المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

القمل Lice
27-9-2018
المكورات السبحية الخضراء Streptococcus viridans
2024-01-16
في ما يعمل لدفع الشجار
22-04-2015
Bilingualism and diglossia
7-3-2022
المتطلبات البيئية للفستق
1-1-2016
بلاد فلسطين وانواع كفران بني اسرائيل
2023-05-24


حُنين ومعاني الحرب  
  
2520   02:41 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 443-447.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لا يستطيع الفرد الدخول في حربٍ دينية ما لم يكن مؤهلاً للدخول فيها. واهم مؤهلات الدخول في الحرب هو الاستعداد للموت وعدم التفكير بالفرار من ساحة المعركة. لان الفرار يعني الهزيمة الساحة للدين.

1- علل الفرار من المعركة: الخوف من الموت

قال تعالى في محكم كتابه: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة: 8]. فالموت يعدُّ قضية شخصية لا يمكن لاحد توصيفها، لان الذي يختبرها ينتقل لعالم آخر. فالانسان مهما كان دينه او جنسه او فكره، يخاف من الموت. ولكن الدين _ عبّر وصفه للحياة الآخرة من نعيم او جحيم _ يخفف من حجم الغموض الذي يحيط بقضية الموت ويقلل من جهلنا بلحظات الانتقال الى ذلك العالم الذي لا نعرف مزاياه وصفاته الا عن طريق الدين. فالدين اذن، يعرض صورة واضحة المعالم عن حياة ما بعد الموت فالذي يفهم معاني الدين فهماً يقينياً حقيقياً ينبغي ان لا يخاف من الموت ، بل قد يعتبر الموت سعادة عظمى، لانه بوابة للقرب الالهي في حياة ابدية تتوفر فيها كل مستلزمات النعيم الخالد.

ولكن الذي يخاف من الموت، يرجع وضعه النفسي والعقلي الى حالة من الحالات التالية:

الاولى: انه لم يفهم بعد مقاصد الدين والشريعة فهماً يقينياً، بحيث يعلم ان الموت يقربه الى الله سبحانه في جنان الخلد والنعيم.

الثانية: ان يتملك حبّ الدنيا قلبه الى درجة انه لا يحبّ مفارقتها. فالمكتسبات المادية التي اكتسبها خلال حياته الدنيوية تجعله يركن الى الدنيا اكثر مما يطمح الى الآخرة.

الثالثة: ان تكون ذنوبه كبيرة الى درجة انه يخاف الموت، لانه يخاف العقاب والعذاب.

وأصالة الامر، ان القرآن الكريم عندما تعامل مع القتال في ساحة المعركة والموت في سبيل الله، فانه وضع الموت على مسرح مؤلّف من ثلاثمراتب: المرتبة الشخصية، والمرتبة الاجتماعية، والمرتبة الثقافية الدينية.

فعلى صعيد المرتبة الشخصية، فان القتل في سبيل الله فيه مفعة عظيمة للمقتول من حيث الجزاء الالهي الموعود في الفردوس الاعلى كما اشار تعالى الى ذلك: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 169، 170].

وعلى صعيد المرتبة الاجتماعية، فان القتل في سبيل الله تعالى يحفظ المجتمع الاسلامي من مفاسد الشرك والظلم: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] ومقاتلة العدو تستدعي المماثلة من قبله في القتل والجرح. هنا تنشأ احتمالية عقلائية في القتل من قبل الطرفين. فتكون العلّة في الانهزام او عدم المشاركة في الحرب، الخوف من الموت.

وقد يكون للخوف من الموت منشأ آخر يتصوّره الانسان وهو زعزعة التركيبة الاجتماعية خصوصاً على مستوى النخبة والطبقة الاجتماعية. فالطبقة الحاكمة في المجتمع الجاهلي مثلاً، لا ترغب في الموت لانها تخشى على مقعدها الاجتماعي من الانتقال الى يد اخرى.

وعلى صعيد مرتبة الثقافة الدينية، فان القتل في سبيل الله ينبغي ان يكون جزءً من حياة الانسان العقلية. قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] فعملية تغيير قضية مكروة مستهجنة ذهنياً الى قضية مرغوبة محببة الى النفس كالقتل او الموت في الله يحتاج الى وقت، والى حركة ذهنية لاستيعاب مفردات القرآن الكريم والاسلام العظيم.

ومن هنا كانت القاعدة بأن المقاتل المؤمن عندما يدخل المعركة ينبغي ان يقاتل وامام عينيه الموت وفكره مشغول بلقاء الله تعالى. والا فان لم يكن كذلك، فان تفكيره سينشغل بمقدار المال الذي يملكه، وعدد الاولاد المنتسبين له، وزوجته التي يحن اليها، واللذائذ التي يمكن ان تقدمها الدنيا له وهو على قيد الحياة. وهنا اذا حمي الوطيس، فانه اول من يفرّ من المعركة او يهرب من الموت الذي ينتظره فيها.

وبكلمة، فان الذين يفرون من المعركة هم الذين لا يملكون يقيناً بحقائق الدين، ولا يرجون لقاء الله، بل ان همهم ان يبقوا أحياءً في الدنيا، بقي الدين على الارض ام انهزم امام قوى الشرك. ولذلك شدد المولى عزّ وجلّ قائلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16].

ولابد هنا من الاهتمام بقضية على درجة كبيرة من الاهمية تتميز بها الحروب الاسلامية عن غيرها من الحروب، وهي مشاركة القيادة الدينية بشكل مباشر في المعارك الحربية ضد الشرك. وكان على رأس المسلمين رسول الله (صلى الله عليه واله) ووصيه علي (عليه السلام). وهذا يعني ان هناك اطمئناناً بان الله سبحانه اذا كتب على القادة، الموت في سبيله، فان ذلك سوف لن يدمر التركيبة السياسية والدينية للمجتمع الاسلامي. وهذا يعني في النهاية ان هناك ثقة مطلقة بان المولى عزّ وجلّ لا يترك الامور تسير دون عناية ربانية بالمجتمع وبقيادته المسددة بالحكمة الالهية. وهكذا يبقى الموت البوابة الرئيسية لرضوان الله عزّ وجلّ، يراها المضحي في سبيل الله في ساحة المعركة.

ولذلك وضع الاسلام للموت في سبيل الله، اهمية اخلاقية خاصة. فالذي يُقتَل في سبيل الله وينال وسام الشهادة، فانه ينهي حياةً حافلةً بالمكاسب الدينية. بمعنى انه ذهب _ مختاراً _ الى الموت قبل ان يأتيه. وفي ذلك دلالة على علو شأن المؤمن وثقته بالله عز وجل. يقول امير المؤمنين (عليه السلام): «انالموتَ طالبٌ حثيثٌ لا يفوتُه المقيم، ولا يعجزهُ الهاربُ. إن أكرمَ الموتِ القتلُ! والذي نفسُ ابن ابي طالبٍ بيده، لألفُ ضربةٍ بالسيف أهونُ من ميتةٍ على الفراش في غير طاعة الله».

فالذي يفكر بالدنيا وهو في ساحة المعركة، لابد بان يعتقد بان الموت سوف يمحو له فرصاً ممكنة لتحقيق مكاسب دنيوية ومادية. ولذلك فهو يفرّ من ساحة المعركة، لانه لا يريد الموت، وبالتالي لا يريد ضياع الفرص والمتع التي توفرها له الدنيا. فكم «طالبٌ للدنيا والموتُ يطلبهُ».

ولذلك فان القلق والخوف من وقوع الموت او القتل والرغبة والجموح في الحفاظ على المكاسب الدنيوية، يجعلان المحارب من اجبن الناس.

لانهما يمنعانه من الاقدام واقتحام العدو ومبارزة شجعانه. ولم نسمع عن الذين تصدوا للحكم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) احداً بارز شجاعاً او ثبت في المواقف الحاسمة او لم يفرّ عندما رأى الموت امام عينيه عدا علي (عليه السلام). فبطولة علي (عليه السلام) كانت تعني عدم الخوف من الموت، وعدم التفكير بالمكاسب الدنيوية، بل السعي حثيثاً بعد ملاقاة الله عز وجل بجسدٍ ملطخٍ بالدماء. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.