أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-02-2015
2850
التاريخ: 18-02-2015
15954
التاريخ: 18-02-2015
3324
التاريخ: 18-02-2015
2098
|
قال: " الصفة المشبهة من نجو فرح على فرح غالبا، وقد جاء معه الضم في بعضها، نحو ندس وحذر وعجل، وجاءت على سليم وشكس وحر وصفر وغيور، ومن الالوان والعيوب والحلى على أفعل " أقول: اعلم أن قياس نعتما ماضيه على فعل - بالكسر- من الادواء الباطنة كالوجع واللوى وما يناسب الادواء من العيوب الباطنة كالنكد
ص143
والعسر والحز، ونحو ذلك من الهيجانات والخفة غير حراره الباطن والامتلاء كالارج والبطر والاشر والجذل والفرح والقلق والسلس أن يكون على فعل
وقياس ما كان من الامتلاء كالسكر والري والغرث والشبع، ومن حرارة الباطن كالعطش والجوع والغضب واللهف والثكل - أن يكون على فعلان
وما كان من العيوب الظاهرة كالعور والعمى، ومن الحلى كالسواد والبياض والزبب والرسح والجرد والهضم والصلع - أن يكون على أفعل، ومؤنثه فعلاء، وجمعهما فعل
ص144
فمن ثم قيل في عمى القلب عم لكونه باطنا، وفي عمى العين أعمى، وقيل: الاقطع والاجذم، بناء على قط وجذم(1) وإن لم يستعملا، بل المستعمل قطع وجذم - على ما لم يسم فاعله - والقياس مقطوع ومجذوم
وقد يدخل أفعل على فعل قالوا في وجر - أي خاف - وهو من العيوب الباطنة، فالقياس فعل: وجر وأوجر، ومثله حمق وأحمق،
وكذا يدخل فعل على أفعل في العيوب الظاهرة والحلى، نحو شعث وأشعث، وحدب وأحدب وكدر وأكدر، وقعس وأقعس وكذا
ص145
يدخل أيضا فعل على فعلان في الامتلاء وحرارة الباطن، كصد وصديان وعطش وعطشان
ويدخل أيضا أفعل على فعلان في المعنى المذكور، كأهى وهيمان، وأشيم وشيمان
وقد ينوب(2) فعلان على فعل، كغضبان، والقياس غضب، إذا الغضب هيحان:
ص146
وإنما كان كذلك، لان الغضب يلزمه في الاغلب حرارة البطن، وقالوا: عجل وعجلان، فعجل باعتبار الطيش والخفة وعجلان باعتبار حرارة الباطن والمقصود أن الثلاثة المذكورة إذا تقاربت فقد تشترك وقد تتناوب
وقالوا: قدح(3) قربان إذا قارب الامتلاء، ونصفان إذا امتلا إلى النصف، وإن لم يستعمل قرب ونصف، بل قارب وناصف، حملا على المعنى: أي امتلا.
ويجئ فعيل فيما حقه فعل، كسقيم ومريض، وحمل سليم على مريض. والقياس سالم
ومجئ فعيل في المضاعف والمنقوص اليائى أكثر كالطبي واللبيب والخسيس والتقى والشقى،
وقد جاء فاعل في معنى الصفة المشبهة - أي: مطلق الاتصاف(4) بالمشتق
ص147
منه من غير معنى الحدوث - في هذا الباب وفي غيره، وإن كان أصل فاعل الحدوث، وذلك كخاشن وساخط وجائع
الصفة المشبهة من الفعل بالضم
ويعنى بالحلى الخلق الظاهرة كالزبب والغمم فيعم الالوان والعيوب قال: ( ومن نحو كرم على كريم غالبا، وجاءت على خشن وحسن وصعب وصلب وجبان وشجاع ووقور وجنب )
أقول: الغالب في باب فعل فعيل، ويجئ فعال - بضم الفاء وتخفيف العين - مبالغة فعيل في هذا الباب كثيرا، لكنه غير مطرد، نحو طويل وطوال، وشجيع وشجاع، ويقل في غير هذا الباب كعجيب وعجاب، فان شددت العين كا أبلغ كطوال، ويجئ على فعل كخشن، وعلى أفعل كأخشن وخشناء وعلى فاعل كعاقر
الصفة المشبهة من فعل بالفتح قليلة
قال: ( وهي من فعل قليلة وقد جاء نحو حريص وأشيب وضيق وتجئ من الجميع بمعنى الجوع والعطش وضدهما على فعلان نحو جوعان وشبعان وعطشان وريان )
أقول: إنما يكثر الصفة المشبهة في فعل لانه غلب في الادواء الباطنة والعيوب الظاهرة والحلى، والثلاثة لازمة في الاغلب لصاحبها، والصفة المشبهة كما مر في شرح
ص148
الكافية لازمة، وظاهرها الاستمرار، وكذا فعل للغرائز، وهي غير متعدية ومستمرة، وأما فعل فليس الاغلب فيه الفعل اللازم، وما جاء منه لازما أيضا ليس بمستمر، كالدخول والخروج، والقيام والقعود، وأشيب نادر، وكذا أميل من مال يميل، وحكى غير سيبويه (5) ميل يميل كجيد يجيد فهو أجيد، وفيعل لا يكون إلا في الاجوف، كالسيد والميت والجيد والبين، وفيعل - بفتح العين - لا يكون إلا في الصحيح العين، اسما كان أو صفة، كالشيلم والغيلم والنيرب والصيرف وقد جاء حرف واحد في المعتل بالفتح، قال:
ص149
ما بال عيني كالشعيب العين
ص150
وهو ما فيه عيب وخرق من الاسقية، وقد يخفف نحو سيد بحذف(6) الثاني وذلك مطرد الجواز، كما يجئ في باب الاعلال
قوله " وتجئ من الجميع " أي: من فعل، وإنما قال هذا ليدخل فيه نحو جاع يجوع وناع ينوع ، وما يجئ من غير باب فعل - بكسر العين - بمعنى الجوع والعطش قليل، وهو محمول على باب فعل، كما حمل ملان وقربان عليه، على ما مر
ص151
______________________
(1) حكى صاحبا القاموس واللسان: قطعت يده قطعا - كفرح فرحا - وقطعة بفتح فسكون، إذا انقطعت بداء عرض لها، وحكيا أيضا: قطع - كفرح وكرم - قطاعة - كجزالة - إذا لم يقدر على الكلام أو ذهبت سلاطة لسانه، ومثل ذلك كله في كتاب الافعال لابن القوطية، فان كان الاقطع وصفا بأحد هذه المعاني فلا محل لانكار المؤلف مجئ المبنى للفاعل من هذا الفعل، وإن كان الاقطع وصفا بمعنى الذي قطعت يده بفعل فاعل، لا بمرض عرض لها، فكلامه مستقيم. وحكى من ذكرنا أيضا: جذمت يده - كفرح - إذا قطعت، وجذمتها - كضرب - فهو أجذم، فان كان الاجذم في كلام المؤلف وصفا بهذا المعنى فلا محل لانكاره، وإن كان مراده بالاجذم المصاب بالجذام فمسلم، لانه لم يستعمل منه إلا جذم مبنيا للمجهول
(2) ظاهره أنه لم يجئ الوصف من غضب إلا غضبان، إذ جعله من باب النيابة لا من باب الدخول، وليس كذلك، بل حكى له صاحب القاموس وغيره ثمانية أوصاف: غضب - كفرح - وغضوب - كصبور - وغضب - كعتل - وغضبة - بزيادة التاء - وغضبة - بفتح الغين والضاد مضمومة أو مفتوحة والباء مضددة وغضبان - وغضب - كعضد -
(3) أخذ المؤلف هذه العبارة عن سيبويه قال: " وقالوا: قدح نصفان وجمجمة نصفي، وقدح قربان وجمجمة قربي، إذا قارب الامتلاء، جعلوا بمنزلة الملان، لان ذلك معناه معنى الامتلاء، لان النصف قد امتلا، والقربان ممتلئ أيضا إلى حيث بلغ، ولم نسمعهم قالوا: قرب ولا نصف، اكتفوا بقارب وناصف، ولكنهم جاءوا به كأنهم يقولون قرب ونصف، كما قالوا: مذاكير، ولم يقولوا: مذكير ولا مذكار " اه، والجمجمة: القدح أيضا
(4) هذا رأى للمؤلف خالف به المتقدمين من فطاحل العلماء، فان مذهبهم أن الصفة المشبهة موضوعة للدلالة على استمرار الحدث لصاحبه في جميع الازمنة، وقد أوضح هذه المخالفة في شرح الكافية فقال: (ج 2 ص 191): " والذي أرى أن الصفة المشبهة كما أنها ليست موضوعة للحدوث في زمان ليست أيضا موضوعة للاستمرار في جميع الازمنة، لان الحدوث والاستمرار قيدان في الصفة، ولا دليل فيها عليهما، فليس معنى حسن في الوضع الا ذو حسن، سواء كان في بعض الازمنة أو جميع الازمنة، ولا دليل في اللفظ على أحد القيدين، فهو حقيقة في القدر المشترك بينهما، وهو الاتصاف بالحسن، لكن لما أطلق ذلك ولم يكن بعض الازمنة أولى من بعض ولم يجز نفيه في جميع الازمنة، لانك حكمت بثبوته فلابد من وقوعه في زمان، كان الظاهر ثبوته في جميع الازمنة إلى أن تقوم قرينة على تخصصه ببعضها، كما تقول: كان هذا حسنا فقبح أو سيصير حسنا، أو هو الان حسن فقط فظهوره في الاستمرار ليس وضعيا " اهـ
(5) حكى ابن القطاع ميل ميلا - كفرح فرحا - إذا اعوج خلقة، أو إذا لم يستقر على ظهر الدابة، أو إذا لم يكن معه سيف، وحكى مال عن الطريق والحق يميل ميلا، إذا عدل، وحكى مال يمال مالا، إذا كثر ماله، ورجل مال وامرأة مالة، وصف بالمصدر، أو هو صفة مشبهة كفرح، أو مخفف مائل، أو مقلوبة على نحو ما سبق بيانه (ص 21 هـ 4) وحكى أبو زيد أنه يقال: ميل الحائط يميل - كعلم يعلم - ومال يميل - كباع يبيع - فالحائط ميلاء، والجدار أميل
(6) من ذلك تخفيفهم قيلا، بدليل جمعه على أقيال، ومن ذلك قول الشاعر في تخفيف هين ولين:-
هينون لينون أيسار ذوو كرم
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|