المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

A Talking dog
23/9/2022
ذباب الجبن Piophila casei
2-2-2016
شروط تصويت ناخبي الخارج
2023-05-02
زاوية السمت azimuth angle
11-12-2017
التَّقسيم
26-03-2015
طرق المواصلات في مصر القديمة.
2023-07-14


[كلمات و أراء فقهية في صوم عاشوراء]  
  
3530   11:38 صباحاً   التاريخ: 17-6-2019
المؤلف : نجم الدين طبسي .
الكتاب أو المصدر : صــوم عاشــوراء
الجزء والصفحة : ص84-113.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016 3562
التاريخ: 3-04-2015 3535
التاريخ: 19-3-2016 3750
التاريخ: 25-3-2016 3430

آراء الفقهاء‌

آراء الفقهاء [الشيعة]

إلى هنا ننتهي من عرض الروايات المانعة و المجوّزة و المناقشات السنديّة و الدلاليّة و الجواب عنها، و فيما يلي نذكر آراء الفقهاء فنقول : اختلف الفقهاء في حكم صوم عاشوراء على أقوال : فبعضهم قال بالحرمة، كما عن صاحب الحدائق المحدّث البحراني، و صاحب مرآة العقول المجلسي، و الشيخ الاستاذ الخراسانى، و يميل إليه الخوانساري في جامع المدارك، و النراقي في المستند.

و عن جمع آخر القول بالكراهة، و هو رأي أكثر المعاصرين من فقهائنا، كالسيّد اليزدي، و البروجردي، و الحكيم، و غالب المعلّقين على العروة الوثقى، و السبزواري.

مع اتّفاق القولين ظاهرا على استحباب الامساك إلى العصر، و انّ هذا ليس هو الصوم الاصطلاحي، بل هو مجرّد إمساك، و هو الظاهر من العلّامة الحلّي في بعض كتبه، و الشهيد الأوّل في الدروس و غاية المراد، و الشهيد الثاني في المسالك فإنّه فسّر الصوم يوم عاشوراء بهذا المعنى ليس إلّا، و السبزواري في الذخيرة، و كاشف الغطاء في كشف الغطاء، و البهائي في الجامع، و الفيض في الوافي و المفاتيح و النخبة، و الطباطبائي في الرياض و الشرح الصغير، و الأردبيلي في مجمع الفائدة، و النراقي في المستند، و السيّد الخوانساري في المدارك، و الشيخ الوالد في الذخيرة.

و قال جماعة آخرون بالاستحباب، و هم بين من أطلق القول بالاستحباب، كالصدوق في الهداية، و المحقّق في نكت النهاية، و آقا جمال الخوانساري في المشارق،صوم عاشورا، و السيّد الخوئي في المستند- مع إصرار منه (رحمه اللّه عليه)، و قيّده آخرون بعنوان الحزن، كما هو المشهور، و هو قول الشيخ الطوسي في التهذيب و الاستبصار و الاقتصاد و الرسائل العشر، و المفيد في المقنعة، و ابن البرّاج في المهذّب، و ابن زهرة في الغنية، و الصهرشتي في اشارة السبق، و ابن إدريس الحلّي في السرائر، و يحيى بن سعيد في الجامع، و المحقّق الحلّي في الشرائع و الرسائل التسع، و العلّامة الحلّي في المنتهي و الإرشاد، و السبزواري في الكفاية، و المحقّق النجفي في الجواهر.

أدلّة الأقوال:

الأوّل : دليل القول بالتحريم:

1- ظهور بل صراحة النصوص في الحرمة، و هي:

- خبر زرارة و محمد بن مسلم، عن الصادق (عليه السّلام) .

- خبر جعفر بن عيسى.

- خبر يزيد- زيد- النرسى.

- خبر نجبة بن الحارث.

- خبر زرارة.

- خبر الحسين بن أبي غندر.

- خبر عبد الملك.

- خبر جبلة المكّيّة

2- إنّ ضعفها منجبر بوجودها في الكتب المعتبرة مع صحّة بعضها، و عن البعض : انّ استفاضتها، بل تواترها يكفي في حصول العلم بصدورها و صحّتها.

3- حمل الروايات المجوّزة أو الآمرة على التقيّة لموافقتها للعامّة فقها و حديثا فلم يحرز أصالة الجدّ و الجهة  فيها فلا يصل الدور إلى التعارض بين الطائفتين من الروايات، و لو فرضنا أنّه وصل إلى التعارض يؤخذ بما خالف العامّة.

4- إنّ صوم النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) كان قبل نزول صوم شهر رمضان، و أمّا بعد ذلك نسخ ذلك الصوم.

5- لا معنى لحمل الروايات المجوّزة على الاستحباب حزنا و جزعا، و ذلك لظهور خبر الحسين بن أبي غندر في عدم الصوم للمصيبة، بل الصوم هو للشكر و السلامة.

6- تعيّن العمل بصحيحة ابن سنان الّتي مفادها مجرّد الامساك إلى العصر و لا يسمّى صوما، و هو رأي صاحب المدارك و الحدائق و غيرهما. و ليست هذه الرواية ضعيفة، كما ادّعاه السيّد الخوئي في المستند، فالمجموع من هذه الأدلّة على سبيل منع الخلوّ يكون دليل القول بالحرمة.

 

 

الثاني : دليل القول بالاستحباب:

1- الاجماع كما ادّعاه في الغنية، بل عدم وجدان الخلاف، كما عن جواهر الكلام، لكنّه مدركى أو محتمل المدركيّة.

2- خبر أبي همّام، عن أبي الحسن (عليه السّلام)  : صام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)  و الرواية و إن كانت موثّقة لكنّها محمولة على التقيّة، كما عن المحقّق القمّي و غيره.

3- خبر القدّاح، عن الصادق (عليه السّلام)  أنّه كفّارة سنة  لكنّه مجهول، كما عن المجلسي.

4- خبر مسعدة عن الصادق (عليه السّلام)  : صوموا العاشوراء،  لكنّه ضعيف و محمول على التقيّة.

5- خبر كثير النّواء،  لكنّه كسابقه ضعيف و محمول على التقيّة لأنّ وقوع هذه البركات في يوم عاشوراء من أكاذيب العامّة و مفترياتهم.

6- دعوى ضعف جميع الروايات  الناهية عن الصوم يوم عاشوراء.

إلى هنا يكون هذا دليل القول باستحباب صوم يوم عاشوراء من دون تقييد بالصوم على وجه الحزن، و هذا هو القول بالاستحباب المطلق.

و قد اجيب عن هذه الدعوى : انّ ملاحظة عدد الروايات المانعة و كيفيّة تلقّي السلف و تعاملهم معها و ملاحظة السيرة القطعيّة للمتشرّعة و مطابقتها مع هذه الروايات، و جمع الشيخ الطوسي بين هذه الروايات و الروايات المجوّزة تخرجها عن كونها روايات و مستندات ضعيفة.

7- إنّه بعد التعارض بين الروايات المجوّزة و الناهية يجمع بينهما بالحمل على استحباب الصوم على وجه الحزن و حرمة الصوم على وجه الشكر و الفرح!!

و هذا هو دليل القول بالاستحباب المقيّد بعنوان الحزن.

و اجيب عنه : إنّ يوم عاشوراء حسب الروايات الناهية غير قابل لماهيّة الصوم، بل الصوم يعدّ بدعة و موجبا للهلكة، و لا معنى للصوم على وجه الحزن، لأنّ الحزن لا يكون سببا لاستحباب الصوم أصلا، بل السبب لاستحباب الصوم هو أيّام الفرح و السرور، و أين ذلك من يوم عاشوراء الّذي هو يوم مصيبة و عزاء؟!

و هو كلام متين و مقبول، فتأمّل.

8- ضعف رواية ابن سنان الّتي فيها : صم من غير تبييت، و قد أجاب البعض عنه بوجود طريق آخر غير طريق الشيخ في المصباح، و هو ما رواه المشهدي في مزاره.

أضف إلى ذلك عدم صحّة دعوى الضعف، بل الرواية صحيحة و صادرة قطعا ...

9- عدم القول بالحرمة أو الكراهة أو ندرة القول بها، بل هو مناف لظاهر اتّفاق الاصحاب.

لكنّه استبعاد محض و لا يعدّ دليلا فقهيّا.

أضف إلى ذلك تبنّى الكثير من فقهائنا القول بالحرمة أو الكراهة، و قد مرّ ذكر‌أسمائهم، و ستجي‌ء آراؤهم.

10- إنّ هذا الصوم يكون من المواساة لأهل البيت عليهم السّلام ممّا لاقوه من العطش و الجوع ... فهذا الصوم يوافقه الاعتبار!

أقول : يكفيه في المواساة لأهل البيت عليهم السّلام العمل برواية ابن سنان : من الصوم من غير تبييت و الافطار من غير تشميت.

أضف إلى ذلك أنّ المواساة لا يعدّ وجها و دليلا شرعيّا يستند إليه في جعل العمل مستحبّا- شرعيّا- بل يحتاج إلى دليل خاصّ.

 

دليل القول بالكراهة:

1- إنّ الصوم في عاشوراء سنّة للأعداء، و اتّصاف بصفاتهم، و إشعار بزيّهم، و هذا مثل ما ورد في كراهة الاتّصاف بأوصاف اليهود و النصارى.

2- حمل الروايات المانعة عن الصوم على الكراهة بقرينة وحدة السياق بينها و بين روايات النهي عن صوم عرفة.

3- الاستناد إلى ظهور قول أبي جعفر (عليه السّلام)  : أ فصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلّا و ربّ البيت الحرام ما هو يوم صوم، و ما هو إلّا يوم حزن دخل على أهل السماء و الأرض.

4- حمل الروايات الآمرة بالصوم على الامساك حزنا لا الامساك بقصد الصوم، أو حمل هذه الروايات على التقيّة.

5- عدم معهوديّة الصوم يوم عاشوراء من الأئمّة عليهم السّلام و لا من أصحابهم.

أقول : دلالة الوجه الأوّل و الثالث و الخامس على التحريم أظهر من الدلالة على الكراهة.

و الجواب عن الثاني : هو انّه على فرض أن يكون وحدة السياق و النظم قرينة و دليلا على الكراهة، لكن لا بدّ من رفع اليد عن هذه القرينة و الدليل بالروايات الاخرى الّتي مفادها التحريم.

و الجواب عن الرابع : إنّ هذا الحمل مقبول، و لكنّه لا يخدم القول بالكراهة، إذ حتى على القول بالتحريم يحمل الروايات الآمرة بالصوم يوم عاشوراء على الامساك حزنا أو على التقيّة.

و يرى بعض الفقهاء- بملاحظة رواية ابن سنان المذكورة في المصباح و المزار و رواية ميثم التّمار - انّ هذا الصوم لم يتأكّد استحبابه سيّما و انّه مشارك في الصورة مع الأعداء حتى و إن كانت النيّة عندنا الحزن و عندهم التبرّك و السرور، بل إنّ استحباب هذا الصوم و إتمامه إنّما يكون ثابتا فيما لم يتمكّن من الافطار و لو لأجل التقيّة، فحينئذ ينوي به الصوم على وجه الحزن لا مطلق الصوم. 

أقول : و قد أشرنا سابقا إلى انّ ماهيّة الصوم يوم عاشوراء موجب للهلكة، و أنّها موبقة حتى إذا تعنون بعنوان الحزن.

 

كلمات القائلين بالحرمة

1- البحراني:

و بالجملة فإنّ دلالة هذه الأخبار على التحريم مطلقا أظهر ظاهر‌ لكنّ العذر لأصحابنا فيما ذكروه من حيث عدم تتّبع الأخبار كملا و التأمّل فيها. و قال : فتحريم صيامه مطلقا من هذه الأخبار أظهر ظاهر ...

مناقشة الاستاذ للحدائق:

ادّعى صاحب الحدائق طيّ كلامه : نسخ هذا الصوم الّذي كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مداوما عليه. و ناقشه-

2- العلّامة المجلسي:

و بالجملة الأحوط ترك صيامه مطلقا.

3- الخوانساري:

و أمّا استحباب صوم يوم عاشوراء فلخبر عبد اللّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه عليهما السّلام قال : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة، و قيّده المصنّف و جماعة بأن يكون على وجه الحزن لمصاب سيّد شباب أهل الجنّة لا أن يكون على جهة التبرّك و الشكر كما يصنعه بنو اميّة و أتباعهم، و بذلك جمع الشيخان و غيرهما- قدس سرّهم- بين ما سمعت و بين النصوص المتضمّنة للنهي عن صومه كصحيح زرارة و محمد بن مسلم سألا الباقر (عليه السّلام)  عن صوم يوم عاشوراء من شهر الحرام، فقال : يوم فيه حوصر الحسين ... و جزم بعض متأخّري المتأخّرين بالحرمة ترجيحا للنصوص الناهية، و حملا لما دلّ على الاستحباب على التقيّة و الظاهر أنّ هذا أقرب خصوصا مع ملاحظة خبر عبد اللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السّلام)  قال : دخلت عليه يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ... فإنّ من المعلوم أنّ صوم هذا السائل لم يكن بعنوان التبرّك.

4- الشيخ الأستاذ [الوحيد]

 : صوم يوم عاشوراء على الأحوط الوجوبي لا يكون جائزا.

 

كلمات القائلين بالاستحباب

[1- السيّد الخوئي]

إنّ السيّد الخوئي بعد أن ضعّف سند روايات المنع و ادّعى أنّها غير نقيّة السند و رأى أنّ صحيحة زرارة و محمد بن مسلم لا تتضمّن نهيا، بل غايته انّ صومه صار‌ متروكا و منسوخا، و لعلّه كان واجبا سابقا، ثمّ ابدل بشهر رمضان فلا تدلّ على نفي الاستحباب عنه بوجه فضلا عن الجواز، قال : أمّا نفس الصوم في هذا اليوم إمّا قضاء أو ندبا، و لا سيّما حزنا فلا ينبغي التأمّل في جوازه من غير كراهة، فضلا عن الحرمة.

و قال قبل ذلك : و أمّا الروايات المتضمّنة للأمر و استحباب الصوم في هذا اليوم فكثيرة مثل صحيحة القدّاح ... و موثّقة مسعدة بن صدقة ... و نحوها غيرها و هو مساعد للاعتبار نظرا إلى المواساة مع أهل بيت الوحي و ما لاقوه في هذا اليوم العصيب من جوع و عطش و سائر الآلام و المصائب العظام الّتي هي أعظم ممّا تدركه الأفهام و الأوهام. فالأقوى استحباب الصوم في هذا اليوم من حيث هو ... نعم، لا إشكال في حرمة صوم هذا اليوم بعنوان التيمّن و التبرّك و الفرح و السرور كما يفعله أجلاف آل زياد و الطغاة من بني أميّة من غير حاجة إلى ورود نصّ أبدا، بل هو من أعظم المحرمات فإنّه ينبئ عن خبث فاعله و خلل في مذهبه و دينه و هو الّذي اشير إليه في بعض النصوص المتقدّمة ... و يكون من الاشياع و الاتباع الّذين هم مورد اللعن في زيارة عاشوراء، و هذا واضح لا سترة عليه، بل هو خارج عن محلّ الكلام.

أورد الاستاذ عليه فيما أورد: انّ تصريحه في أجود التقريرات بمداومة الأئمّة عليهم السّلام على الترك و أمرهم أصحابهم به  ينافي ما تبنّاه من الاستحباب.

و يرد عليه رحمه اللّه : انّ القول بالاستحباب ينافي أيضا قوله بالكراهة في حاشية العروة و هكذا في رسالته العمليّة.

أقول : لعلّه رجع عن هذا الرأي و هذا لا يعدّ اشكالا ...

و لعلّ هذا القول يفهم من كلام الشيخ الصدوق أيضا، قال : أمّا الصوم الّذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة و يوم عاشوراء كلّ ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام و إن شاء أفطر.

كلمات القائلين بالاستحباب حزنا

1- الشيخ المفيد:

و أمّا الّذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم عاشوراء على وجه الامساك فيه مصيبة آل محمّد عليهم السّلام.

أقول : لم يفهم منه الاستحباب.

2- الطوسي:

أمّا المندوب : ... و صوم يوم عاشوراء على وجه الحزن و المصيبة لما حلّ بأهل بيت الرسول عليهم السّلام.

3- و قال أيضا : أمّا المسنون فجميع أيّام السنة إلّا الأيّام الّتي يحرم فيها الصوم غير انّ فيها ما هو أشدّ تأكيدا و هي أربعة عشر قسما و صوم يوم عاشوراء على وجه الحزن و المصيبة.

4- و قال أيضا في الجمع بين الأخبار المتعارضة : فالوجه في هذه الأحاديث انّ من صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و الجزع لما حلّ بعترته فقد أصاب، و من صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه و التبرّك به و الاعتقاد لبركته و سعادته فقد أثم و أخطأ.

[3- ابن البرّاج الطرابلسي]

5- ابن البرّاج : و أمّا المندوب فهو ضربان أحدهما مشدّد فيه على وجه‌ التأكيد ... أمّا المشدّد فيه فهو ... صوم يوم عاشوراء على جهة الحزن بمصاب أهل البيت عليهم السّلام.

[4- أبو المكارم ابن زهرة]

6- ابن زهرة : أمّا الصوم المندوب ... و صوم عاشوراء على وجه الحزن.

[5- نظام الدين الصهرشتي]

7- الصهرشتي قال في الصوم المندوب : و عاشر المحرّم للحزن و المصيبة.

[6- ابن إدريس الحلّي]

8- ابن إدريس : يستحبّ ... و صوم يوم عاشوراء على وجه الحزن بمصاب آل الرسول عليهم السّلام.

[7- يحيى بن سعيد الحلّي]

9- يحيى بن سعيد : الصوم المسنون : ... و يوم عاشوراء على وجه الحزن، و روي الفطر فيه بعد العصر.

[8- المحقّق الحلّي]

10- المحقّق الحلّي : و الندب من الصوم قد يختصّ وقتا و المؤكّد منه أربعة عشر قسما ... و صوم عاشوراء على وجه الحزن.

11- و قال أيضا : يستحبّ من الصوم ... و عاشوراء حزنا.

12- و قال أيضا : و الصوم الّذي يكون صاحبه فيه بالخيار فيوم الجمعة و الخميس و ... يوم عاشوراء.

أقول : لعلّه مقتبس أو إشارة إلى رواية الزهري، عن الامام زين العابدين (عليه السّلام) ، و الّتي ضعّفها المجلسي في المرآة.

و فسّر والده المجلسي الأوّل هذه الفقرة بقوله : أي يجوز له الافطار بعد الشروع‌ فيه أو لا يجب صومه.

[9- العلّامة الحلي]

13- العلّامة الحلّي : و صوم يوم عاشوراء مستحبّ حزنا لا تبرّكا، لأنّه يوم جرت فيه أعظم المصائب، و هو قتل الحسين بن علي عليهما السّلام و هتك حريمه فكان الحزن بترك الأكل و الملال به، و احتمال الأذى متعيّنا. و لما رواه سعد بن صدقة ... و عن أبي همّام ... و عن أبي عبد اللّه بن ميمون القدّاح، و قد روى الجمهور عن ابن عبّاس ...

و قد وردت أحاديث في كراهته محمولة على ما قلناه من الصوم للتبرّك. و من صام على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل في صومه و التبرّك به و الاعتقاد لبركته و سعادته فقد أثم و أخطأ.

14- و قال في الارشاد : الصوم أربعة : واجب ... و مندوب و هو عاشوراء حزنا.

[10- الشيخ السبزواري]

15- المحقّق محمد باقر السبزوارى : و اختلفت الروايات في صوم يوم عاشوراء؛ فبعضها تدلّ على الاستحباب و انّه كفّارة سنة، و بعضها تدلّ على المنع و أنّ من صامه كان حظّه من ذلك اليوم حظّ ابن مرجانة و آل زياد و هو النار، و الشيخ في الاستبصار جمع بين الأخبار بأنّ من صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصاب آل محمّد عليهم السّلام و الجزع لما حلّ بعترته (صلّى اللّه عليه و آله) فقد أصاب ...

و هو غير بعيد، و في بعض الروايات : و ليكن إفطارك بعد العصر على شربة من ماء.

[11- المحقّق النجفي]

16- الشيخ محمد حسن النجفي : أمّا الندب من الصوم ... و المؤكّد منه أربعة عشر قسما : ... الثامن : بلا خلاف أجده فيه، بل في ظاهر الغنية الاجماع عليه- صوم‌ يوم عاشور- لخبر أبي همّام، عن أبي الحسن، و خبر عبد اللّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه، و خبر مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السّلام) ، و خبر كثير النّواء عن الباقر (عليه السّلام) ، لكن قيّده المصنّف و جماعة بأن يكون على وجه الحزن لمصائب سيّد شباب أهل الجنّة و ما جرى عليه في ذلك اليوم، ممّا ينبغي لوليّه أن يمنع نفسه عن الطعام و الشراب طول عمره فضلا عن ذلك اليوم لا أن يكون على جهة التبرّك و الشكر كما يصنعه بنو أميّة و أتباعهم ... و بذلك جمع الشيخان و غيرهما بين ما سمعت و بين النصوص المتضمّنة للنهي عن صومه.

و هذا مع انّه مناف لظاهر اتّفاق الأصحاب و معلوميّة حصر الحرمة في غيره لكن فيه : إنّ أقصى ما يستفاد من هذه النصوص الكراهة خصوصا بعد جمعه مع الاثنين و مع يوم عرفة، كمعلوميّة أنّ المذموم و المنهيّ عنه اتّخاذه كما يتّخذه المخالفون و التبرّك فيه و إظهار الفرح و السرور فيه لا انّ المنهيّ عنه مطلق صومه، و انّه كالعيد و أيّام التشريق و إلّا لم يكن ليخفى مثل ذلك على زرارة و محمد بن مسلم حتى يسألا عنه ضرورة حينئذ كونه كصوم العيدين.

نعم، قد يقال بنفي التأكيد عنه لمشاركته في الصورة لأعداء اللّه و إن اختلفت النيّة، بل لعلّ ذلك إنّما يكون إذا لم يتمكّن من إفطاره و لو للتقيّة فينوي فيه الوجه المزبور لا مطلقا خصوصا مع ملاحظة خبر عبد اللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السّلام)  ... و خصوصا بعد ما روي عن ميثم التمّار ... ممّا يدلّ على كذب ما ذكروا وقوعه فيه من خروج يونس. و به يظهر ضعف خبر كثير النّواء الّذي روى ذلك، مضافا إلى ما قيل فيه من انّه بتري عامّي قد تبرّأ الصادق (عليه السّلام)  منه في الدنيا و الآخرة.

و على كلّ حال فلا ريب في جواز صومه سيّما على الوجه الّذي ذكره الأصحاب.

و ما في المسالك من أنّ مرادهم بصومه على جهة الحزن : الامساك إلى العصر كما في صوم عاشورا، الخبر المزبور، واضح الضعف، بل يمكن القطع بفساده بأدنى ملاحظة، و اللّه أعلم.

أقول : مراد المحقّق النجفي هو أنّ تفسير الشهيد الثاني كلام الأصحاب و انّهم أرادوا بالصوم خصوص الامساك إلى العصر لا الصوم الاصطلاحي تفسير بعيد عن الواقع، إذ ظهور بل صراحة كلامهم تأبى هذا التوجيه و التفسير. نعم، لا ننكر وجود جمع غفير من فقهائنا صرّحوا بأنّ المراد بالصوم هو الامساك إلى العصر، و يأتي قريبا أقوالهم، و لكنّ هذا لا يعني إرجاع جميع الكلمات إلى هذا التفسير.

كلمات القائلين بالإمساك إلى العصر

1- قال الشهيد الثاني

في شرح قول المحقّق : و الندب من الصوم ... و صوم عاشوراء على وجه الحزن. قال : أشار بقوله على وجه الحزن إلى أنّ صومه ليس صوما معتبرا شرعا، بل هو إمساك بدون نيّة الصوم لأنّ صومه متروك كما وردت به الرواية، و ينبّه على ذلك قول الصادق (عليه السّلام)  : صمه من غير تبييت، و افطره من غير تشميت، و ليكن فطرك بعد العصر، فهو عبارة عن ترك المفطّرات اشتغالا عنها بالحزن و المصيبة، و ينبغي أن يكون الامساك المذكور بالنيّة لأنّه عبادة.

2- قال المحقّق الكركي

في شرح قول العلّامة في القواعد : وعاشوراء حزنا قال : أي صومه ليس صوما معتبرا شرعا، بل هو الامساك بدون نيّة الصوم لأنّ صومه متروك كما وردت به الرواية فيستحبّ الامساك فيه إلى بعد العصر حزنا، و صومه شعار بني اميّة لعنهم اللّه سرورا بقتل الحسين (عليه السّلام) .

3- العلّامة الحلّي:

يستحبّ صوم يوم عاشوراء حزنا لا تبرّكا لأنّه يوم قتل أحد سيّدي شباب أهل الجنّة الحسين بن علي صلوات اللّه عليه، و هتك حريمه، و جرت فيه أعظم المصائب على أهل البيت عليهم السّلام فينبغي الحزن فيه بترك الأكل و الملاذ.

و إذا عرفت هذا فإنّه ينبغي أن لا يتمّ صوم ذلك اليوم، بل يفطر بعد العصر لما روي عن الصادق (عليه السّلام)  : انّ صومه متروك بنزول شهر رمضان، و المتروك بدعة.

4- و قال أيضا : و يستحبّ صوم العشر بأسره، فإذا كان اليوم العاشر أمسك عن الطعام و الشراب إلى بعد العصر ثمّ يتناول شيئا من التربة.

[4- الشهيد الأوّل]

5- الشهيد الأوّل : و في صوم عاشوراء حزنا كلّه أو إلى العصر أو تركه روايات، و روي : صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت، و يفهم منه استحباب ترك المفطّرات لا على أنّه صوم حقيقي، و هو حسن.

6- و قال أيضا : ... يستحبّ صوم العشر فإذا كان يوم العاشر أفطر بعد العصر من غير أن ينوي الصوم، بل ينوي فيه الامساك خاصّة.

[5- المحقّق الأردبيلي]

7- و قال الأردبيلي : ... و لا يبعد استحباب محض الامتناع عن الأكل و الشرب كسائر المشتهيات لا صومه سواء أفطر بعد العصر ليخرج عن الصوم ظاهرا كما هو المشهور المعمول أم لا، و يمكن حمل مثل المتن على ما قلناه من الاستحباب كما هو الظاهر و على ما بعده أيضا، فتأمّل ...

[6- الشيخ البهائي]

8- الشيخ البهائي : في بيان الصوم المستحبّ ... الثالث عشر صوم يوم عاشوراء، و هو اليوم العاشر من المحرّم إلى وقت العصر، ثمّ يفطر على الماء أو تربة كربلاء بنيّة‌ الشفاء بشرط عدم الزيادة عن قدر الحمّصة.

[7- الشيخ السبزواري]

9- السبزواري : و العمل بمضمون هذه الرواية متّجه- أي رواية بن سنان، عن الصادق-، و كأنّه المقصود كما قاله بعض الأصحاب إلّا انّه خلاف ما صرّح به جماعة منهم.

[8- الفيض الكاشاني]

10- الفيض الكاشاني : أقول : بل الأولى ترك صيامه على كلّ حال، لأنّ الترغيب في صيامه موافق للعامّة مسند إلى آبائهم عليهم السّلام- كذا-، و هذا من أمارات التقيّة فينبغي ترك العمل به، و لأنّ صيامه متروك بصيام شهر رمضان و المتروك بدعة ...

و لو حمل ترغيب صيام هذا اليوم على الامساك عن المفطّرات عامّة النهار من دون إتمامه إلى الليل على وجه الحزن كما ورد به بعض الأخبار لكان حسنا و هو ما رواه صاحب التهذيبين في مصباح المتهجّد؛ عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام)  أنّه سأله عنه، فقال : صمه من غير تبييت ...

11- و قال في المفاتيح : و من المستحبّ صوم التأديب، و هو الامساك عن المفطّرات في بعض النهار تشبّها بالصائمين، و هو ثابت بالنصّ و الاجماع في سبعة مواطن : المسافر إذا قدم أهله ... و الأظهر أنّ صوم يوم عاشوراء من هذا القبيل لقول الصادق (عليه السّلام)  : صمه من غير تبييت، و افطره من غير تشميت ...

و ينبغي العمل على هذا الحديث لاعتبار سنده.

12- و قال أيضا : يستحبّ يوم عاشوراء تحزّنا إلى ما بعد العصر.

[9- العلّامة الحلي]

13- الحرّ العاملي : يحرم صوم التاسع و العاشر من المحرّم بقصد التبرّك لا الحزن.

[10- العلّامة المجلسي]

14- المجلسي : و أمّا صوم يوم عاشوراء فقد اختلفت الروايات فيه و جمع الشيخ بينها بأنّ من صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصائب آل محمد عليهم السّلام فقد أصاب ...

و الأظهر عندي : أنّ الأخبار الواردة بفضل صومه محمولة على التقيّة، و إنّما المستحبّ الامساك على وجه الحزن إلى العصر لا الصوم، كما رواه الشيخ في المصباح؛ عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام)  أنّه قال : صمه من غير تبييت، و بالجملة الأحوط ترك صيامه مطلقا.

[11- الشيخ كاشف الغطاء]

15- كاشف الغطاء : و ورد في صوم تاسوعا و عاشوراء أنّ صومها يعدل سنة، و الأولى أن لا يصوم العاشر إلّا إلى ما بعد صلاة العصر بساعة، و ينبغي له الافطار حينئذ على شربة من ماء.

[12- الشيخ الطعان]

16- قال الطعّان : ... إنّ ما جنح إليه المشهور منهدم الأركان، متداعي البنيان، و أمّا ما استدلّ به لهم من نفي الخلاف و منقول الاجماع و الأخبار، فهو من الضعف بمكان، أمّا الأوّلان فلما لا يخفى على من رقى ذرى العرفان من شيوع الخلاف في سائر الأزمان على وجه ينتفى فيه مناط الحجيّة الّذي هو الكشف عن قول المعصوم سيّد البريّة.

و أمّا الأخبار فالجواب عنها : أمّا إجمالا فلمعارضتها بما هو أقوى عمدا، و أكثر عددا و أصحّ سندا و أبعد عن مذاهب أهل الخلاف أمدا، و قد تكثّرت الأخبار عن الأئمّة الأطهار في بيان ميزان الترجيح و المعيار، باطّراح ما وافق اولئك الأشرار معلّلا، في كثير منها، انّ الرشد في خلاف اولئك الفجّار، و حيث قد وافقت هذه الأخبار مذهبهم سقطت عن درجة الاعتبار ...

و قال الطعّان بعد نقل كلام المسالك:

إلّا انّه بعيد غاية، و مناف لقواعدهم نهاية، لما تقرّر عندهم من انّ أسماء العبادات حيث تطلق في لسان المتشرّعة إنّما تحمل على المعانى الشرعيّة دون المعاني اللغويّة، و لشيوع الخلاف قديما و حديثا بين علماء الاماميّة، فلو صحّ هذا الوجه لانتفى الخلاف من رأس، و انهدم من الأساس نعم، يمكن حمل الصيام في كلمات النبي و الأئمّة الأعلام على هذا المعنى المذكور في تلك الرواية الصحيحة الحسنى، إمّا على القول بعدم ثبوت الحقائق الشرعيّة فظاهر لكلّ ذي رويّة، و إمّا على القول بثبوتها فلأنّ الحمل على المعانى الثانويّة المنقولة الشرعيّة مشروط بعدم وجود القرينة المعيّنة للمعانى الأصليّة اللغويّة، و القرينة هنا موجودة و هي و إن لم تكن داخليّة مقالية لكنّها خارجيّة حاليّة، و هي النهي عن الصوم الشرعي في تلك الأخبار القويّة، و تبيين كيفيّة الصوم الّذي هو وظيفة ذلك اليوم في هاتين الروايتين الدالّتين على المطلوب بالصراحة الجليّة.

[13- السيّد الطباطبائي]

17- الطباطبائي : و صوم يوم عاشوراء حزنا بمصاب آل محمد عليهم السّلام بلا خلاف أجده بل عليه الاجماع في الغنية.

قالوا : جمعا بين ما ورد في الأمر بصومه و أنّه كفّارة سنة، و ما ورد أنّ من صامه كان حظّه من ذلك حظّ آل زياد و ابن مرجانة عليهم اللعنة.

و لا شاهد على هذا الجمع من رواية، بل في جملة من الأخبار المانعة ما يشيّد خلافه.

لكنّها كغيرها غير نقيّة الأسانيد شاذّة، فلا يمكن أن يثبت بها تحريم و لا كراهة، و لا يخصّص بها العمومات باستحباب الصوم بقول مطلق و أنّه جنّة.

و يكفي في الاستحباب بالخصوص فتوى الأصحاب معتضدة بإجماع الغنية و لكنّ في النفس بعد منه شي‌ء، سيّما مع احتمال تفسير الصوم على وجه الحزن بما ذكره جماعة من استحباب الامساك عن المفطّرات إلى العصر، كما في النصّ، و ينبغي أن يكون العمل عليه.

[14- الفاضل النراقي]

18- النراقي : منها صوم يوم عاشوراء، فإنّه قال باستحبابه جمع من الأصحاب على وجه الحزن و المصيبة، بل قيل : لا خلاف فيه أجده ... و لا يخفى أنّه لا دلالة في شي‌ء من أخبار الطرفين على المذكور التقييد بكونه حزنا، و لا شاهد على ذلك الجمع من وجه ... بل مقتضى الطريقة طرح الأخبار الاولى بالكلّية، لمرجوحيّتها بموافقة أخبث طوائف العامّة موافقة قطعيّة، و الأخبار بها مصرّحة، و لذلك جعل في الوافي الأولى تركه.

و قال بعض مشايخنا فيه بالحرمة، و هو في غاية الجودة، بمعنى حرمته لأجل الخصوصيّة و إن لم يحرم من جهة مطلق الصوم.

و لا يضرّ ضعف إسناد بعض تلك الأخبار بعد وجودها في الكتب المعتبرة، مع أنّ فيها الصحيحة.

و لا يرد ما قيل من أنّها مخالفة للشهرة، بل لم يقل به أحد من الطائفة، و مع ذلك مع أخبار استحباب مطلق الصوم معارضة، لأنّ جميع ذلك إنّما يرد لو قلنا بالتحريم بالمرّة لا بقصد الخصوصيّة، و لأجل أنّه السنّة، و أمّا معه فلا نسلّم المخالفة للشهرة، و لا تعارضها أخبار مطلق الصوم.

فالحقّ حرمة صومه من هذه الجهة فإنّه بدعة عند آل محمد (عليه السّلام)  متروكة، و لو‌ صامه من حيث رجحان مطلق الصوم لم يكن بدعة و إن ثبتت له المرجوحيّة الإضافيّة.

و الأولى العمل برواية المصباح المتقدّمة، و أمّا ما في رواية النّواء من ذكر بعض فضائل يوم عاشوراء فيعارضه ما في رواية اخرى في مجالس الصدوق في تكذيب تلك الرواية ... ..

[15- المحقّق القمّي]

19- المحقّق القمّي : لا إشكال في أنّ صوم عاشوراء من جهة اليمن و التبرّك به حرام، بل قد ينتهي إلى الكفر، و الأخبار مستفيضة بأنّ من فعله كذلك فهو في سلك آل زياد.

و كذلك لا إشكال في استحباب الامساك عن الأكل و الشرب و حزنا على مصائب آل محمد صلوات اللّه عليهم اجمعين.

إنّما الاشكال في استحباب الصوم لا بقصد التيمّن أو عدمه، بل المستحبّ الامساك إلى العصر، ثمّ الافطار بشربة من ماء.

فالّذي يظهر من المحقّق في الشرائع هو استحباب الصوم الواقعي على سبيل الحزن، كما فهمه صاحب المدارك ... و لعلّ ذلك بالنظر إلى فتواهم باستحباب صومه حزنا على مصائب آل محمد عليهم السّلام و هو مشكل، إذ قد عرفت الاشكال في أنّ المراد من هذه العبادة : هل هو الصوم الواقعي أو الامساك إلى العصر؟ ... و أمّا حكاية صوم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيمكن دفعه باحتمال نسخه ... و أمّا ما يدلّ على الامساك حزنا إلى العصر فهو ما رواه الشيخ في المصباح ... و الظاهر أنّه الصحيح.

20- و قال أيضا : و يبقى الاشكال في ترجيح الصوم الشرعي على وجه التحرّز أو الامساك إلى العصر، و الظاهر أنّ كليهما مرضيان، لكنّ الثاني أرجح، و لذلك لم‌ يذكر الكليني في جوازه رواية أصلا، و اقتصر على اختيار المنع، و كذلك كثير من الفقهاء، و مع ذلك فلم يظهر قول بالحرمة من أحد إلّا على وجه التيمّن و التبرّك باليوم كما يتيمّن به الأعداء.

فالّذي هو محرّم هو صومه بقصد التيمّن و الّذي هو مندوب صومه من جهة انّه يوم من أيّام اللّه تعالى و من حيث إنّه صوم، أو من حيث إنّه هذا اليوم بقصد التحزّن و ترك اللذّة فيه، و الّذي هو مكروه صومه لأنّه عاشوراء لا لأجل التبرّك و التيمّن، و لا لأجل التحزّن لأنّه تشبّه بالأدعياء و أعداء آل محمد عليهم السّلام.

[16- السيّد الجواد العاملي]

21- قال العاملي : ... و هنا فوائد : الاولى : روي الشيخ في المصباح، عن الصادق (عليه السّلام)  : صمه من غير تبييت، و افطره من غير تشميت، و لا تجعله يوم صوم كملا، و ليكن إفطارك بعد العصر بساعة على شربة من ماء ...

و ينبغي العمل بمضمون هذه الرواية لاعتبار سندها إلّا انّ الامساك على هذا الوجه لا يسمّى صوما.

[17- الشيخ الوالد- الطبسي]

22- الشيخ الوالد : أمّا الكلام في الصوم المندوب ... و منها صوم يوم عاشوراء مقتل سيّدنا المظلوم الشهيد على وجه الحزن كذا قيّده جملة من الأصحاب كأنّهم جعلوا ذلك وجه الجمع بين الأخبار الواردة فيه أمرا و نهيا.

قلت : و هذه الرواية- رواية عبد الملك- تصير شاهد الجمع، و انّه إذا صام على وجه الحزن لا بأس به و لكن من غير تبييت، و افطر بعد العصر.

و يؤيّده، بل يدلّ على ذلك، ما رواه الشيخ في المصباح، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام)  قال : دخلت عليه يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ...

و الانصاف انّ هذه الرواية هي الّتي يلوح منها آثار الصدق، و ينبغي الركون و‌ السناد و الاعتماد عليها فيه، و اللّه العالم.

أقول : لكنّه علّق على كلام استاذه الامام الاصبهانى في بحث الصوم المندوب قائلا : أوّل يوم من المحرّم و ثالثه و سابعه، بل الشهر المحرّم كلّه يستحبّ صومه.

لكن لعلّ مقصوده غير يوم عاشوراء من الشهر، إذ عرفت أنّ رأيه هو استحباب الامساك إلى العصر.

[فرع فقهي]

فرع : ما هو حكم صوم النذر المعيّن أو غير المعيّن في يوم عاشوراء أو إتيان الصوم بسبب تضيّق الوقت للقضاء؟

لقد أشار إليه القمّي فقال : إذا وجب صومه بسبب كقضاء رمضان سيّما إذا تضيّق وقته فلا كراهة، بل قد يحرم تركه، و كذلك النذر المطلق و النذر المعيّن من غير جهة انّه عاشوراء كنذر الخميس إذا وقع فيه. و أمّا النذر المعيّن من جهة فهو موقوف على رجحانه و يشكل فيما لو نذر صوم محرّم بتمامه غفلة عن حال يوم العاشوراء.

و الظاهر انعقاد النذر و وجوب الاتيان به، إذ ليس ذلك نذرا لخصوصيّة اليوم حتى يكون مرجوحا، بل لأنّه يوم من أيّام اللّه، و لازم ذلك انّه إذا تفحّص الانسان حاله و جزم بأنّ التبرّك و التيمّن ليس في نظره أصلا، و لا يختلج بخاطره قطعا، و صام من حيث إنّه يوم من أيّام السنة لا من حيث إنّ هذا اليوم الخاصّ فلا يكون صومه مرجوحا بالنسبة إلى إفطاره، فالّذي هو محرّم هو صومه بقصد التيمّن و الّذي هو مندوب صومه من جهة انّه يوم من أيّام اللّه، و من حيث إنّه صوم، أو من حيث إنّه هذا اليوم بقصد التحزّن و ترك اللّذة فيه، و الّذي هو مكروه صومه لأنّه عاشوراء لا لأجل التبرّك و التيمّن و لا لأجل التحزّن لأنّه تشبّه بالأدعياء و أعداء آل محمد عليهم السّلام.

[معاني الكراهة]

الكراهة بمعنى قلّة الثواب، كما هو مبنى السيّد اليزدي، أو بمعنى الملازمة لأمر مرجوح أو المزاحمة لأمر أرجح منه، كما هو مبنى السيّد الحكيم، أو غير ذلك.

و الظاهر من الطباطبائي في الرياض عدم القائل بالكراهة، من فقهائنا- أو شذوذه-، هذا و لكنّ الظاهر من المعاصرين و من قبلهم هو الكراهة، و يظهر ذلك من عدم تعليقهم على كلام السيّد اليزدي في العروة الوثقى عند ما أفتى بالكراهة.

بل علّق بعضهم على هذا الكلام : و ليس منه- أيّ من الصوم المكروه- صرف الامساك فيه حزنا إلى العصر.

1- قال اليزدي:

و أمّا المكروه منه : بمعنى قلّة الثواب ففي مواضع أيضا منها صوم عاشوراء.

[2- تعاليق المحشين على العروة]

2- و هذا الكتاب محشّى بحواشي ثلّة من فقهاء العصر كالسيّد الحكيم و الخوئي و الشاهرودي و الگلپايگاني و الخميني و الاراكي.

و مع ذلك لم يعلّق أحد منهم على كلام السيّد اليزدي إلّا الشاهرودي قدّس سرّه حيث قال : و ليس منه صرف الامساك فيه حزنا إلى العصر.

إذن رأيهم موافقا لما في العروة الوثقى، و هو القول بالكراهة.

3- قال السبزوارى:

أمّا المكروه منه بمعنى قلّة الثواب أو سائر ما قيل في توجيه العبادات المكروهة كالمزاحمة بما هو أفضل منه نحوها ... صوم عاشوراء، لقول أبي جعفر (عليه السّلام)  : أ فصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلّا و ربّ البيت الحرام ما هو يوم صوم،

و ما هو إلّا يوم حزن دخل على أهل السماء و الأرض. و ما ورد في فضل صومه إمّا محمول على الامساك حزنا إلى العصر لا بقصد الصوم المعهود أو على التقيّة.

4- السيّد المرعشي النجفي:

يكره صوم يوم عاشوراء.

آراء الفقهاء السنّة

لا حاجة إلى الاستقراء و التتبّع في كلماتهم و عرضها بالتفصيل، إذ من المسلّم المؤكّد عندهم هو تبنّي رأي استحباب صوم عاشوراء، و انّه مجمع عليه عندهم رغم ثبوت كراهة ذلك عند بعض الصحابة، كابن مسعود و ابن عمر، و رغم نقلهم انّ الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) كان يكثر من صوم شعبان دون محرّم، و هذا ينافي دعواهم أنّ الفضل في شهر محرّم و عاشوراء، و فيما يلى بعض الآراء:

1- الشوكاني:

كان ابن عمر يكره قصده بالصوم.

2- البيهقي:

و كان عبد اللّه لا يصومه إلّا أن يوافق صومه.

3- زين الدين الحنفي:

و قد روي عن ابن مسعود و ابن عمر ما يدلّ على أنّ أصل استحباب صيامه زال.

4- النووي:

اتّفق أصحابنا و غيرهم على استحباب صوم عاشوراء و تاسوعاء.

5- ابن قدامة:

و صيام عاشوراء كفّارة سنة، و جملته انّ صيام هذين‌ اليومين مستحبّ.

6- ابن حزم:

مسألة : و نستحبّ صوم يوم عاشوراء و هو التاسع من المحرّم، و إن صام العاشر بعده فحسن و استدلّ على ذلك بحديث أبي قتادة ... و حديث الحكم بن الأعرج، عن ابن عبّاس، و حديث عطاء عنه.

7- الشوكاني:

أمّا صيام شهر محرّم فلحديث أبي هريرة عند أحمد و مسلم و أهل السنن أنّه سئل : أيّ الصيام بعد رمضان أفضل؟ فقال : شهر اللّه المحرّم، و آكده يوم عاشوراء ... .

و قال أيضا : نقل ابن عبد البرّ الاجماع على أنّه مستحبّ و كان ابن عمر يكره قصده بالصوم.

8- ابن حجر:

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرّم و ينبغي أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده مخالفة لليهود.

9- الصنعاني:

أمّا صوم يوم عاشوراء و هو العاشر من شهر المحرّم عند الجماهير فإنّه قد كان واجبا قبل فرض رمضان ثمّ صار بعده مستحبّا.

10- الجزيري:

الصوم المندوب منه صوم شهر المحرّم و أفضله يوم التاسع و العاشر منه و الحنفيّة يقولون : إنّ صومها سنّة لا مندوب، و قد عرفت أنّ الشافعيّة و الحنابلة يوافقون على هذه التسمية، إذ لا فرق عندهم بين السنّة و المندوب أمّا المالكيّة فلا يوافقون للفرق عندهم بين المندوب و السنّة كما هو عند الحنفيّة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.