أقرأ أيضاً
التاريخ:
3150
التاريخ: 11-12-2014
3562
التاريخ: 4-5-2017
3956
التاريخ:
3320
|
كان موضوع كتابة القرآن المجيد زمن رسول الله (صلى الله عليه واله) أمراً في غاية الاهمية. ذلك ان القرآن اذا لم تتم كتابته وامضاؤه من قبل النبي (صلى الله عليه واله) في حياته، فانه سيكون عرضة للاخذ والرد واختلاف المسلمين عندما يرحل (صلى الله عليه واله) الى العالم الآخر. فكان من اهتمامات علي (عليه السلام) الرئيسية كتابة القرآن المجيد في المدينة خلال حياة رسول الله (صلى الله عليه واله).
1 - كاتب الوحي (عليه السلام):
تعلم امير المؤمنين (عليه السلام) القراءة والكتابة في مكة، ولكن المصادر التأريخية لم تذكر لنا طريقة التعلم ولا اسلوبها. وعلى أي تقدير، فان الذي يهمنا من قدرة علي (عليه السلام) على الكتابة والقراءة هو كتابة القرآن الكريم وجمعه في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله). وحسبما يساعد عليه الدليل فقد ثبت ان علياً (عليه السلام) كان كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه واله). فقد نقل العلامة المجلسي (ت 1111 هـ) عن «بصائر الدرجات»: «عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كان جبريل يُملي على النبي (صلى الله عليه واله) وهو يُملي على علي (عليه السلام)...». وكتب ابن شهرآشوب في «المناقب» قائلاً: «افلا يكون علي (عليه السلام) اعلم الناس وكان مع النبي (صلى الله عليه واله) في البيت والمسجد يكتب وحيه، ومسائله، ويسمع فتاواه، ويسأله. وروي ان النبي (صلى الله عليه واله) كان اذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتى يخبر به علياً (عليه السلام) واذا اُنزل عليه نهاراً لم يمس حتى يُخبر به علياً».
والى ذلك أشار ابن عبد ربه في فصل صناعة الكتاب: «فمن أهل هذه الصناعة علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله) يكتب الوحي». والغريب استغرابه بالقول: وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه واله) يكتب الوحي. وهل كتابة الوحي الا شرف لا يستحقه الا علي (عليه السلام)!
وقد احتج (عليه السلام) حول معرفته بالقرآن المجيد وعلومه على جماعة من المهاجرين والانصار فقال: «يا طلحة ان كل آية انزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) عندي باملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي وتأويل كل آية أنزلها الله تعالى على محمد (صلى الله عليه واله) وكل حلال وحرام أو حد ، أو حكم، أو شيء تحتاج اليه الامة، الى يوم القيامة فهو عندي مكتوب باملاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وخط يدي حتى إرش الخدش». ويمكن عطف ما ورد عنه (عليه السلام) على ما تقدم: «ما دخل رأسي نوم ولا غمض [جفني] على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى علمتُ من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام، أو سنّة أو أمر، أو نهي، وفيما نزل، وفيمن تنـزّل...» . وما ورد في كتاب «سليم بن قيس»: جلستُالى علي (عليه السلام) بالكوفة في المسجد والناس حوله، فقال: «سلوني قبل ان تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فوالله ما نزلت آية من كتاب الله الا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه واله)، وعلّمني تأويلها، فقال ابن الكواء: فما كان ينـزل عليه وانت غائب؟ فقال: بلى ، يحفظ عليَّ ما غبتُ، فاذا قدمتُ عليه قال لي يا علي، أنزلَ الله بعدك كذا وكذا فيقرأنيه، وتأويله كذا وكذا فيعلمنيه».
فنستنتج من كل ما تقدم ان علياً (عليه السلام) كان يكتب الوحي في كل مرة ينـزل فيه، وكان يحفظ آياته عن ظهر قلب، وكان يدوّن القرآن مع هامش يذكر فيه العام والخاص، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والرخص والعزائم، والآداب والسنن.
قال الرافعي في «اعجاز القرآن»: «واتفقوا على ان من كتب القرآن وأكمله، وكان قرآنه أصلاً للقرآنات المتأخرة : علي بن ابي طالب، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود» وبذلك، فلم يكن علي (عليه السلام) وحده كاتباً للوحي، بل كان معه آخرون ممن كتبوا الوحي بدقة، وفي ذلك نكتة مهمة وخطيرة نتعرض لها بعد قليل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|