المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

اللقطة
27-9-2016
تفاعل كيميائي chemical reaction
16-4-2018
تفسير سورة المُؤمن من آية (1-75)
2024-02-04
Finite Difference
28-11-2021
Variation
2024-04-05
المقال التحليلي
5-1-2023


البداية الأولى لقبر الامام الحسين الشريف  
  
1961   03:02 مساءً   التاريخ: 16-6-2019
المؤلف : السيد تحسين آل شبيب .
الكتاب أو المصدر : مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص119-121.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

بعد وقعة الطف عام ٦١ ه‍، واضطراب الوضع السياسي في العراق، سواء عند ظهور التوابين الذين نادوا بالانتقام من الرموز الرئيسية التي ساهمت بقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك ظهور المختار المفاجئ، الذي استطاع أن يعلن حكومته الموالية لأهل البيت في الكوفة، والانتقام من القتلة، وبعدها تم القضاء على حملة عبيد الله بن زياد وقتله في معركة الخازر بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر، أصبحت الشيعة تنعم بنوع كبير من الحرية والطمأنينة، فسارعت بزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء من أهل بيته وأصحابه، فظهر القبر الشريف وأصبح محط أنظار الشيعة خاصة من الكوفة والمدائن والبصرة، وطبيعي أن هؤلاء الزوار الذين يقطعون المسافات البعيدة لزيارة القبر الشريف يحتاجون إلى ظل يستظلون به، وخصوصا إذا كان الزائر يبقى اليوم أو اليومين أو أكثر عند القبر، فمنذ ذلك الحين بني على القبر الشريف سقيفة، فزعم البعض أن بني أسد الذين دفنوا الحسين (عليه السلام) هم أول من بنى هذه السقيفة على القبر، حيث أكد ابن طاووس بقوله: إنهم أقاموا رسما لقبر سيد الشهداء . مما يدل على أن مجئ التوابين إلى القبر الشريف في سنة ٦٣ أو ٦٤ كان ظاهرا معروفا ولا يكون ذلك إلا ببنيانه .

ويرى بعض المؤرخين أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي هو الذي قام بتشييد البناء على القبر واتخذ له قرية من حوله .

ومهما يكن من الأمر فإن البناء قد ظهر في الفترة التي حدث فيها انفراج نسبي للشيعة، أي منذ فترة موت يزيد المفاجئ، وهروب عبيد الله بن زياد من العراق، وحتى تولي المختار قيادة السلطة في الكوفة، ثم فترة ما بعد المختار، أي في عهد ولاية مصعب بن الزبير على العراق، نعمت الشيعة بنوع من الحرية، أتاح لها زيارة القبر الشريف لسيد الشهداء (عليه السلام)، وبقي هذا البناء طيلة الحكم الأموي وإلى قيام الدولة العباسية، كما يظهر من رواية صفوان الجمال، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال: " إذا أردت قبر الحسين في كربلاء، فقف خارج القبة وارم بطرفك نحو القبر، ثم ادخل الروضة وقم بحذائها من حيث يلي الرأس، ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم توجه إلى الشهداء، ثم امش حتى تأتي

مشهد أبي الفضل العباس فقف على باب السقيفة وسلم ".

نستدل من هذه الرواية بأنه كانت على القبر الشريف قبة، وعلى قبر أبي الفضل العباس سقيفة وباب، للولوج إلى داخل السقيفة. ولصفوان الجمال أيضا حديثا عن الإمام الصادق (عليه السلام): " إذا أردت زيارة الحسين بن علي، فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة، وارم بطرفك نحو القبر (وقل) ثم ادخل اليمنى وأخر اليسرى، ومن ثم ادخل الحائر وقم بحذائه " .

وفي رواية الحسن بن ثور بن أبي فاختة، عن الإمام الصادق (عليه السلام) من حديث طويل حتى قال: " إذا أتيت أبا عبد الله فأغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله، وعليك بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيرا والصلاة على محمد وأهل بيته، حتى تصير إلى باب الحائر، ثم تقول: " السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله، ثم أخط عشر خطى ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة " .

يستفاد من هذه الروايات، على وجود بناء على الحائر الحسيني في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) المولود سنة ٨٠ ه‍ والمتوفى سنة ١٤٠ ه‍، وقد توصل العلامة الشعراني على أن الحائر في تلك الفترة أعظم من الحائر الحالي فقال: " المستفاد من هذا الحديث أن الحائر كان أعظم من الحرم الحالي - أعني: تحت القبة والرواق الواقع على أطرافه -، وذلك لأن الفاصلة بين الباب وما يقف فيه الزائر حول القبر الشريف كان أكثر من عشر خطوات، والضلع الجنوبي من جدار

الحائر، وإلا لوجب بأنك تدور أو تطوف أو تحول حتى تأتيه من قبل وجهه، لكن اكتفى بقوله امش حتى تأتيه " .

وفي رواية أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي (عليه السلام) - وهو على شط الفرات بحذاء الحائر - فقف على باب السقيفة.

يتضح من الروايات المذكورة: على وجود مسجد للحسين (عليه السلام) وسقيفة، تظلها شجرة السدرة حتى الأيام الأخيرة للعهد الأموي. وذكر محمد بن أبي طالب عند ذكره لمشهد الحسين (عليه السلام): " أنه اتخذ على الرمس الأقدس لعهد الدولة المروانية مسجدا ".

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.