المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



المكّي والمدني  
  
1933   02:57 صباحاً   التاريخ: 25-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص92-96.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المكي والمدني /

ضبط الصحابة والتابعون وعلماء القرآن منازل القرآن آية آية ضبطا يحدّد الزمان والمكان. وعني العلماء بتحقيق المكّي والمدني- على وجه التخصيص- عناية فائقة.

ويمكن القول إنّ ظروف التنزيل كانت واضحة لديهم أشدّ الوضوح ، ومن ذلك علمهم بما نزل بمكّة ، وما نزل بالمدينة ، وما نزل بمكّة وحكمه مدنيّ وما نزل بالمدينة وحكمه مكيّ ، وما نزل بمكّة في أهل المدينة ، وما نزل بالمدينة في أهل مكّة ، وما نزل ببيت المقدس ، وما نزل بالطائف ، وما نزل بالحديبيّة ، وما نزل ليلا ، وما نزل نهارا ، وما نزل مشيّعا ، وما نزل مفردا ، وما نزل مجملا ، وما نزل صيفا ، وما نزل شتاء ، وما نزل في الحضر (الحضري) وما نزل في السفر (السفري) وغيرها.

ولعلّ التفرقة بين المكّي والمدني في النصّ تعدّ تفرقة بين مرحلتين هامتين ساهمتا في تشكيل النصّ سواء على مستوى المضمون أم على مستوى التركيب والبناء. وليس لذلك من دلالة سوى أنّ النصّ ثمرة للتفاعل مع الواقع الحيّ التاريخي ، وإذا كان العلم بالمكّي والمدنيّ يكشف عن الملامح العامّة لهذا التفاعل ، فإنّ علم أسباب النزول الذي سلف الحديث عنه يكاد يزوّدنا بالمراحل الدقيقة لتشكيل النصّ في الواقع والثقافة. ولذلك جهد علماء القرآن ليس في تبيّن دقائق هذا الموضوع فحسب ، بل في ذكر فوائده الجمّة ، في كلّ زمان ومكان ، ويذكرون من هذه الفوائد" الاستعانة في تفسير القرآن ، والاستفادة منها في أسلوب الدعوة ، فإنّ لكلّ مقام مقالا ، ومراعاة لمقتضى الحال ، فالخطاب يختلف‏ باختلاف أنماط الناس ومعتقداتهم ، وأحوال بيئتهم ، و.... تتلاءم طرائق الخطاب بما يلائم نفسيّة المخاطب" «1». كما أنّه " عماد قويّ في تاريخ التشريع يستند إليه الباحث في معرفة التدرّج في الأحكام والتكاليف" «2».

وحين فرّق العلماء بين المكّي والمدنيّ اعتمدوا غالبا على المعيار المكاني ، ولمّا كان مكان الاتّصال/ الوحي مرهونا دائما بمكان المتلقّي الأوّل للوحي ، الذي هاجر من مكّة إلى المدينة ، ثمّ عاد إلى مكّة فاتحا ، وأخذ يتردّد عليها بعد ذلك زائرا أوحاجّا ، فقد ذهب بعضهم إلى أنّ المكّي ما نزل بمكّة ولوبعد الهجرة ، والمدني ما نزل بالمدينة ، وفرّقوا بين السفري والحضري ، والسمائي والأرضي‏ «3» .... وكلّ هذه التقسيمات تستند إلى معيار المكان دون نظر إلى النصّ من حيث المضمون أومن حيث الشكل ، وثمّة معيار آخر للتفرقة بين المكّي والمدنيّ هومعيار المخاطبين بالنصّ على التغليب في كلّ مرحلة من المرحلتين؛ فالمكّي ما وقع خطابا لأهل مكّة ، ولونزل بالمدينة ، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة ولونزل بمكّة ، وثمّة معيار زماني ، فما وقع قبل الهجرة يعدّ مكيّا ولونزل في المدينة ، وما وقع بعد الهجرة يعدّ مدنيّا ولونزل في مكّة.

ويقترح د. حامد نصر أبوزيد أن يكون معيار التصنيف مستندا إلى الواقع من جهة ، وإلى النصّ من جهة أخرى. إلى الواقع لأنّ حركة النصّ ارتبطت بحركته ، وإلى النصّ من حيث مضمونه وبناؤه؛ ذلك أنّ حركة النصّ في الواقع تنطبع آثارها في جانبي النصّ. ولذا فمعيار التصنيف هوالتفرقة بين مرحلتين تاريخيّتين تفصل بينهما الهجرة ؛ فالمكّي ما نزل قبل الهجرة ، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكّة أم بالمدينة «4».

ودليل صحّة هذا المعيار (ارتباط النصّ بحركة الواقع) أنّ علماء الإسلام حين كان يلتبس عليهم إيجاد دليل حاسم على مكان نزول الآيات كانوا يلجئون إلى بعض المعايير المضمونيّة داخل النصّ ذاته ، فذهبوا مثلا إلى أن " كلّ سورة فيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) وليس (يل أيّها الذين آمنوا) فهي مكيّة. وهذا المعيار المضموني أيضا له صلة بالواقع الاجتماعي كما نرى فيبرز فيه عنصر مراعاة المخاطب مرتبطا بالعنصر الدلالي والتعبيري داخل النصّ ، وكلّ سورة فيها (كلّا) فهي مكيّة ، وحكمة ذلك " أنّ نصف القرآن حسب ترتيب التلاوة وحسب ترتيب النزول نزل أكثره بمكّة ، وأكثرها جبابرة ، فتكرّرت فيه (كلّا) على وجه التهديد والتعنيف لهم ، والإنكار عليهم بخلاف الصنف الأول " «5». ويبرز في هذا المعيار المضموني أيضا ، عنصر مراعاة المخاطب ، والتكيّف مع الظرف الاجتماعي ، وأثر ذلك في أسلوب الخطاب.

ويذكر علماء القرآن أيضا أنّ كلّ سورة فيها ذكر المنافقين هي مدنيّة سوى العنكبوت ، وهنا تبرز مراعاة ظروف التخاطب والمخاطبين كذلك ، وأثرها في المستوى المعجمي والدلالي للنصّ ، وكلّ سورة فيها الحدود والفرائض فهي مدنيّة ، وفي هذا مراعاة للوضع النفسي والاعتقادي للمخاطب ومراعاة الظروف الاجتماعيّة والسياسيّة أيضا فالحدود لا تطبّق إلّا بوجود دولة إسلاميّة. وهذا العامل يجد أثره واضحا في مضمون الخطاب وموضوعه ، بل وفي بنيته الكليّة بتعبير (ديك).

وليست هذه الخصائص جامعة مانعة كما أدرك العلماء أنفسهم ، بل هي خصائص وصفات على التغليب فإنّ سورة النساء مدنيّة وفيها {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} ,. وإذا كان معيار المضمون كما هوالحال في معيار المكان معيارا غير حاسم . فذلك لأنّ المدخل الفقهي يفترض وجود تمايز واضح حادّ يمكن تلمّسه والدلالة عليه في التفريق بين المكّي والمدني . وهذا غير ممكن؛ لأنّ المرحلتين المدنية والمكية متداخلتان تداخلا واضحا ، ولذا تظل مسألة التفريق بين المكّي والمدني في النصّ تفرقة تقوم على خصائص عامّة ولكنّها ليست حاسمة ، ويمكن الاستعانة هنا بالمعيار الزماني جنبا إلى جنب مع المعيار المكاني والموضوعي ، وإضافة معيار جديد هومعيار الأسلوب ، أي محاولة البحث عن‏ خصائص أسلوبيّة فارقة إلى جانب المعايير السابقة ، ويذكر علماء القرآن في هذا أنّ للآيات المكيّة خصائص ليست للآيات المدنية في وقعها ومعانيها. فظروف المخاطبين مختلفة ، ففي الفترة المكّية" كان القوم في جاهليّة تعمي وتصمّ ، يعبدون الأوثان ، ويشركون باللّه وينكرون الوحي و... ولذا فنجد في مكّي القرآن ألفاظا شديدة القمع على المسامع  ، تقذف حروفها شرر الوعيد ، وألسنة العذاب  ، ف (كلّا) الرادعة الزاجرة ، والصاخّة و.... وكل هذا نجده في خصائص القرآن المكّي ، وحين تكوّنت الجماعة المؤمنة باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشرّه ، وامتحنت في عقيدتها بأذى المشركين ، فصبرت وهاجرت بدينها مؤثرة ما عند اللّه على متاع الحياة. وحين تكوّنت هذه الجماعة نرى الآيات المدنيّة طويلة المقاطع ، تتناول أحكام الإسلام ، وحدوده ، وتدعوإلى ..... وهذا هوالطابع العام القرآن المدني" «6».

ويعلّل علماء القرآن خصيصة طول الآيات المدنيّة إذا قورنت بقصر الآيات المكيّة بانتقال الدعوة من مرحلة الإنذار إلى مرحلة الرسالة ، أي من واقع اجتماعي إلى واقع اجتماعي آخر؛ فالإنذار يعتمد على التأثير الذي يعتمد بدوره على لغة ذات أسلوب مركّز وموقّع ، وهوأسلوب طاغ في قصار السور بصفة عامّة ، وكلّها سور مكيّة ، ولكنّ الرسالة من جهة أخرى تخاطب المتلقّي وتنقل إليه محتوى أوسع من مجرّد التأثير ، وهي من ثمّ تحتاج لغة مختلفة على مستوى التركيب والبناء. في الرسالة يغلب جانب نقل المعلومات على جانب التأثير ، وإن كان لا يلغيه الغاء تاما ، وفي الإنذار تكون الأولويّة للتأثير ، ويقلّ جانب تدفّق المعلومات.

وإنّ معرفة (المكّي والمدني) و(سبب النزول) مع دراسة النصّ دراسة داخليّة (أسلوب النصّ ومضمونه ...) تضمن تحليلا دقيقا للخطاب وتجعله قابلا للتمايز ، وعدم الخلط بين مناسبة النزول وبين سياق آخر يعاد فيه الاستشهاد بالنص مرة أخرى ، فيظنّ الراوي أنّ النصّ نزل سابقا على سببه ، ومثال ذلك ما يرويه السيوطي أنّ عمر بن الخطاب‏ حين نزل قوله تعالى  :  " { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر : 45] قال : أيّ جمع ؟ فلمّا كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول اللّه- صلى اللّه عليه وآله وسلّم- في آثارهم مصلتا بالسيف يقول  :  " سيهزم الجمع ويولّون الدبر" ، فكانت ليوم بدر" «7». ولكنّ سياق الآية في سورتها يكشف أنّها تتضمّن مقارنة بين آل فرعون وبين مشركي مكّة  ، وهي مقارنة يمكن تلمّسها من انتقال النصّ من قصّة آل فرعون إلى تهديد أهل مكّة." { وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ  (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 41 - 46]. وهوانتقال ينكشف من خلال الالتفات المتكرّر من الغيبة إلى خطاب المؤمنين إلى خطاب الكفّار ثمّ إلى الغيبة مرة أخرى ، في حركة سريعة ، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ التوعّد بصيغة الاستقبال (السين) ثمّ الإضراب باستخدام (بل) والحديث عن الساعة يكشف عن (سياق النصّ) أومناسبة النزول‏ «8». والنصّ كذلك يكشف عن الصراع المستمر بين المؤمنين والكافرين وهوصراع كانت الغلبة فيه للكفّار في المرحلة المكيّة ، ولذلك نجد النصّ يتوعّد ، ونجد هذا الوعيد قد تحوّل في سياق حركة الواقع مع إعادة قراءته ومع إعادة الاستشهاد به في سياق جديد إلى نوع من البشارة. لكنّ هذا التحوّل نوع من توسيع دلالة النصّ باتّساع أفق القراءة. وليس سبب نزول جديد متأخّر عن وقت نزول الآية. وهذا يفضي بنا إلى فهم جدليّة علاقة النصّ بواقعه ، وإعادة قراءته مرّة أخرى مع تطور وعي الجماعة التي تتعامل مع هذا النصّ.

والنصوص الإبداعيّة العظيمة تملك إمكانيّات مفتوحة دائما للتعبير عن وقائع جديدة ، لكنّ عمليّة استخراج هذه الدلالات الجديدة من النصوص في ضوء القراءات‏ الجديدة لا يمكن أن تتمّ بمعزل عن دراسة سياق النصوص. وهوالسياق الذي نجده في (أسباب النزول) كما مرّ معنا.

____________________________

(1) منّاع القطان ، مباحث في علوم القرآن  ، ص  :  (59- 60).

(2) نفسه ، ص  :  51.

(3) انظر الإتقان للسيوطي ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي ، باب أسباب النزول والمكي والمدني.

(4) نصر حامد أبوزيد  ، مفهوم النصّ  ، ص 92.

(5) السيوطي ، الإتقان/ 1/ 67.

(6) منّاع القطان  ، مباحث في علوم القرآن ص  :  (53- 53).

(7) السيوطي ، الإتقان  ، 1/ 36.

(8) نصر حامد أبوزيد  ، مفهوم النص  ، ص 94.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .