المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

سرعة الضوء
20-7-2016
Gravitational potential energy
2024-01-25
مجالات استخدام الطاقة الشمسية
22-7-2016
التجربة الدولية في استهداف التضخم وإجراءات التدخل
31-10-2016
الانحرافات الاجتماعية الرئيسية واساليب معالجتها
24-11-2015
الفراونهوفر fraunhofer
28-5-2019


منارة العبد  
  
3206   02:59 صباحاً   التاريخ: 19-6-2019
المؤلف : السيد تحسين آل شبيب .
الكتاب أو المصدر : مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص155.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

شيدت منارة العبد سنة ٧٦٧ ه‍ في مؤخرة الحرم الحسيني في الجانب الشرقي من الصحن، وكانت تسمى (انگوشتي يار) أي إصبع التابع المحب، والمقصود بذلك كما قال الخليلي: " إن هذا أثر لا يزيد على إصبع ويشير إلى ولاء أحد الموالين والمحبين " .

وقد وصفها المرحوم الدكتور عبد الجواد الكليدار بقوله: " وكانت مئذنة جبارة أعظم وأفخم من كل المآذن الموجودة في العتبات المقدسة من كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، ومن حيث الفخامة في الأبنية التاريخية كانت هي الثانية في العراق بعد (ملوية) المتوكل وجامعة سامراء.

فكان يبلغ قطر قاعدتها عشرين مترا تقريبا، وارتفاعها أربعين مترا، مكسوة بالفسيفساء والكاشاني الاثاري البديع الصنع، مما يندر في وجودهما جدا في هذا اليوم في بقية الآثار التاريخية القديمة، إن كان في العراق أو إيران " . ومنارة العبد هذه هي مأذنة مرجان (مشيد جامع مرجان في بغداد) عبد السلطان أويس الجلائري، الذي عينه السلطان الجلائري واليا على بغداد، فرفع راية العصيان ضده واستبد ببغداد، حتى اضطر السلطان أويس أن يسير إليه بجيش من تبريز فيقضي على حركته، ولما علم أنصاره بقدوم السلطان أويس لمحاربته تفرقوا عنه  وحينما فشلت محاولته التجأ إلى كربلاء واستجار بحرم الإمام الحسين (عليه السلام).

فلما علم أويس بذلك صفح عنه ثم استدعاه إليه فأكرمه وأعاده إلى وظيفته واليا على العراق من جديد، وكان حين استجار بالضريح المقدس، قد نذر أن يبني مئذنة خاصة في الصحن الحسيني الشريف إذا خرج ناجيا من الغمة. ففعل ذلك وبنى حولها مسجدا خاصا، ثم أجرى لهما من أملاكه في كربلاء وبغداد وعين التمر والرحالية أوقافا يصرف واردها على المسجد والمئذنة، وأصبحت تلك الأملاك الموقوفة أوقافا حسينية من ذلك الوقت.

لقد مرت مئذنة العبد بإصلاحات على يد الشاه طهماسب الصفوية في سنة ٩٨٢ ه‍ من ضمن ما قام به من الإصلاحات والتعمير للحائر المقدس في تلك السنة وتوسيع الصحن من الجهة الشمالية منه.

وقد أرخ الشيخ محمد السماوي هذا العمل الخير بأرجوزة شعرية:

ثم تداعى ظاهر المنارة * للعبد واستدعى له العمارة

فمد كفه لها طهماسب * وعمرت بمالها يناسب

وأرخت بين عجم وعرب * (انگشت يار) تعني (خنصر المحب)

بقيت مئذنة العبد حوالي ستة قرون سالمة من يوم تشييدها سنة ٧٦٧ ه‍ إلى ١٣٥٤ ه‍ - ١٩٣٧ م، وهي آخر سنة من عمرها حتى هدمت عن جهل وعدم تقدير قيمتها التاريخية، والسبب هو بحجة ميلانها وتعرضها إلى الانهدام، وكانت متينة البنيان قطر قاعدتها حوالي ٢٠ متر وترتفع حوالي ٤٠ متر، كما كانت مزينة بالفسيفساء النادر والقاشاني البديع.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.