المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05



علي (عليه السلام) وجمع القرآن الكريم  
  
2734   02:21 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 273-275.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /

كان موضوع كتابة القرآن المجيد زمن رسول الله (صلى الله عليه واله) أمراً في غاية الاهمية. ذلك ان القرآن اذا لم تتم كتابته وامضاؤه من قبل النبي (صلى الله عليه واله) في حياته، فانه سيكون عرضة للاخذ والرد واختلاف المسلمين عندما يرحل (صلى الله عليه واله) الى العالم الآخر. فكان من اهتمامات علي (عليه السلام) الرئيسية كتابة القرآن المجيد في المدينة خلال حياة رسول الله (صلى الله عليه واله).

1 - كاتب الوحي (عليه السلام):

تعلم امير المؤمنين (عليه السلام) القراءة والكتابة في مكة، ولكن المصادر التأريخية لم تذكر لنا طريقة التعلم ولا اسلوبها. وعلى أي تقدير، فان الذي يهمنا من قدرة علي (عليه السلام) على الكتابة والقراءة هو كتابة القرآن الكريم وجمعه في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله). وحسبما يساعد عليه الدليل فقد ثبت ان علياً (عليه السلام) كان كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه واله). فقد نقل العلامة المجلسي (ت 1111 هـ) عن «بصائر الدرجات»: «عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كان جبريل يُملي على النبي (صلى الله عليه واله) وهو يُملي على علي (عليه السلام)...». وكتب ابن شهرآشوب في «المناقب» قائلاً: «افلا يكون علي (عليه السلام) اعلم الناس وكان مع النبي (صلى الله عليه واله) في البيت والمسجد يكتب وحيه، ومسائله، ويسمع فتاواه، ويسأله. وروي ان النبي (صلى الله عليه واله) كان اذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتى يخبر به علياً (عليه السلام) واذا اُنزل عليه نهاراً لم يمس حتى يُخبر به علياً».

والى ذلك أشار ابن عبد ربه في فصل صناعة الكتاب: «فمن أهل هذه الصناعة علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله) يكتب الوحي». والغريب استغرابه بالقول: وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله) يكتب الوحي. وهل كتابة الوحي الا شرف لا يستحقه الا علي (عليه السلام)!

وقد احتج (عليه السلام) حول معرفته بالقرآن المجيد وعلومه على جماعة من المهاجرين والانصار فقال: «يا طلحة ان كل آية انزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) عندي باملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي وتأويل كل آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) وكل حلال وحرام أو حد ، أو حكم، أو شيء تحتاج اليه الامة، الى يوم القيامة فهو عندي مكتوب باملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي حتى إرش الخدش». ويمكن عطف ما ورد عنه (عليه السلام) على ما تقدم: «ما دخل رأسي نوم ولا غمض [جفني] على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى علمتُ من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام، أو سنّة أو أمر، أو نهي، وفيما نزل، وفيمن  تنـزّل...» . وما ورد في كتاب «سليم بن قيس»: جلستُالى علي (عليه السلام) بالكوفة في المسجد والناس حوله، فقال: «سلوني قبل ان تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما نزلت آية من كتاب الله الا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه واله)، وعلّمني تأويلها، فقال ابن الكواء: فما كان ينـزل عليه وانت غائب؟ فقال: بلى ، يحفظ عليَّ ما غبتُ، فاذا قدمتُ عليه قال لي يا علي، أنزلَ الله بعدك كذا وكذا فيقرأنيه، وتأويله كذا وكذا فيعلمنيه».

فنستنتج من كل ما تقدم ان علياً (عليه السلام) كان يكتب الوحي في كل مرة ينـزل فيه، وكان يحفظ آياته عن ظهر قلب، وكان يدوّن القرآن مع هامش يذكر فيه العام والخاص، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والرخص والعزائم، والآداب والسنن.

قال الرافعي في «اعجاز القرآن»: «واتفقوا على ان من كتب القرآن وأكمله، وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخرة علي بن ابي طالب، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود» وبذلك، فلم يكن علي (عليه السلام) وحده كاتباً للوحي، بل كان معه آخرون ممن كتبوا الوحي بدقة، وفي ذلك نكتة مهمة وخطيرة نتعرض لها بعد قليل.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.