المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

 استخدام الانديوم كعامل حفز فى الاوساط المائية Aqueous – based indium catalysis 
12-1-2016
محمد تقي بن محمد كاظم الألماسي (ت/ 1159هـ)
28-6-2016
Wood and Wood Products
2-11-2015
الطرق المناعية Immunoglogical Methods
27-11-2020
الحضارة التدمرية.
2023-12-16
حكم من رمى صيدا فجرحه.
18-4-2016


مؤسسات حكومة امير المؤمنين (عليه السلام)  
  
3674   04:10 مساءً   التاريخ: 5-4-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 739-742.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

بنى امير المؤمنين (عليه السلام) اسساً قويةً لتطبيق النظام الجنائي الاسلامي في المجتمع، فعن طريق الحزم واللين، واقامة الحد والرحمة بالمحدود، استطاع (عليه السلام) ان يطهّر المجتمع الاسلامي من الآثار الوخيمة للجريمة، ومن آثار ذلك انه وضع الحق في نصابه، وارجع للمظلوم حقوقه المهدورة، وبكلمة، فقد كان علي بن ابي طالب (عليه السلام) مثلاً للعدالة الجنائية في التأريخ البشري.

أ _ السجن:

لا شك ان للسجن دوراً مهماً في عزل الجناة عن الاختلاط بالمجتمع الكبير، فقد تكون للسجن وظيفة العقوبة، وقد يقوم بوظيفة عزل الجاني اجتماعياً عن الناس، وقد يوم بوظيفة الملجأ (للجاني) بانتظار قرار المحكمة وتنفيذ العقوبة الجسدية به، وبخصوص السجن وردت مجموعة من الروايات، نعرضها فيما يلي:

1 _ في حديث رواه الثقفي في «الغارات» يسنده الى البربري قال: «رأيتُ عليّاً (عليه السلام) أسس محبس الكوفة الى قريب من طاق الزيّاتين قدر شبرٍ، قال: ورأيتُ المحبس وهو خُصّ (أي بيتاً من قصب)، وكان الناس يفرجونه ويخرجون منه، فبناه عليّاً (عليه السلام) بالجصّ والآجر.

قال: فسمعته وهو يقول (عليه السلام):

اما تراني كيساً مكيساً         بنيتُ بعد نافع مخيّساً

قال في «قاموس اللغة» _ مادة خيس: «المخيّس: كمعظم ومحدِّث: السجن، وسجن بناه علي رضي الله عنه، كان اولاً جعله من قصب وسماه نافعاً، فنقبه اللصوص، فقال:

اما تراني كيِّساً مكيساً        بنيتُ بعد نافع مخيِّسا

باباً حصيناً                    واميناً كيّساً

وفي «لسان العرب» قال ابن سيّده: «المخيّس: السجن..، قال نافع: سجنٌ بالكوفة، وكان غير مستوثق البناء، وكان من قصب، فكان المحبوسون يهربون منه، وقيل: انه نقب وافلت منه المحبوسون، فهدمه علي رضي الله عنه وبنى المخيّس لهم من مدر، وكل سجن مخيِّس ومحبِّس ايضاً».

2 _ روى الصدوق عن علي (عليه السلام) انه قال: «يجب على الامام ان يحبس الفساق من العلماء، والجهال من الاطباء، والمفاليس من الاكرياء»، وقال علي (عليه السلام): حبس الامام بعد الحد ظلم.

وروى ايضاً عنه (عليه السلام): انه قضى ان يحجر على الغلام المفسد حتى يعقل، وقضى (عليه السلام) في الدين انه يحبس صاحبه فاذا تبين افلاسه والحاجة فيخلي سبيله حتى يستفيد مالاً، وقضى (عليه السلام) في الرجل يلتوي على غرمائه انه يحبس ثمّ يأمر به، فيقسّم ماله بين غرمائه بالحصص، فان ابى، باعه فقسّمه بينهم.

3 _ عن ائمة اهل البيت (عليه السلام): «لا يخلد في السجن الا ثلاثة: الذي يمسك على الموت يحفظه حتى يقتل، والمرأة المرتدة عن الاسلام، والسارق بعد قطع اليد والرجل».

وفي تلك النصوص دلالات مهمة نعرض لها بالترتيب:

1 _ ان بناء امير المؤمنين (عليه السلام) سجن الكوفة في بداية عهده (عليه السلام) في الحكم، انما يدلّ على انه (عليه السلام) كان عازماً على بناء دولة القانون، فلا شك ان الامام (عليه السلام) يدرك ان للسجن وظائف مهمة، منها: عزل الجناة عن الاختلاط بالمجتمع، وضمان نيلهم العقوبة المقررة بحقهم اذا ثبتت ادانتهم، وهذا يتماشى مع تقويته (عليه السلام) للنظام القضائي والاداري في المجتمع، فما هي فائدة القضاء اذا لم يكن هناك نظام فعال في العقوبات؟

2 _ حدد الامام (عليه السلام) اصناف المعاقَبين بالحبس، وهم:

أ _ الفساق من العلماء، ذلك ان العالم العادل ينشر علمه بين الناس فيربّيهم على الفضائل والسجايا الحسنة، ولكن الفاسق من العلماء ينشر الرذيلة بين الناس، فيستجيب له شريحة منهم، فكان الحبس من افضل العقوبات لمنع الرذيلة في المجتمع.

ب _ الجهال من الاطباء، ذلك لان دور الطبيب في المجتمع هو علاج الناس ومداواة جروحهم، فاذا كان جاهلاً فانه يكون علّة وسبباً في قتل الناس، ولذلك يُجاز الطبيب اليوم من قبل جهة علمية يُركن اليها، حتى يميز العالم عن المدعي او الجاهل، وافضل عقوبة للجاهل المدعي هو الحبس.

ج _ المفاليس من الاكرياء، وربما ان (الاكرياء) هو تصحيف لكلمة (الاثرياء)، وذلك للاسباب التالية:

اولاً: إن كان جذر كلمة (الاكرياء) هو (كرى) فيكون الجمع: المُكَارُونَ من المكارِي، سقطت الياء لاجتماع الساكنين، ولكن وردت هنا كلمة (الاكرياء)، وهو خلاف البلاغة.

ثانياً: ان المكارين بطبيعة عملهم لا يملكون مالاً، فكيف يسوغ حبسهم، وهم يرتزقون من اجل سد حاجات اسرهم.

ثالثاً: ان المفلس من الاثرياء، قد يُقصد به الذي يتظاهر بالثراء، ولكنه في واقع الحال ليس كذلك، بل ان وجوده في المجتمع يضر الناس، لان الثقة في كونه ثرياً تدفعهم لايداع اموالهم او استثمارها لديه، فيكون افلاسه الواقعي واظهار ثروته الكاذبة محاولة للتدليس على الناس.

د _ المديون: الذي يماطل في دفع ديونه، يحبس، ولكن اذا تبين افلاسه يطلق سراحه من اجل ان يستفيد مالاً ليسدد ديونه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.