أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
3076
التاريخ: 28-4-2017
3127
التاريخ: 22-4-2017
2811
التاريخ: 22-4-2017
4432
|
عندما اُمر رسول الله (صلى الله عليه واله) باعلان الاسلام للملأ بعد ثلاث سنين من الدعوة السرية، كان اول من دعاهم (صلى الله عليه واله) عشيرته الاقربين من بني عبد الملب. فكانت الدعوة في دار عمه ابي طالب، وفيها أمر علياً بأن يصنع لهم طعاماً من طعام ذلك الزمان، لحماً وخبزاً ولبناً. او كما كانوا يعبرون عنه: فخذ شاة، مع صاع من الطحين وعُساً من لبن وتسلسل الرواية تم بالشكل التالي:
لما نزلت آية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] على رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام): «يا علي، ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين... فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عساً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى اكلّمهم وأبلّغ ما اُمرت به. ففعلتُ ما أمرني به رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم دعوتهم وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم اعمامه: ابو طالب، وحمزة، والعباس، وابو لهب. فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعتُ لهم فجئت به، فلما وضعته تناول النبي (صلى الله عليه واله)... جذبة من اللحم، ثم قال: كلوا بسم الله، فأكل القوم حتى نهلوا منه ما نرى الا آثار اصابعهم، وأيم الله ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم. ثم قال: اسقي القوم يا علي، فجئتهم بذلك العسِّ، فشربوا منه حتى رووا جميعاً وأيم الله ان كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلما اراد النبي (صلى الله عليه واله) ان يكلمهم بدرَ أبو لهب بالكلام، فقال: لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم، ولم يكلّمهم النبي (صلى الله عليه واله). فلما كان الغد قال: يا علي سبقني الى ما سمعت من القول فتفرّق القوم قبل ان أكلّمهم، فعُد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي، ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعا لي بالطعام. فقربته ، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلّم النبي (صلى الله عليه واله) فقال: «يا بني عبد المطلب، اني والله ما اعلم انساناً من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله ان ادعوكم فأيكم يوازرني على امري هذا؟ فقلت: انا - وأنا أحدثهم سناً، وأرمضهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً - أنا يا نبي الله أوازرك عليه فأخذ برقبتي. فقال: هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك ان تسمع وتطيع لعلي».
وفي صيغة اُخرى ورد قوله (صلى الله عليه واله): «وأنا أدعوكم الى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهم العرب والعجم، وتنقاد لكم بهما الامم، وتدخلون بهما الجنة، وتنجون بهما من النار: شهادة أن لا اله الا الله، واني رسول الله. فمن يجيبني الى هذا الامر ويؤازرني...».
وفي صيغة ثالثة نقلها السيد ابن طاووس (ت 664 هـ)، انه (صلى الله عليه واله) قال عندما فرغوا من طعامهم: «يا بني عبد المطلب، اني نذيرٌ لكم من الله جلّ وعزّ. اني أتيتكم بما لم يأتِ به أحد من العرب، فان تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا. ان هذه مائدة أمرني الله بها، فصنعتها لكم، كما صنع عيسى بن مريم (عليه السلام) لقومه. فمن كفر بعد ذلك منكم، فان الله يعذبه عاباً لا يعذبه احداً من العالمين. واتقوا الله، واسمعوا ما أقول لكم، واعلموا يابني عبد المطلب، أن الله لم يبعث رسولاً الا جعل اخاً له ووزيراً ووصياً ووارثاً من اهله. وقد جعل لي وزيراً كما جعل للأنبياء قبلي. وان الله قد ارسلني للناس كافة، وأنزل عليَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورهطك. وقد _ والله _ أنبأني ان ادعوكم وانصح لكم وأعرض عليكم، لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي. فأيكم يسبق اليها على ان يؤاخيني في الله، ويوازرني في الله عزّ وجلّ، ومع ذلك يكون لي يداً على جميع مَن خالفني، فأتخذه وصياً، وولياً، ووزيراً، يؤدي عني، ويبلّغ رسالتي، ويقضي ديني من بعدي، وعِداتي » لم يستجب له أحدٌ من الحاضرين.
وبعدها قام علي (عليه السلام)، فأمضى قوله (صلى الله عليه واله) بالقول: «يا ابا الحسن أنت لها، قُضي القضاء، وجفّ القلم. يا علي اصطفاك الله بأولها، وجعلك وليَّ آخرها». ولعلّ هذا امتن ما في الباب من روايات وأقرب الى واقع النبوة .خصوصاً وان السيد ابن طاووس (ت 664 هـ) من المدققين في سند الروايات ومتونها.
وقد ورد حديث العشيرة والدار بأشكال وصيغ اُخرى متعددة، لكنها كلها تكشف عن الحقائق التالية:
1- دعوة بني عبد المطلب بن هاشم للاسلام من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمر الله سبحانه وتعالى. وهم عشيرته الاقربون.
2- رفضهم الايمان بالاسلام وتنكرهم لدعوة رسول الله (صلى الله عليه واله) ما عدا علياً (عليه السلام) بالرغم من حداثة سنّه - ربما كان على مشارف السنة الرابعة عشرة من عمره- وحضور والده ابي طالب (رض) معهم.
3- اعلانه (صلى الله عليه واله) ان علياً (عليه السلام) وصيه وخليفته من بعده، وعليهم السمع والطاعة.
4- نستلهم من الواقعة انه لم يكن مع علي (عليه السلام) مسلم آخر، والا لذكر اسمه خصوصاً وان وليمة بتلك الدسامة لاربعين نفراً تقتضي مشاركة المسلمين في اعداد الطعام وخدمة الضيوف. وهذا يؤكد ان علياً (عليه السلام) كان المسلم الذكر الوحيد بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لحد ذلك التأريخ، أو على الأقل انه كان المسلم الوحيد الذي يُعتمد عليه في موطن من هذا القبيل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|