أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021
5056
التاريخ: 17-2-2022
1623
التاريخ: 11-3-2021
4595
التاريخ: 21-3-2021
1720
|
الانسان قد اصطحب في تركيبه و خلقته اربع شوائب فلذلك اجتمعت عليه أربعة أنواع من الأوصاف و هي الصّفات السبعية و البهيمية ، و الشيطانية ، و الربانية.
فهو من حيث سلط عليه الغضب يتعاطى أفعال السّباع من العداوة و البغضاء و التّهجم على الناس بالضرب و الشتم.
ومن حيث سلطت عليه الشهوة يتعاطى افعال البهائم من الشرّه و الحرص و الشبق و غيره.
ومن حيث انه في نفسه أمر ربّاني كما قال اللّه تعالى : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء : 85] , فانه يدعي لنفسه الرّبوبية و يحب الاستيلاء و الاستعلاء و التخصيص و الاستبداد بالأمور كلها و التفرد بالرّبانية و الانسلال عن ربقة العبودية و التواضع ، و يشتهي الاطلاع على العلوم كلّها بل يدعي لنفسه العلم و المعرفة و الاحاطة بحقائق الامور و يفرح إذا نسب إلى العلم و يحزن إذا قرن إلى الجهل و الاحاطة بجميع الحقائق و الاستيلاء بالقهر على جميع الخلائق من أوصاف الربوبية و في الانسان حرص على ذلك.
ومن حيث يختص عن البهائم بالتميز مع مشاركته لها في الغضب و الشهوة حصلت فيه شيطانية فصار شريرا يستعمل التميز في استنباط وجوه الحيل و الشّر و يتوصّل إلى الأغراض بالمكر و الحيلة و الخداع ، و يظهر الشر في معرض الخير و هذه أخلاق الشياطين.
و كل انسان ففيه شوب من هذه الاصول الأربعة أعني الربانية و الشيطانية و السبعية و البهيمية و كل ذلك مجموع في القلب و كان المجموع في إهاب الانسان خنزير، و كلب، و شيطان ، و حكيم.
فالخنزير هو الشهوة فانه لم يكن الخنزير مذموما للونه و شكله و صرته ، بل لجشعه و كلبه و حرصه.
والكلب هو الغضب فان السبع الضاري أو الكلب العقور ليسا كلبا و لا سبعا باعتبار الصورة و اللون و الشكل بل روح معنى السّبعية الضراوة و العدوان و العقر، و في باطن الانسان ضراوة السّبع و غضبه و حرص الخنزير و شبعه فالخنزير يدعو بالشرة إلى الفحشاء و المنكر، و السّبع يدعو بالغضب إلى الظلم والايذاء.
والشيطان لا يزال يهيّج شهوة الخنزير و غيظ السّبع و يغري أحدهما بالأخر و يحسن لهما ما هما مجبولان عليه.
والحكيم الذي هو مثال العقل مأمور بأن يدفع كيد الشيطان و مكره بأن يكشف عن تلبيسه ببصيرته النافذة و نوره المشرق الواضح و أن يكسر شره هذا الخنزير بتسليط الكلب عليه ، إذ بالغضب يكسر سورة الشهوة و يدفع ضراوة الكلب بتسليط الخنزير عليه و يجعل الكل مقهورا تحت سياسته فان فعل ذلك و قدر عليه اعتدل الأمر و ظهر العدل في مملكة البدن و جرى الكل على الصراط المستقيم ، و إن عجز عن قهرها قهروه و استخدموه فلا يزال في استنباط الحيل وتدقيق الفكر ليشبع الخنزير و يرضي الكلب فيكون دائما في عبادة كلب أو خنزير، و هذا حال أكثر الناس مهما كان أكثر هممهم البطن و الفرج و مناقشة الاعداء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|