المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

منهجية التحليل المكـاني Spatial Queries باستخدام نظام المعلومات الجغرافي GIS
17-4-2022
حرمة الطيب أكلاً وشمّاً وإطلاءً.
27-4-2016
Orbitals
13-8-2020
تعارض العموم والمفهوم
30-8-2016
القائم بعقد الجزية
12-9-2018
Edward Foyle Collingwood
14-9-2017


المؤنث بالألف  
  
13240   03:20 مساءاً   التاريخ: 15-07-2015
المؤلف : عبدة الراجحي
الكتاب أو المصدر : دروس في المذاهب النحوية
الجزء والصفحة : ص199- 213
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البغدادية / جهود علماء المدرسة البغدادية / المفصل للزمخشري /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-03-2015 18495
التاريخ: 3-03-2015 5144
التاريخ: 3-03-2015 14389
التاريخ: 3-03-2015 1192

قال صاحب الكتاب (والأبنية التي تلحقها ألف التأنيث المقصورة على ضربين ؛ مختصة بها ، ومشتركة ، فمن المختصة فُعلى وهو تجيء على ضربين ؛ اسما وصفة ، فالاسم على ضربين ؛ غير مصدر كالبهمى والحمى والرؤيا وحزوى ، ومصدر كالبشرى والرجعى ، والصفة نحو حبلى وخنثى ورُبى .)

قال الشارح : لما فرغ من الكلام على المؤنث بالتاء انتقل الى الكلام على المؤنث بالألف ، وألف التأنيث على ضربين : مقصورة وممدودة .

ومعنى قولنا " مقصورة " أن تكون مفردة ليس معها ألف أخرى فتُمد ، إنما هي ألف واحدة ساكنة في الوصل والوقف فلا يدخلها شيء من الإعراب لا رفعٌ ولا نصبٌ ولا جر ، كأنها قصرت عن الإعراب كله ، من " القصر " وهو " الحبس " .

ص199

والالف تزاد آخراً على ثلاثة أضرب :

أحدهما : ان تكون للتأنيث .

والثاني : أن تكون مُلحقة .

والثالث : أن تكون لغير تأنيث ولا إلحاق بل لتكسير الكلمة وتوفير لفظها .

والفرق بين ألف التأنيث وغيرها أن ألف التأنيث لا تُنون نكرة نحو حبلى ودنيا ، ويمتنع إدخال علم(1) التأنيث عليها ، فلا يقال حُبلاة ولا دنياه ، لئلا يجمع بين علامتي تأنيث .

والضربان الآخران يدخلهما التنوين ، ولا يمتنعان من علم التأنيث من نحو أرطى ومعزى(2) فأرطى ملحق بجعفر وسلهب، ومعزى ملحق بدرهم وهجرع(3)، والذي يدل على ذلك أنك تنونه فتقول أرطى ومعزى وتدخلها تاءُ التأنيث للفرق بين الواحد والجمع من نحو أرطاة. وأما الثالث فهو إلحاقها لغير تأنيث ولا إلحاق نحو قبعثرى وكُمثرى(4) ، فهذه الألف ليست للتأنيث لأنها منونة ، ولا للإلحاق لأنه ليس لنا أصل سداسي فيلحق قبعثرى به فكان زائداً لتكثير الكلمة .

ص200

وأما الالف التي للتأنيث فهي على ضربين ؛ ألف مفردة ، وألف تُلحق قبلها ألف للمد فتقلب الآخرة منهما همزة لوقوعها طرفاً بعد ألف زائدة .

فأما الألف المفردة فإذا لحقت الاسم لم تخل من أن تلحق بناء مختصاً بالتأنيث أو بناء مشتركاً للتأنيث وغيره . فمن المختص ما كان على فعلى ، يضم الأول وسكون الثاني ، نحو دنيا وحبلى ، فهذا البناء لا يكون إلا مؤنثا ، والمراد بقولنا لا يكون إلا مؤنثا أن ألفه لا تكون للإلحاق ولا لغيره ، لأنه ليس في الكلام مثل (جعفر) بضم الفاء فيكون هذا حقاً ملحقاً به ، وزيادتها للتكثير قليلة لا يصار إليه ما وجد عنه مندوحة مع ان غالب الأمر في الزيادة لغير الإلحاق أن تكون فيما زاد على الأصول على حدها في قبعثرى وكمثرى وهذا رأي سيبويه وأصحابه . فأما على قياس مذهب أبي الحسن فيجوز أن يكون للإلحاق بجخدب(5) وان لم يكن من  الاصول لأن حروفه كلها أصول، ذكر سبيل الشذوذ بهماة ، وقياس ذلك عند سيبويه أن تكون الألف فيه للتكثير لتعذر أن تكون للتأنيث إذ علم التأنيث لا يدخل على مثله . وهذا البناء يجيء على ثلاثة أضرب ، اسماً ليس بمصدر ، ومصدراً ، وصفة فالأول نحو " البهمى " وهو نبت ، والحمى ، والرؤيا لما يراه في منامه الإنسان ، و " حزوى " موضع بالدهناء من بلاد تميم ومنه " طغيا ط اسم للصغير من بقر الوحش ، حكاه الأصمعي بضم الأول وحكاه ثعلب بفتحه . والثاني هو المصدر كالرجعى بمعنى الرجوع ، والبشرى بمعنى البشارة ومن ذلك الزلفى

ص201

بمعنى الازلاف وهي القربة والمنزلة من قوله تعالى (وما اموالكم ولا أولاد بالتي تقربكم عندنا زلفى )(6) أي إزلافاً . ومن ذلك الشورى بمعنى المشورة والسوآى بمعنى السماءة والحُسنى بمعنى الحسن الغُمى بمعنى الغم ، والثالث وهو الصفة نحو حبلى للحامل وخنثى لمن أشكل امره بأن يكون له ما للرجال والنساء جميعاً ، مأخوذ من التخنث وهو الانعطاف والتكسير ، و (رُبى) وهي الشاة التي وضعت حديثاً وجمعها رباب .

قال صاحب الكتاب (ومنها فعلى وهي على ضربين ؛ اسم كاجلى ودفرى وبردى ، وصفة كجمزى وبشكى ومرطى .)

قال الشارح : يريد من المختص بالمؤنث (فعلى) بفتح الفاء والعين ، لأن ألفه لا تكون للإلحاق لأنه ليس في الرباعي مثل " جعفر " بفتح الفاء والعين فكانت للتأنيث لما ذكرنا ، فمن ذلك " أجلى ، ودقرى ، وبردى " ، وهي أسماء مواضع . وقالوا في الصفة " جمزى  . وبشكى ، ومرطى "(7) ، فالجمزى من السرعة ، يقال هو يعدو الجمزى أي هذا الضرب من العدو ، وقالوا حمار جمزى أي سريع ، قال الشاعر : (8)

كأني ورحلي إذا رُعتها               على جمزى جازئ بالرمال

ص202

وذلك كما يقال : رجل عدل وماء غور ، و (البشكى ) مثله ، يقال عدا البشكى ، وناقة بشكى أي سريعة ، وكذلك (المرطى) ضرب من العدو سريع ، قال الأصمعي : هو فرق التقريب ودون الإهداب .

قال صاحب الكتاب (ومنها فُعلى كشعبى وأربى ).

قال الشارح : كذلك هذا البناء يختص بالتأنيث لامتناع ان يكون للإلحاق ، إذ ليس في الأصول ما هو على هذا المثال ، (فشعبى) مكان ، و (أربى) من أسماء الداهية .

قال صاحب الكتاب (ومن المشتركة فعلى ، فالتي ألفها للتأنيث أربعة أضرب ؛ اسم عين كسلمى ورضوى وعوى ، واسم معنى معني كالدعوى والرعوى والنجوى واللومى ، ووصف مفرد كالظمأى والعطشى والسكرى ، وجمع كالجرحى والأسرى .)

قال الشارح : المراد (بالمشترك) أن يكون البناء مما يشترك فيه المذكر والمؤنث ، وذلك بأن يكون الاسم الذي في آخره ألف زائدة على وزن الأصول نحو (فعلى) فإنه يكون على مثال (جعفر) فيجوز أن يكون ألفه للإلحاق ، ويجوز ان يكون للتأنيث فيحتاج حينئذ الى نظر واستدلال ؛ فإن كان مما يسوغ إدخال تاء التأنيث عليه لم تكن الألف ألف التأنيث لا يدخلها تنوين لأنها تمنع الصرف ، ولا يدخل عليها علم التأنيث إذ علم التأنيث لا يدخل على مثله ، وإن امتنعت من ذيك فهي للتأنيث .

وإذا كانت للتأنيث فلها أربعة مواضع ، أحدها أن يكون اسم عين ، وهو شخصاً مرئياً نحو " سلمى " وهو اسم رجل

ص203

و " سلمى " احد جبلي طيء وكأن العلم منقول منه . ومن ذلك " رضوى " وهو اسم جبل بالمدينة ، و " عوى " من منازل القمر وهي خمسة أنجم يقال لها ورك الأسد .(9)

الثاني ان يكون اسم معنى وهو ما كان مصدراً " كالدعوى " بمعنى الادعاء و " الرعوى " ايضا مصدر الارعواء يقال ارعوى عن القبيح إذا رجع عنه ، وهو حسن الرعو والرعو والرعوى ، ومن ذلك (النجوى) بمعنى المناجاة وهي المسارة ، ومنه قوله تعالى (وإذ هم نجوى)(10) ولذلك وحد وهم جماعة ، لكونه مصدراً ، جعلوا نفس النجوى مبالغة كما يقال رجل عدل وقوم رضى ، وكذلك (اللومى) بمعنى اللوم ، أنشد أبو زيد : (11)

أما تنفك تركبني بلومي           بهجت بها كما بهج الفصيل

أي تعلوني باللوم إلا أنه أنث فقال بها لأن الألف للتأنيث .

الثالث أن يكون صفة وهي على ضربين ؛ تكون مفرداً وتكون جمعاً ، فالمفرد يكون مؤنث فعلان وهو نظير أفعل فعلاء نحو " أحمر وحمراء " في أن مؤنثه على غير بناء مذكره ، والجمع أن يكون جمع " فعيل " بمعنى " مفعول " مما هو آفة وداء نحو جريح وجرحى وأسير وأسرى ، وكليم وكلمى، وقد تقدم الكلام عليه في الجمع .

ص204

قال صاحب الكتاب (والتي ألفها للإلحاق نحو أرطى وعلقى لقولهم أرطاة وعلقاة ).

قال الشارح : قد تقدم القول ان هذا البناء يكون مذكراً ويكون مؤنثا ، فإذا امتنعت ألفه من التنوين وسائغ دخول التاء عليها نحو (أرطى وعلقى وأرطاة وعلقاة )(12) . فإن  تنوينه يدل على انصرافه ، ولو كان الألف فيه للتأنيث لكان غير مصروف كحبلى وسكرى ، وإذا لم تكن للتأنيث كانت للإلحاق وذلك لأنه على أبنية الأصول ؛ والإلحاق معنى مقصودة ويفيد فائدة ما هو مزيد للتكثير ولم يرد به الإلحاق لأن كل إلحاق تكثير وليس كل تكثير إلحاقا فاعرفه .

قال صاحب الكتاب (ومنها فعلى ؛ فالتي ألفها للتأنيث ضربان ؛ اسم عين كالشيزى والدفلى وذفرى فيمن لم يصرف ، وجمع كالحجلى والظربى في جمع الحجل والظربان، ومصدر كالذكرى ، والتي للإلحاق ضربان ؛ اسم كمعزى وذفرى فيمن صرف ، وصفة كقولهم رجل كيصى وهو الذي يأكل وحده ، وعزهى عن ثعلب ، وسيبويه لم يثبته صفة إلا مع التاء نح عزهاة .)

قال الشارح : قوله " ومنها " يريد ومن المشتركة " فعلى " بكسر الفاء وسكون العين ، فهذا البناء يكون أيضاً مؤنثا ومذكراً؛ فالمؤنث ما كانت ألفه للتأنيث ، واعتباره بامتناع الصرف وامتناع علامة التأنيث من الدخول عليه ، وذلك على أربعة أضرب: اسم عين ومصدر وصفة وجمع ، فالأول وهو العين نحو " الشيزى " وهو خشب أسود يتخذ

ص205 

منه القصاع ، و (الدفلى)(13) وهو نبت وفيه لغتان الصرف وتركه ، فمن صرفه جعل ألفه للإلحاق بدرهم ومن لم يصرفه جعله مؤنثا ، وكذلك ذفرى(14) وهو من القفا ما وراء الأذن وهو أول ما يعرف من البعير ، يقال ذفرى أسيلة ، وفيه أيضاً لغتان الصرف وتركه .

واما الثاني وهو المصدر فقالوا ذكرته " ذكرى " بمعنى الذكر ، قال الله تعالى (إن في ذلك لذكرى )(15) وقال (تبصرة وذكرى لكل عبد منيب )(16) فامتناع تنويه مع أنه نكرة دليل على أن ألفه للتأنيث .

الثالث وهو الصفة زعم سيبويه أن " فعلى " لم يرد صفة إلا وفيه تاء التأنيث نحو قولهم رجل " عزهاة " وهو الذي لا يطرب للهو تكبراً ، و " سعلاة " وهي أخبث الغول ، وحكى أحمد بن يحيى " عزهى  " بغير تاء ، وقالوا " رجل كيصى " للذي يأكل وحده ، وسيبويه منع أن يكون " فعلى " صفة إذا كانت ألفه للتأنيث ، فأما ما ذكروه فإن ألفه للإلحاق بدليل دخول التاء عليه .

وأما الرابع وهو ما كان جمعاً من هذا البناء فلم يأت إلا في حرفين ،

ص206

قالوا (حجلى) في جمع (حجل)(14) و (ظربى) في جمع ظربان(15) ، وقد تقدم الكلام عليهما في الجمع ، وقالوا (الدفلى) يقع للواحد والجمع وهو الجنس أشبه منه بالجمع .

قال صاحب الكتاب (والأبنية التي تلحقها ممدودة فعلاء ، وهي على ضربين ؛ اسم وصفة ، فالاسم على ثلاثة أضرب ، اسم عين مفرد كالصحراء والبيداء ، وجمع كالقصباء والطرفاء والحلفاء والأشياء ، ومصدر كالسراء والضراء والنعماء والبأساء).

قال الشارح : لما فرغ من الكلام على أبنية الألف المقصورة انتقل الى الكلام على أبنية الممدودة ، وقد تقدم بيان معنى المقصورة والممدودة فمن أبنية الممدودة " فعلاء " بفتح الفاء منها ، وهي على ضربين اسم وصفة . فالاسم على ثلاثة أضرب :

مفرد واقع على عين كالصحراء والبيداء ، فالصحراء البرية وقيل لها ذلك لاتساعها وعدم الحائل فيها ومنه لقيته صحرة بحرة أي من غير حائل ، والبيداء المفازة مأخوذ من باديبيد اذا هلك لانها موحشة مهلكة ، وقيل لها مفازة على طريق التفاؤل بالسلامة كما قيل للمعوج احنف والحنف الاستقامة ، وقيل المفازة مأخوذ من قولهم فوز اذا هلك فيكون إذن كالبيداء والأول أمثل لاحتمال ان يكون فوز مأخوذا من المفازة كأنه ركب مفازة فهلك ، وقالوا الجرباء للسماء كأنهم جعلوا الكواكب كالجرب لها ، فعلى هذا أصلها الصفة ، وإنما غلبت فصارت

ص207

اسما بالغلبة ، وقالوا الجماء من قولهم الجماء الغفير أي جماعتهم لم يتخلف منهم أحد فهو اسم وليس بمصدر .

وأما الجمع فنحو القصباء والطرفاء والحلفاء والأشياء ، وهذه الاسماء مفردة واقعة على الجمع ، فلفظها لفظ الإفراد ومعناها الجمع ، هذا مذهب سيبويه ، وحكى ابو عثمان عن الأصمعي انه قال : واحد الطرفاء(16) طرفة ، وواحد القصباء(17) قصبة، واحد الحلفاء حلفه ، فهذا وحده مكسور العين ، وليس الخلاف في تكسيرها وعدم تكسيرها إنما موضع الخلاف أن هذه الاسماء هل هي بمنزلة القوم والإبل لا واحد لها من لفظها أو هي بمنزلة الجامل والباقر في أن لها واحداً من لفظها وهو جمل وبقرة. وأما " أشياء " فإن أصلها شيئاء على زنة (فعلاء) كقصباء وطرفاء إلا أنهم كرهوا تقارب الهمزتين فحولوا الأولى الى موضع الفاء فقالوا أشياء على زنة لفعاء والأصل فعلاء والذي يدل على أنه مفرد تكسيرهم إياه على أشاوى وفيه خلاف قد ذكرته في شرح الملوكي وقد استقصيت الكلام فيه هناك .

وأما المصدر فنحوا السراء والضراء ، بمعنى المسرة والمضرة ، والنعماء بمعنى النعمة ، قال الله تعالى (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته )(18) والصواب أنها أسماء للمصدر وليست أنفسها ، فالسراء الرخاء والضراء الشدة والنعماء النعمة ، فهي أسماء لهذه المعاني ، فإذا قلنا إنها مصادر كانت عبارة عن نفس الفعل الذي هو المعنى وإذا كانت أسماء لها كانت عبارة عن المحصل لهذه المعاني .

ص208

قال صاحب الكتاب (والصفة على ضربين ؛ ما هو تأنيث أفعل ، وما ليس كذلك ، فالأول نحو سوداء وبيضاء ، والثاني نحو امرأة حسناء وديمة هطلاء ، وحلة شوكاء ، والعرب العرباء )

قال الشارح : هذه الأسماء كلها صفاتٌ لأنها جارية على الموصوفين نحو هذه امرأة حسناء ، ورأيت امرأة حسناء ، ومررت بامرأة حسناء ، وكذلك البقية . والغالب على هذا البناء أن يكون مؤنث (أفعل) وبابه الألوان والعيوب الثابتة بأصل الخلفة نحو أبيض وبيضاء وأسود وسوداء وأزرق وزرقاء ، وقالوا في العيوب أعمى وعمياء وأعرج وعرجاء وأعور وعوراء . وقد جاء لغير (أفعل) ، قالوا امرأة حسناء أي جميلة ولم يقولوا : رجلٌ أحسن حتى يقرنوه (بمن) فيقولوا : رجل أحسن من غيره ، وقالوا ديمة هطلاء ، أي دائمة الهطل ، ولا يكادون يقولون : مطر أهطل ، وقالوا حلة شوكاء للجديدة ، هكذا قال أبو عبيدة كأنها تشوك لجدتها لأن الجديد يوصف بالخشونة ، وقالوا العرب العرباء اي الحاصلة كما يقال العاربة . وقالوا امرأة عجزاء للكبيرة العجز ، وإذا أرادوا الرجل قالوا رجل آلى ولم يقولوا أعجز ، وقالوا داهية دهياء كأنهم رفضوا أفعل في هذه الصفات لقلة وصف المذكر بها ، فهذا البناء أعي (فعلاء) المفتوح الأول على اختلاف ضروبه لا تكون الهمزة في آخره إلا للتأنيث فلا ينصرف لذلك ، وهي بدل من ألف التأنيث بخلاف المضموم أوله والمكسور نحو قوباء(19) وعلباء ، وذلك أنه ليس في الكلام فعلال بفتح الفاء فيكون هذا ملحقاً به إلا فيما كان مضاعفاً نحو الزلزال والقلقال ، وحكى الفراء : ناقة بها خزعال أي ظلع ، وروى قهقار للحجر الصلب ، وزاد

ص209

ابو مالك قسطال للغبار ، فإن صحت الرواية حمل على ان المراد خزعل وقهقر وقسطل والألف إشباع عن الفتحة قبلها على حد : تنقاد الصياريف(20)

قال صاحب الكتاب (ونحو رحضاء ونفساء وسيراء وسابياء وكبرياء وعاشوراء وبركاء وبروكاء وعقرباء وخنفساء وأصدقاء و كرماء وزمكاء )

قال الشارح : وقد جاءت الف التأنيث في أبنية مختلفة غير فعلاء فمن ذلك (الرحضاء) وهو عرق الحمى مأخوذ من رحض الثوب اذا غلسه كأن عرق الحمى يغسل المحموم ، وهو بضم الفاء وفتح العين وهمزته للتأنيث وليست للإلحاق لأنه ليس في الكلام مثل فعلال فيكون ملحقاً به ، ومثله (العرواء) وهي قرة الحمى ومسها أول ما تأخذ ، من عرا يعرو ، وقالوا (نفساء) للمرأة حين تضع حملها ، ومن ذلك (سيراء) بكسر الأول وفتح الثاني وهو من البرود فيه خطوط كالسيور ، وقيل هو المذهب، قال النابغة :(21)

صفراء كالسيراء أكمل خلقها            كالغصن في غلوائه المتأود

وقالوا (سابياء) للمشيمة التي تخرج مع الولد ، وإذا كثر نسل

ص210

الغم فهي السابياء،(22) وهو مأخوذ من سبيت الخمر اذا حملتها من بلد الى بلد لخروجها من مكان الى مكان ، ويجوز أن يكون من أسابي(23) الدم وهو طرائفه لأن المشيمة لا تنفك من دم ، (والكبرياء) مصدر كالكبر بمعنى العظمة ، و(عاشوراء) اليوم العاشر من المحرم خاصة وهو (فاعولاء) من العشرة ، و (بركاء) معناه الثبات في الحرب وهو من البروك يقال : براك براك وكذلك (برُوكاء)(24) ، و (العقرباء) الأنثى من العقارب، و (الخنفساء) من حشرات الأرض معروفة ، يقال خنفس وخنفساء، و (أصدقاء وكرماء) من الجموع التي وقعت ألف التأنيث في آخرها كما وقعت المقصورة في آخر حبالى وسكارى ، وهو كثير في (فعيل) نحو شقي وأشقياء وتقي وأتقياء، ومثل كريم وكرماء وحنيف وحنفاء ،وقالوا شاهد وشهداء وشاعر وشعراء ، أما زمكاء(25) فهو ذنب الطائر والقصر فيها الفاشي .

قال صاحب الكتاب (وأما فعلاء وفعلاء كعلباء وسيساء وحواء ومزاء وقوباء فألفها للإلحاق .)

قال الشارح : أما ما كان على (فعلاء) و (فعلاء) بكسر الأول وضمه وسكون الثاني منه فإنه مصروف منون لأن همزته ليست للتأنيث بخلاف الهمزة في نحو صحراء وبيداء ، فالمكسور الأول نحو علباء

ص211

وحرباء وسيساء ، والعلباء عصب الناقة يقال علب البعير وناقة معلبة إذا داء جانبا عنقها والحرباء دويبة (26) أكبر من العظاءة تستقبل الشمس وتدور معها حيث دارت وتتلون ألواناً بحر الشمس قيل هو ذكر أم حبين (27) ، والسيساء الظهر قال أبو عمرو: السيساء من الفرس الحارك (28) ومن الحمار الظهر ، ومنه القيقاء والزيزاء للأرض الغليظة ، فهذا كله ملحق بسرواح ولذلك انصرف كما أن سرواحاً منصرف ، والهمزة فيه يدل من ياء والأصل علباي وحرباي وسسيساي ، فوقعت في كساء ورداء بخلاف همزة فعلاء نحو صحراء وحمراء فإن الهمزة فيه بدل من ألف التأنيث . فإن قيل ما الدليل على أن الأصل علباي وحرباي بالياء دون أن يكون علباواً وحرباواً بالواو ؟ فالجواب أن العرب لما أنثت هذا الضرب وأظهرت هذا الحرف المنقلب لم تظهر إلا ياء وذلك نحو درحاية للضخم القصير ودعكاية (29) ، فظهور الياء في المؤنث بالهاء دلالة على أن الهمزة في حرباء وعلباء منقلبة عن ياء لا عن واو .

وكذلك المضموم الأول نحو (الحواء والمزاء والقوباء) كله

ص212

مصروف لأنه ملحق بقرطاس وقرطاط ، فالحواء نبت يشبه لونه لون الذئب ، الواحدة وحواءة . والمزاء من أسماء الخمر يقال مزة ومزاء للذيذ الطعم وهو من أسمائها وليس صفة . والقوباء داء معروف يتقشر فإذا تفل عليه يبرأ ، وفيه لغتان : قوباء بفتح العين وقوباء بالإسكان ، فمن فتح العين كان من باب الرمضاء والعرواء لا ينصرف لأنه ليس في الأبنية فعلال بضم الفاء وفتح العين فيلحق به فكانت همزته للتأنيث فلم ينصرف ، ومن أسكن وقال قوباء كان ملحقاً بقرطاس فهو منصرف لذلك ومثله الحشاء وهو العظم الناتئ وراء الأذن ، قال ابن السكيت : ليس في الكلام فعلاء بضم الفاء وسكون العين إلا حرفان الخشاء والقوباء فاعرفه .

ص213

___________________

(1) أي التاء

(2) الأرطي : شجر ينبت بالرمل رائحته طيبة ، والمفرد أرطاة .

(3) الهجرع : الخفيف ، الطويل الممشوق .

(4) القبعثري " الجمل العظيم الشديد " والأنثى قبعثراة والكمثري فاكهة تسميها العامة الإجاص ، وقال صاحب اللسان إنها اسم مؤنث لا ينصرف ، والمفرد كمثراة .

(5) الجخدب والجخدب والجخادب : الرجل الضخم الغليظ .

(6) سبأ 37

(7) وتستعمل في الأغلب مصادر ، والكلمات الثلاث معناها : السير السريح .

(8) الشاهد في البيت ورود (جمزي) صفة بمعنى السريع ويشير تعليق ابن يعيش أنه يستعمل مصدراً أيضاً ، فكأن معنى الجمزي الإسراع ، والمصدر يصح الوصف به كما قالوا رجل عدل .

(9) العوا : اسم نجم ، مقصور يكتب بالألف ، وهي مؤنثة من أنواء البرد . وقد وردت ممدودة أيضاً . ومن قولهم فيها " إذا طلعت العواء وجم الشتاء طاب الصلاء " .

(10) الأسراء .

(11) الشاهد في البيت ورود اسم على وزن (فعل) هو (اللومى ) بمعنى المصدر اي (اللوم) .

(12) العلقى : نبات .

(13) وهو نبت مر زهره كالورد الأحمر ، وحمله كالحروب ، يتخذ للزينة .

(14) العظم الذي خلف الاذن ، من الإنسان والحيوان .

(15) الزمر 21 .

(16) ق 8 .

(14) الحجل : طائر في حجم الحمام ، أحمر المنقار والرجلين ، طيب اللحم .

(15) الظربان دويبة كريهة الرائحة .

(16) جنس من النبات ، منه أشجار من الفصيلة الطرفاوية ، ومنه الأثل .

(17) القصباء : جماعة القصب النابت الكثير .

(18) هو 10 .

(19) القوباء : مرض يخرج في جلد الإنسان .

(20) من بيت للفرزدق هو :

تنفي يداها الحصى في كل هاجرة          نفي الدنانير . تنقاد الصياريف

والشاهد فيه إشباع كسر (الصيارف) ياء للضرورة .

(21) الشاهد في البيت ورود كلمة على وزن (فعلاء) هي (السيراء) . والبيت من قصيدة وغلواء الغصن طوله وارتفاعه ، والمتأود المتثني .

(22) السابياء : الماء الكثير الذي يخرج على رأس الولد . وقيل هي المشيمة . ويطلق اسم السابياء على المواشي الكثيرة وعلى المال الكثير .

(23) الإسبة والإسباءة الطريقة من الدم والجمع أسابي .

(24) البروكاء ، والبراكاء ، والبراكاء : الثبات في الحرب . والبراكاء : ساحة القتال . ويقال في الحرب : براك براك أي ابركوا واثبتوا .

(25) الزمك : ادخال الشيء بعضه في بعض . والزمكى والزمجي اصل ذنب الطائر او هو الذنب كله ، وقد ورد مقصوراً وممدوداً ، فيقال : الزمكى والزمكاء .

(26) العلباء : عصب العنق ، وهو مذكر ، وتثنيته علباوان أو علباءان وهما عصبان يميناً وشمالاً بينهما نبت العنق . وعلب البعير علباً أي أصابة داء في عصبي العنق فترم منه الرقبة وتنحني .

وداء يداء داء (على مثال شاء يشاء) إذا أصابه داء خاصة في جوفه . ويقال : أداء يُدىء وأدوأ : مرض .

(27) ام حبين : دويبة على خلقه الحرباء وقيل هي أنثى الحرباء : عريضة الصدر كبيرة البطن : وقيل : أم حبين دويبة على قدر الخنفساء يلعب بها الصبيان .

(28) الحارك : أعلى الكاهل .

(29) دعكاية : كثير اللحم .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.