أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019
2506
التاريخ: 12-4-2016
3591
التاريخ: 8-02-2015
3351
التاريخ: 17-2-2019
2186
|
هناك فوارق لابد من ملاحظتها ودراستها بين الصفوة التي تنتخبها السماء وكان من بينها رسول الله (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) والحسنين (عليهما السلام) وبقية العترة الطاهرة، وبين النخبة الاجتماعية التي فرضت افكارها على الدين وحشرت نفسها في موقع قيادة الامة الاسلامية، ومن تلك الفروق:
1 ـ تساهم بعض العوامل في تشكيل النخبة الاجتماعية، ومن تلك العوامل :
اولاً : تملك الارض الواسعة التي تدرُّ بالخيرات، من زراعة وعقار.
ثانياً : تملك الثروة المالية واستثمارها في نشاطات اقتصادية وعمالية.
ثالثاً : رابطة الدم.
فغالباً ما تكون النخبة الحاكمة غنية جداً تمتلك الاراضي الزراعية الواسعة فتقوم بتشغيل الآلاف من العمال والفلاحين، وترتبط بعضها البعض بروابط الدم والرحم، وبذلك تكون النخبة الاجتماعية مكوّنة من : الارض، والثروة، ورابطة الدم.
بينما تُسنِد الصفوة السماوية عوامل خطيرة منها :
اولاً : الادراك الكامل للدين واستيعاب مقاصده ومفرداته وملاكات احكامه.
ثانياً : الاداء التام للتكاليف الشرعية والمسؤولية الاخلاقية المناطة بالنخبة.
ثالثاً : الدم وصلة الرحم، والرحِم او الدم مهم في علاقات الصفوة الدينية لانه ينقل صفات الانبياء وخصالهم الوراثية الى تلك النخبة، كما قال تعالى : {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219]، {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 34].
وبذلك تكون الصفوة السماوية مكونة من : الادراك، والاداء، والدم.
فالنخبة الاجتماعية تحكم الناس عن طريق السيطرة على عصب الاقتصاد اولاً، ثم تحكم الناس بالسياسة والظلم، بينما تدير الصفوة الدينية امور الناس بالشريعة بما فيها من عدالة وتنظيم حقوق ومسؤوليات.
2 ـ يكون اسلوب حياة النخبة الاجتماعية مبنيٌ على اساس البذخ، والاسراف، والظلم، وعدم الامتثال للقيم الدينية والاخلاقية، والانانية بكل ما تحمله من حب للذات وعبادة للشهوات وعدم ايثار، فهذا معاوية فرض وجوده في النخبة الحاكمة في الشام عن طريق البذخ والاسراف والظلم، وكل من جاء بعده من بني امية انتهج سلوكاً مقارباً لسلوكه.
بينما تتلألأ طريقة الصفوة الدينية في الحياة عبر : عبادة الله سبحانه من خلال اداء التكاليف الشرعية على صعيدي الوجوب والاستحباب، واجتناب المحرمات والمكروهات، والابتعاد عن شهوات الدنيا وملذاتها، والعدل بين الناس، والتضحية بالنفس وايثار الآخرين في الطعام والمال، فكانت الصفوة تجوع من اجل ان يشبع الناس، وكانت الصفوة تعرى من اجل ان يكتسي الناس، وكانت الصفوة اول من يحارب ويجاهد ويُقتل بينما كان البقية من الناس في مؤخرة الجيش.
3 ـ ان اول ما تفكر النخبة الاجتماعية فيه هو التسلط على الناس، ويمثله بكل وضوح خطاب معاوية عندما دخل النخيلة بعد استشهاد امير المؤمنين (عليه السلام) وصلى بالناس الجمعة في الصحن : (اني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، انكم لتفعلون ذلك، وانما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد اعطاني الله ذلك وانتم كارهون) ، ولاشك ان للسلطة امتيازاتها ومنافعها التي يعتصرها الحاكم من الثروة الاجتماعية والامكانات الواسعة التي يمتلكها المجتمع، ولذلك فاننا نرى ظلماً من نوع ما في كل نخبة حكمت المجتمع الانساني.
اما الصفوة الدينية فهي لا تفكر الا في طرق تحقيق العدالة بين الناس، وتعبيد الامة لله سبحانه، واحياء شريعة السماء، وقد حقق امير المؤمنين (عليه السلام) مقداراً كبيراً من ذلك خلال فترة خلافته القصيرة زمنياً، الكبيرة على مستوى الاهداف والطموحات.
4 ـ تعيش النخبة الاجتماعية الرفاه الاقتصادي والنعومة التي تجلبها امتيازات السلطة، بينما هي تفتقد الى الكفاءة اللازمة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوزيع الحقوق بالانصاف، وتنمية الروح الاخلاقية لدى الناس.
بينما يلمس المرء صفة الكمال في سلوك الصفوة الدينية، ونعني الكمال في كل شيء : الكمال في فهم الشريعة، الكمال في التعبد، الكمال في التقوى، الكمال في الشجاعة والقتال، الكمال في ترك الملذات الدنيوية، الكمال في البلاغة، الكمال في السلوك العام والخاص.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|