المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

التوافقية الأولى = التوافقية الأساسية first harmoic = fundamental harmonic
2-5-2019
Describing a Reaction: Equilibria, Rates, and Energy Changes
28-6-2016
Brown Numbers
27-12-2020
حكم الغسل على من غسل ميتاً
23-12-2015
اكتشاف عقاقير السلفا
23-2-2016
A brief history of imaging the Galactic Center in the near infrared
5-2-2017


«وأنذر عشيرتك الأقربين»: حديث العشيرة والدار  
  
6107   02:09 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 217-220.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

 

عندما اُمر رسول الله (صلى الله عليه واله) باعلان الاسلام للملأ بعد ثلاث سنين من الدعوة السرية، كان اول من دعاهم (صلى الله عليه واله) عشيرته الاقربين من بني عبد الملب. فكانت الدعوة في دار عمه ابي طالب، وفيها أمر علياً بأن يصنع لهم طعاماً من طعام ذلك الزمان، لحماً وخبزاً ولبناً. او كما كانوا يعبرون عنه: فخذ شاة، مع صاع من الطحين وعُساً من لبن وتسلسل الرواية تم بالشكل التالي:

لما نزلت آية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] على رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام): «يا علي، ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين... فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عساً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى اكلّمهم وأبلّغ ما اُمرت به. ففعلتُ ما أمرني به رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم دعوتهم وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم اعمامه: ابو طالب، وحمزة، والعباس، وابو لهب. فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعتُ لهم فجئت به، فلما وضعته تناول النبي (صلى الله عليه واله)... جذبة من اللحم، ثم قال: كلوا بسم الله، فأكل القوم حتى نهلوا منه ما نرى الا آثار اصابعهم، وأيم الله ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم. ثم قال: اسقي القوم يا علي، فجئتهم بذلك العسِّ، فشربوا منه حتى رووا جميعاً وأيم الله ان كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله. فلما اراد النبي (صلى الله عليه واله) ان يكلمهم بدرَ أبو لهب بالكلام، فقال: لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم، ولم يكلّمهم النبي (صلى الله عليه واله). فلما كان الغد قال: يا علي سبقني الى ما سمعت من القول فتفرّق القوم قبل ان أكلّمهم، فعُد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي، ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعا لي بالطعام. فقربته ، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلّم النبي (صلى الله عليه واله) فقال: «يا بني عبد المطلب، اني والله ما اعلم انساناً من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله ان ادعوكم فأيكم يوازرني على امري هذا؟ فقلت: انا - وأنا أحدثهم سناً، وأرمضهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً - أنا يا نبي الله أوازرك عليه فأخذ برقبتي. فقال: هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك ان تسمع وتطيع لعلي».

وفي صيغة اُخرى ورد قوله (صلى الله عليه واله): «وأنا أدعوكم الى كلمتين خفيفتين  على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهم العرب والعجم، وتنقاد لكم بهما الامم، وتدخلون بهما الجنة، وتنجون بهما من النار: شهادة أن لا اله الا الله، واني رسول الله. فمن يجيبني الى هذا الامر ويؤازرني...».

وفي صيغة ثالثة نقلها السيد ابن طاووس (ت 664 هـ)، انه (صلى الله عليه واله) قال عندما فرغوا من طعامهم: «يا بني عبد المطلب، اني نذيرٌ لكم من الله جلّ وعزّ. اني أتيتكم بما لم يأتِ به أحد من العرب، فان تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا. ان هذه مائدة أمرني الله بها، فصنعتها لكم، كما صنع عيسى بن مريم (عليه السلام) لقومه. فمن كفر بعد ذلك منكم، فان الله يعذبه عاباً لا يعذبه احداً من العالمين. واتقوا الله، واسمعوا ما أقول لكم، واعلموا يابني عبد المطلب، أن الله لم يبعث رسولاً الا جعل اخاً له ووزيراً ووصياً ووارثاً من اهله. وقد جعل لي وزيراً كما جعل للأنبياء قبلي. وان الله قد ارسلني للناس كافة، وأنزل عليَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ورهطك. وقد _ والله _ أنبأني ان ادعوكم وانصح لكم وأعرض عليكم، لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي. فأيكم يسبق اليها على ان يؤاخيني في الله، ويوازرني في الله عزّ وجلّ، ومع ذلك يكون لي يداً على جميع مَن خالفني، فأتخذه وصياً، وولياً، ووزيراً، يؤدي عني، ويبلّغ رسالتي، ويقضي ديني من بعدي، وعِداتي » لم يستجب له أحدٌ من الحاضرين.

وبعدها قام علي (عليه السلام)، فأمضى قوله (صلى الله عليه واله) بالقول: «يا ابا الحسن أنت لها، قُضي القضاء، وجفّ القلم. يا علي اصطفاك الله بأولها، وجعلك وليَّ آخرها». ولعلّ هذا امتن ما في الباب من روايات وأقرب الى واقع النبوة .خصوصاً وان السيد ابن طاووس (ت 664 هـ) من المدققين في سند الروايات ومتونها.

وقد ورد حديث العشيرة والدار بأشكال وصيغ اُخرى متعددة، لكنها كلها تكشف عن الحقائق التالية:

1- دعوة بني عبد المطلب بن هاشم للاسلام من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمر الله سبحانه وتعالى. وهم عشيرته الاقربون.

2- رفضهم الايمان بالاسلام وتنكرهم لدعوة رسول الله (صلى الله عليه واله) ما عدا علياً (عليه السلام) بالرغم من حداثة سنّه - ربما كان على مشارف السنة الرابعة عشرة من عمره- وحضور والده ابي طالب (رض) معهم.

3- اعلانه (صلى الله عليه واله) ان علياً (عليه السلام) وصيه وخليفته من بعده، وعليهم السمع والطاعة.

4- نستلهم من الواقعة انه لم يكن مع علي (عليه السلام) مسلم آخر، والا لذكر اسمه خصوصاً وان وليمة بتلك الدسامة لاربعين نفراً تقتضي مشاركة المسلمين في اعداد الطعام وخدمة الضيوف. وهذا يؤكد ان علياً (عليه السلام) كان المسلم الذكر الوحيد بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لحد ذلك التأريخ، أو على الأقل انه كان المسلم الوحيد الذي يُعتمد عليه في موطن من هذا القبيل.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.