاني التي يريدها (واما العوامل النحوية فلم يقل بعملها عاقل لا الفاظها ولا معانيها لأنها لا تعمل بإرادة لا بطبع(9)، وما نكر ابن مضاء ما تجره نظرية العامل من تقدير عوامل محذوفة تغير الكلام عن حقيقته، ومثال ذلك: (زيد فلي الدار)، قدر النحاة في هذا التركيب ان الخبر محذوف تقديره( كائن أو مستقر) أو كان أو استقر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف وفي راي ابن مضاء ان هذا التقدير ليس صحيحا ، وان الخبر هو الجار والمجرور.
2ـ الغاء المسائل الخلافية النظرية التي تجر بين النحاة مما لا يفيد نطقاً، كخلافهم في ايهما الاصل، المصدر أم الفعل ؟، وفي علامة رفع المثنى وجمع المذكر السالم والاسماء الستة، وفي رافع المبتدأ، والرافع للفعل المضارع ، وما الى هذه الخلافات التي تعقد النحو، ولا تفيد المتعلم نطقا.(10)
3ـ الغاء الامثلة غير العملية، مثل: (اعلمت واعلمانيهما واياهما الزيدين العمرين منطلقين) فكذلك:(بوع)اصله(بيع)فيبدل من الياء واوا لانضمام ما قبلها لان النطق بها ثقيل.(11)
ص197
4ـ الغاء العلل الثواني والثوابت وقد وقف ابن مضاء من امثال العلتين والثانية والثالثة موقف المنكر، ورأى انه لا يجاب عن السؤال عن اية علة في مثل قولنا (قام زيد) الا عن العلة الاولى وهي رفع الفاعل(12)، وذلك بان نجيب فنقول: كل فاعل مرفوع وما سبب رفعه؟ فالصواب ان يقال: كذا نطقت به العرب ، وثبت ذلك بالاستقراء من الكلام(13)، والحق ان التعليل يمثل عنصرا اساسيا في الدرس النحوي عند العرب، فقد عرف النحاة الاوائل بانهم معللون، وتذكر الروايات ان ابن ابي اسحاق الحضرمي هو(اول من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل)، وكتاي سيبويه مبني على اغلبه على التعليل، وقد اخذ التعليل بعد سيبويه ويتطور شيئا فشيئا حتى صار غاية الدرس النحوي، وجعل النحاة يقصدون الى التأليف في العلل النحوية تأليفا خاصا كمنا فعل الزجاجي في كتاب الايضاح عن علل النحو) وبرع فيها ابن جني في القرن الرابع.(14)
اذن: كان مقصد ابن مضاء في كل ما ذهب اليه من الغاء هذه الابواب من النحو العربي التي ـ في رأيه ـ لا تفيد النطق، ولا تزيد المتكلم علما بكلام العرب وانما هو التخفيف عن المتعلمين، وكي لا يتيهوا في هذه العبارات الواردة على الظاهر الذي تدل عليه، ولا يقدر فيها محذوف او مستتر، والتجنب عن الحديث في الموضوعات التي لم ترد عن العرب ، ولم يتكلموا بها وانما قاسوها قياسا نظريا.(15)
ص198
_________________________
(1) بغية الملتمس :192، بغية الوعاة:139، مقدمة الرد على النحاة .
(2) شوقي : 304ـ 305.
(3) يذكر شوقي ضيف: لابن مضاء كتابين اخرين مفقودين هما: المشرق في النحو، و(تنزيه القرآن عمالا يليق بالبيان) المدارس النحوية: ص305.
(4) عبده الراجحي: 218.
(5) مقدمة الرد على النحاة تحقيق د. شوقي ضيف ص: 11ـ 12.
(6) الراجحي: 218.
(7) د. خديجة الحديثي،400ـ الرد على النحاةـ المقدمة.
(8) د. عبد الراجحي: 400.
(9) الرد على النحاة : 87ـ 88، وينظر :86ـ 87.
(10) د. خديجة الحديثي: 402.
(11) د. خديجة الحديثي: 402.
(12) المصدر نفسه : 403.
(13) المذاهب النحوية د. عبده الراجحي: 241.
(14) ينظر الهامش, د. عبدة الراجحي: 241.
(15) المدارس النحوية د. خديجة الحديثي: 405.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|