أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-22
288
التاريخ: 2-04-2015
4238
التاريخ: 25-3-2016
3430
التاريخ: 19-10-2015
3218
|
عاشوراء في اللغة
1- الخليل بن أحمد : عاشوراء اليوم العاشر من المحرّم، و يقال : بل التاسع ... .
2- الأزهري : قال الليث : و يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرّم.
قلت : و لم أسمع في امثلة الأسماء اسما على فاعولا، إلّا أحرفا قليلة.
قال ابن بزرج : الضاروراء: الضرّاء، و الساروراء : السرّاء و الدالولاء : الدالّة ... .
3- ابن دريد : عاشوراء يوم سمّي في الإسلام و لم يعرف في الجاهليّة، و ليس في كلامهم فاعولا ممدودا إلّا عاشوراء ... .
4- ابن منظور : عاشوراء و عشوراء ممدودان : اليوم العاشر من المحرّم، و قيل:
التاسع ... .
5- الفيروز آبادي : العاشوراء و العشوراء و يقصران و العاشور : عاشر المحرّم أو تاسعه.
6- الزبيدي : العاشوراء قلت : المعروف تجرّده من ال : و العشوراء ممدودان و تقصران، و العاشور عاشر محرّم و قد الحق به تاسوعا ... .
7- الهروي : في حديث ابن عبّاس : لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع، قال أبو منصور : يعني عاشوراء كأنّه تأوّل فيه عشر الورد، أنّها تسعة أيّام، و العرب تقول:
وردت الإبل عشرا إذا وردت يوم التاسع ... .
8- الطريحي : يوم عاشوراء- بالمدّ و القصر- و هو عاشر المحرّم، و هو اسم إسلامي و جاء عشوراء بالمدّ مع حذف الألف، الّتي بعد العين ... .
9- العيني : اشتقاقه من العشر الّذي هو اسم للعدد المعيّن، و قال القرطبي:
عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة و التعظيم، و هو في الأصل صفة لليلة العاشر لأنّه مأخوذ من العشر الّذي هو اسم الفعل و اليوم مضاف إليها، فإذا قيل : يوم عاشوراء فكأنّه قيل : يوم الليلة العاشرة إلّا انّهم لمّا عدلوا به عن الصفة غلبت عليها الاسميّة فاستغنوا عن الموصوف فحذفوا الليلة، و قيل : مأخوذ من العشر بالكسر في أوراد الإبل، تقول العرب : وردت الإبل عشرا إذا وردت اليوم التاسع، و ذلك لأنّهم يحسبون في الظماء يوم الورود. فإذا قامت في الرعي يومين ثمّ وردت في الثالثة قالوا:
وردت ربعا، و إن رعت ثلاثا و في الرابع وردت خمسا ... و على هذا القول يكون التاسع عاشوراء ... .
عاشوراء و جذورها الروائيّة
يظهر من بعض النصوص أنّ هذا الاسم له جذور في الروايات، و أنّ هذه التسمية إمّا لأجل إكرام عشرة من الأنبياء بعشر كرامات، على ما في حاشية الجمل- دون أن يشير إلى مصدر له-، و إمّا لأجل تسمية اللّه عزّ و جلّ يوم استشهاد أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام بيوم عاشوراء- على ما رواه الطريحي ضمن رواية تفضيل أمّة محمّد (صلّى اللّه عليه و آله)على سائر الامم بعشر:
1- قال الشيخ سليمان:
سمّي بذلك لأنّ عشرة من الأنبياء اكرموا فيه بعشر كرامات.
ثمّ إنّه استند إلى رواية مرسلة أخذها من بعض كتب الوعظ و لم يذكر اسمه.
2- الطريحي:
و في حديث مناجاة موسى عليه السّلام و قد قال : يا ربّ لم فضّلت أمّة محمّد (صلّى اللّه عليه و آله)على سائر الامم؟ فقال اللّه تعالى : فضّلتهم لعشر خصال، قال موسى : و ما تلك الخصال الّتي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟
قال اللّه تعالى : الصلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ و الجهاد و الجمعة و الجماعة و القرآن و العلم و عاشوراء.
قال موسى : يا رب و ما عاشوراء؟ قال : البكاء و التباكى على سبط محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و المرثية و العزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك
الزمان بكى أو تباكى و تعزّى على ولد المصطفى الّا و كانت له الجنّة ثابتا فيها. و ما من عبد أنفق من ماله في محبّة ابن بنت نبيّه طعاما و غير ذلك، درهما أو دينارا إلّا و باركت له في دار الدنيا، الدرهم بسبعين و كان معافى في الجنّة، و غفرت له ذنوبه.
و عزّتي و جلالي ما من رجل أو امرأة، سال دمع عينيه في يوم عاشوراء و غيره قطرة واحدة إلّا و كتب له أجر مائة شهيد.
أقول : مضمونها حقّ و عليها شواهد كثيرة من الروايات و النصوص، و لكن لم نعثر على هذا النصّ بعينه في مصادر أخرى، أضف إلى ذلك إرسالها، و لعلّها هي المرسلة الّتي أشار إليها في حاشية الجمل، من دون إيراد التفصيل.
ثمّ إنّها يفهم منها- بغضّ النظر عن السند- سبق هذه الكلمة على مجيء الإسلام و انّها كانت في الأمم السالفة و عرّفها اللّه عزّ و جلّ لأنبياء، فلا وجه لدعوى اللغويّين كابن دريد و ابن الأثير و الطريحي- من أنّها اسم إسلامي و لم تعرف قبل ذلك، فتأمّل، كيف! و قد ثبت صوم اليهود في هذا اليوم و التعظيم له- بل و النصارى كما يظهر من الرواية الّتي ينقلها أبو داود من أنّ النصارى كذلك كانت تعظّم هذا اليوم، و لكن رغم التتبّع لم نعثر و لا عرف للنصارى صوم و تعظيم لهذا اليوم.
و قد نقلها الفيومي : انّ رسول اللّه صام عاشوراء، فقيل له : إنّ اليهود و النصارى تعظّمه، فقال : إذا كان العام المقبل صمنا التاسع .
إلّا أن يقال : إنّ تعظيمهم لهذا اليوم أو صومهم فيه، لا يلازم التسمية بعاشوراء- آنذاك- و معرفتهم له بهذا الاسم.
عاشوراء هل هو التاسع أم العاشر؟
المشهور عندنا أنّ عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرّم كما صرّح بذلك العلّامة الحلّي قدس سرّه في المنتهى و المحقّق القمّي قدس سرّه في الغنائم و العلّامة المجلسي قدس سرّه في المرآة.
و هو قول أكثر أهل السنّة، و جماهير السلف و الخلف منهم. كما أفاده العسقلاني في فتح الباري و الشوكاني عن النووي. و عن ابن عبّاس- في إحدى روايتيه- انّه هو العاشر من المحرّم على ما نقله عبد الرّزاق في مصنّفه، عنه، و روى عنه أيضا انّه اليوم التاسع، و لا يهمّنا الخلاف بعد ما كان مشهورا عندنا و به روايات كثيرة و متّبعا عند جماهير العامّة.
آراء فقهائنا:
1- العلّامة الحلي قدس سرّه : يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرّم و به قال سعيد بن المسيّب و الحسن البصري. و روي عن ابن عبّاس أنّه قال : إنّه التاسع من المحرّم و ليس بمعتمد، لما تقدّم في أحاديثنا أنّه يوم قتل الحسين عليه السّلام، و يوم قتل الحسين عليه السّلام هو العاشر بلا خلاف.
و روى الجمهور عن ابن عبّاس، قال أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): بصوم يوم عاشوراء- العاشر من المحرّم-، و هذا ينافي ما روي عنه اولا.
2- المحقّق القمّي قدس سرّه : المعروف من المذهب أنّ عاشوراء هو يوم العاشر من المحرّم لأنّه يوم قتل الحسين، و لا خلاف انّه كان في عاشر محرّم ... .
3- العلّامة المجلسي قدس سرّه : قال بعد رواية زيد النرسي عن الصادق عليه السّلام : من صامه كان حظّه من صيام ذلك اليوم حظّ ابن مرجانة و آل زياد ... قال : ... يدلّ على ان عاشوراء هو العاشر كما هو المشهور ... .
آراء السّنة:
1- البغوي : اختلف العلماء في يوم عاشوراء؛ قال بعضهم : هو اليوم العاشر من المحرّم، و قال بعضهم : هو اليوم التاسع، و روي عن ابن عبّاس أنّه قال : صوموا التاسع و العاشر. و به قال الشافعى و أحمد و إسحاق.
2- العسقلاني : اختلف أهل الشرع في تعيينه، فقال الأكثر : هو اليوم العاشر.
3- الشوكاني : عن النووي : ذهب جماهير السلف و الخلف انّ عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرّم ... .
4- عبد الرّزاق : ... عن ابن عبّاس، قال : يوم عاشوراء العاشر.
أقول : و ممّن يرى انّه هو التاسع- من فقهاء العامّة- هو ابن حزم.
حكم صوم عاشوراء قبل نزول صوم رمضان
اختلف فقهاؤنا في حكم صوم عاشوراء قبل نزول آية صوم رمضان، و هل انّه كان واجبا أم لا؟
فاختار الأوّل المحقّق النجفي في الجواهر، و المحقّق القمّي في الغنائم، و مال إليه السيّد الطباطبائي في المدارك.
و اكتفى المحقّق السبزواري في الذخيرة و العلّامة الحلّي في التذكرة و المنتهى بنقل الخلاف.
كما انّ مفاد بعض رواياتنا هو الأوّل - أعني الوجوب-، و أمّا العامّة فعن أبي حنيفة أنّه كان واجبا، و ظاهر مذهب الشافعي، انّه لم يكن واجبا، و عليه أكثر العامّة كما عن النووي و للشافعى قولان، و لأحمد روايتان. و سنشير الى الروايات في فصل حكم صوم عاشوراء.
آراء فقهائنا:
1- العلّامة الحلّي : اختلف في صوم عاشوراء هل كان واجبا أم لا؟ فقال أبو حنيفة : إنّه كان واجبا، و قال آخرون : إنّه لم يكن واجبا، و للشافعي قولان، و عن أحمد روايتان.
احتجّ الموجبون بما روت عائشة : أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) صامه و أمر بصيامه، فلمّا افترض رمضان كان هو فريضة و ترك عاشوراء فمن شاء تركه.
و أيضا فإنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كتب إلى أهل العوالي انّه من أكل منكم فليمسك بقيّة يومه، و من لم يأكل فليصم، و هذا يدلّ على وجوبه، و احتجّ الآخرون بما رووه عن معاوية أنّه سمع يوم عاشوراء على المنبر يقول : يا أهل المدينة أين علماءكم؟ و سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول : هذا يوم عاشوراء لم يكتب اللّه عليكم صيامه ... و قد ورد في أحاديثنا ما يدلّ عليهما ... .
2- المحقّق النجفي : و منه يعلم أنّ صومه كان واجبا ... .
3- المحقّق القمّي : انّ الظاهر من الأخبار أنّه كان واجبا قبل نزول شهر رمضان ثمّ ترك.
4- السيّد العاملي : اختلف في صوم عاشوراء هل كان واجبا أم لا؟ و المرويّ في أخبارنا أنّه كان واجبا قبل نزول صوم شهر رمضان، و ممّن روى ذلك زرارة و محمد بن مسلم..
5- السبزواري : و اعلم أنّه اختلف في صوم عاشوراء هل كان واجبا أم لا؟ و في بعض أخبارنا انّه كان واجبا قبل نزول صوم شهر رمضان و صوم كلّ خميس و جمعة ... .
6- المجلسي : عن المنتقى : و في هذه السنّة- الاولى للهجرة- صام- أي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم- عاشوراء و أمر بصيامه.
أقول : لم يتبنّ الفقهاء في أقوالهم رأيا معيّنا- على ما نعلم- و إنّما اكتفوا بنقل الخلاف و مفاد الروايات، إلّا المحقّق القمّي حيث استند إلى ظاهر الروايات الّذي يعلم منه الوجوب.
ثمّ إنّ العلّامة المجلسي اكتفى بنقل كلام المنتقى من دون أيّ تعليق.
آراء فقهاء السنّة:
1- العيني : اختلفوا في حكمه أوّل الإسلام، فقال أبو حنيفة : كان واجبا، و اختلف أصحاب الشافعي على وجهين : أشهر هما انّه لم يزل سنّة من حين الشرع و لم يك واجبا قطّ في هذه الامّة، و لكنّه كان يتأكّد الاستحباب، فلمّا نزل صوم رمضان صار مستحبّا دون ذلك الاستحباب.
الثاني : كان واجبا كقول أبي حنيفة، و قال عياض : كان بعض السلف يقول : كان فرضا و هو باق على فرضيته لم ينسخ. و انقرض القائلون بهذا، و حصل الاجماع على انّه ليس بفرض أنّما هو مستحبّ.
2- ابن قدامة : اختلف في صوم عاشوراء هل كان واجبا؟ فذهب القاضي إلى انّه لم يكن واجبا، و قال : هذا قياس المذهب، و استدلّ بشيئين. و روي عن أحمد أنّه كان مفروضا..
3- الكاساني : و صوم عاشوراء كان فرضا يومئذ ... .
4- القسطلاني : ذيل حديث أنا أحقّ بموسى منكم فصامه و أمر بصيامه، قال : فيه دليل لمن قال : كان قبل النسخ واجبا، لكن أجاب أصحابنا بحمل الأمر هنا على تأكّد الاستحباب ... .
5- العسقلاني : و يؤخذ من مجموع الأحاديث انّه كان واجبا ثمّ يأتي بأدلّة ستّة لإثبات دعواه.
6- الزرقاني في شرح قوله : فمن شاء صامه. قال : لأنّه ليس متحتّما فعلى هذا لم يقع الأمر بصومه إلّا في سنة واحدة و على القول بفرضيته فقد نسخ، و لم يرد انّه جدّد (صلّى اللّه عليه و آله)للناس أمرا بصيامه بعد فرض رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه، فان كان أمره بصيامه قبل فرض رمضان للوجوب ففي نسخ الاستحباب إذا نسخ الوجوب خلاف مشهور، و إن كان للاستحباب كان باقيا على استحبابه.
و في الاكمال : قيل : كان صومه في صدر الإسلام قبل رمضان واجبا ثمّ نسخ على ظاهر هذا الحديث.
و قيل : كان سنة مرغّبا فيه ثمّ خفّف فصار مخيّرا فيه، و قال بعض السلف : لم يزل فرضه باقيا لم ينسخ، و انقرض القائلون بهذا، و حصل الاجماع اليوم على خلافه، و كره ابن عمر قصد صيامه ...
هل كان النبيّ يحبّ موافقة اليهود؟
يرى زين الدين الحنفي و هكذا العسقلاني- من علماء السنّة- انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)كان يحبّ موافقة أهل الكتاب في صيامهم، حيث انّ هذا المؤلّف بعد أن قسّم صيام النبي (صلّى اللّه عليه و آله)على أربع حالات، قال : الحالة الثانية انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)لمّا قدم المدينة و رأى صيام أهل الكتاب له و تعظيمهم له و كان يحبّ موافقتهم! فيما لم يؤمر به صامه، و أمر النّاس بصيامه، و أكّد الأمر بصيامه و الحثّ عليه حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم.
و قال العسقلاني : و قد كان (صلّى اللّه عليه و آله)يحبّ موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء و لا سيّما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان.
و الملاحظ هو انّ زين الدين الحنفي يؤكّد على أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)كان يحبّ موافقتهم و بالتالي وافقهم و حثّ الناس على ذلك!!!
و هذا يناقض ما رواه هو و غيره عن ابن عبّاس، عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله)من أنّ صيام عاشوراء كان لمخالفة اليهود:
صوموا عاشوراء و خالفوا فيه اليهود ... .
فكيف يجتمع هذا النّص مع ما استظهره الحنفي و العسقلاني من أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يحب موافقة اليهود!!؟
كما انّه يناقض أيضا ما ورد عن يعلى بن شدّاد، عن أبيه قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)صلّوا في نعالكم و خالفوا اليهود.
و في رواية اخرى : لا تشبّهوا باليهود.
و هل هذا الصوم المدّعى إلّا تشبّه بهم و قد نهينا عن التشبّه بهم، بل صرّح القاضي في شرح قوله : لأصومنّ التاسع بأنّ ذلك لعلّه على طريق الجمع مع العاشر لئلّا يتشبّه باليهود.
و هكذا في المحيط : كره إفراد يوم عاشوراء بالصوم لأجل التشبّه باليهود.
ثمّ هل يجوز لنا أن نشارك اليهود أو النصارى ببعض أعيادهم و صيامهم بحجّة انّنا أحقّ بموسى أو بعيسى منهم!؟ ثمّ لا ندري ما هذه المحاولة من البعض في ربط المفاهيم الاسلاميّة و أحكامها و سننها و آدابها و عقائدها، بسنن أهل الكتاب و أحكامهم و عاداتهم؟ و لما ذا و ما هو السرّ- في الدعوى، بل في التظاهر بالتنسيق بين الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله)و أهل الكتاب خاصّة اليهود؟! و للأسف نرى أحاديث منسوبة إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله)في الصحاح و مضمونها انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)يصدّق و يتعجّب من قول حبر من اليهود، و انّ اليهوديّ حينما يمرّ بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله)يطلب النبي منه أن يحدّثه!!
و انّ امرأة يهوديّة تعلّم النبي قضايا فتنة القبر!! و انّ تميم الدارى النصرانى يصدّقه النبي و يروي عنه حدّثني حديثا وافق الّذي كنت احدّثكم عن المسيح الدّجال ... فإنّه أعجبني حديث تميم انّه وافق الّذي كنت احدّثكم عنه و عن المدينة ... .
هل اليهود تصوم يوم عاشوراء؟
إنّ المستفاد من مراجعة التاريخ و كلمات اللغويّين و الفقهاء و المحقّقين و غيرهم انّ مدار السنة عند اليهود ليست قمريّة، بل شمسيّة، و لم يكن صومهم في عاشوراء و لا في محرّم، كما انّ اليوم الّذي غرق فيه فرعون لم يتقيّد بكونه دائما هو عاشوراء المحرّم، و إنّما هو في اليوم العاشر من شهرهم الأوّل : تشري، و يسمّونه يوم كيپور Kipur - أي الكافرة- و هو اليوم الّذي تلقّى فيه الإسرائيليّون اللوح الثاني من الشريعة.
ثمّ على الفرض- البعيد- انّه اتّفق ذلك اليوم مع قدوم النبي (صلّى اللّه عليه و آله)الكريم المدينة و عاشوراء المحرّم فهو محض اتّفاق.
أضف إلى ذلك انّ كيفيّة الصوم عندهم أيضا تختلف عن الصوم عندنا، فإنّهم يصومون من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي.
و عليه فلا وجه و لا أساس لما نسب في المرويّات إلى النبي (صلّى اللّه عليه و آله)من انّ صوم عاشوراء كان ذا أصل يهودي و انّهم كانوا يصومونه في هذا اليوم.
و لنعرض بعض الأقوال في هذا الشأن:
1- قال الدكتور جواد علي:
و يقصدون بصوم اليهود يوم عاشوراء ما يقال له: يوم الكفّارة و هو يوم صوم و انقطاع و يقع قبل عيد المظال بخمسة أيّام أي في يوم عشرة تشري و هو يوم الكيپور kipur ، و يكون الصوم فيه من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي، و له حرمة كحرمة السبت، و فيه يدخل الكاهن الأعظم قدس الأقداس لأداء الفروض الدينيّة المفروضة في ذلك اليوم.
2- و قال السقّاف:
في واقعنا الحاضر لا نجد أيّ يهوديّ يصوم في العاشر من محرّم أو يعدّه عيدا، و لم يوجد في السجلّات التاريخيّة ما يشير إلى انّهم صاموا في العاشر من محرّم أو عدوّه عيدا، بل اليهود يصومون يوم العاشر من شهر تشرين و هو الشهر الأوّل من سنتهم في تقويمهم و تاريخهم إلّا انّهم لا يسمّونه يوم عاشوراء، بل يوم أو عيد كيپور.
3- و قال أيضا : إنّ لليهود تقويما خاصّا بهم يختلف عن تقويمنا العربي الاسلامي اختلافا بيّنا و يبتدئ بشهر (تشري) ثمّ (حشران) و ينتهي بشهر (أيلول) و هو الشهر الثاني عشر، و في كلّ سنة كبيسة يضاف إليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة ثلاثة عشر شهرا و هو شهر (آذار الثاني) الّذي يتخلّل بين آذار الشهر السادس و بين نيسان الشهر الثامن، و يكون (آذار الثاني) الشهر السابع و عدد أيّام السنة في السنوات العادية 353، أو 354، أو 355 يوما، و في الكبيسة 383، أو 384، أو 385 يوما، و التقويم اليهودي المستعمل الآن شهوره قمريّة و سنواته شمسيّة.
3- و قال محمود باشا الفلكي في تقويم العرب قبل الإسلام:
يظهر أنّ اليهود من العرب كانوا يسمّون أيضا عاشوراء و عاشور اليوم العاشر من شهر تشري الّذي هو أوّل شهور سنتهم المدنيّة و سابع شهور السنة الدينيّة عندهم.
و السنة عند اليهود شمسيّة لا قمريّة، فيوم عاشوراء الّذي كان فيه غرق فرعون .
4- و قال أبو ريحان :
تشرين و هو ثلاثون يوما ... و في اليوم العاشر منه صوم الكبور و يدعى العاشوراء و هو الصوم المفروض من بين سائر الصيام فإنّها نوافل، و يصام هذا الكبور من قبل غروب الشمس من اليوم التاسع بنصف ساعة إلى ما بعد غروبها في اليوم العاشر بنصف ساعة تمام خمس و عشرين ساعة ... و صومه كفّارة لكلّ ذنب على وجه الغلط، و يجب على من لم يصمه من اليهود القتل عندهم، و فيه يصلّي خمس صلوات و يسجد فيها.
5- و قال العلّامة الشعراني:
اعلم أنّ يوم عاشوراء كان يوم صوم اليهود و لا يزالون يصومون إلى الآن، و هو الصوم الكبير، و وقته اليوم العاشر من الشهر الأوّل من السنة، و لمّا قدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)المدينة كان أوّل اليهود مطابقا لأوّل المحرّم و كذلك بعده إلى أن حرم النسيء و ترك في الإسلام و بقي عليه اليهود إلى زماننا هذا فتخلّف أوّل سنة المسلمين عن أوّل سنتهم، و افترق يوم عاشوراء عن يوم صومهم، و ذلك لأنّهم ينسئون إلى زماننا فيجعلون في كلّ ثلاث سنين سنة واحدة ثلاثة عشر اشهرا، كما كان يفعله العرب في الجاهليّة، فصام رسول اللّه و المسلمين يوم عاشوراء كما كانوا يصومون و قال : نحن أولى بموسى ... إلى أن نسخ وجوب صومه بصوم رمضان و بقى الجواز ...
أقول : أوّلا إنّ قدوم النبي (صلّى اللّه عليه و آله)و هجرته إلى المدينة المنوّرة كان في ربيع الأوّل: لا في محرّم، و معه كيف يطابق سنة اليهود لقدوم النبي (صلّى اللّه عليه و آله)و لمحرّم؟؟
ثانيا : المعروف أنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله)لم يصم عاشوراء إلّا سنة واحدة كما ستأتي الاشارة إلى ذلك و معه كيف يقول السيّد الشعراني : و كذلك بعده إلى أن حرم النسيء ... .
ثالثا : يبدو من كلامه انّ صومه كان واجبا إلى أن نسخ بصوم رمضان، مع ان الأمر مختلف فيه عندنا و عند العامّة أيضا- كما مرّ فالظاهر أنّ العلّامة الشعراني تبنّى أمرا من دون إراءة أىّ مستند و دليل.
أقول : سوف يتّضح انّه تخطيط أمويّ للتغطية على قضيّة كربلاء، و ما صدر من الجرائم اللاإنسانيّة بحقّ أهل بيت الرسول (صلّى اللّه عليه و آله).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|