واما الثلاثي المزيد فيه بثلاثة احرف فله اربعة ابنية :

الأول : " استفعل " نحو " استغفر ، واستخرج ، واستقام ، واستجاد ، واسترضى ، واستغشى " .

الثاني : " افعوعل " نحو " اغدودن⁽¹⁾ ، واعشوشب⁽²⁾ ، واحقوقف⁽³⁾ ، واخشوشن⁽⁴⁾ ، واحلولى⁽⁵⁾ ، واخلولق⁽⁶⁾ ، واذلولى⁽⁷⁾ ، واعرورى ⁽⁸⁾ " .

الثالث : " افعول" نحو " اجلوذ⁽⁹⁾ ، واعلوط ⁽¹⁰⁾ " .

الرابع : " افعال " نحو " احمار ، واصفار ، واقطار النبت ⁽¹¹⁾ ، وابهار الليل ⁽¹²⁾، والقمر " .

يدل على زيادة العشب اكثر من " عشب " وكذا " احمار " يدل على قوة الحمرة اكثر من " حمر " ومن " احمر " وهلم جرا.

فاما " استفعل " فان بناءه يجيء للدلالة على عدة معان اشهرها خمسة ، وهي :

أولا : الطلب ،ومعناه نسبه الفعل الى الفاعل للدلالة على ارادة تحصيل الحدث من المفعول ، وهذا هو الغالب على هذه الصيغة ، ثم قد يكون الطلب حقيقة ، نحو " استكتبت محمدا ، واستغفرت الله ، واستعطيت عليا ، واستعتبته ، واستفهمته  ، واستخبرته ، واستشرته " وقد يكون الطلب مجازاً ، نحو " استخرجت الذهب من الارض ، واستنبطت الماء ، واستوقدت النار " قال الله تعالى (12-76) : (ثم استخرجها من وعاء أخيه ) وقال تعالى (17-64) : (واستفزز من استطعت منهم ) وقال تعالى (6-71) : (كالذي استهوته الشياطين ) وقال تعالى : (11-61) : (واستعمركم فيها ) .

ثانيا : التحول ، ومعناه الدلالة على أن الفاعل قد انتقل من حالته الى الحالة التي يدل عليها الفعل ، نحو " استنوق الجمل⁽¹³⁾ ، واستنسر البغاث⁽¹⁴⁾ ، واستسعلت المرأة⁽¹⁵⁾ " وكل ذلك على وجه التشبيه ، وقد يكون التحول على جهة الحقيقة ، نحو " استحجر الطين " أي : صار حجراً .

الفعل ، نحو " استجدته ، واستكرمته ، واستسمنته ، واستعظمته – أي : وجدته جيدا ، وكريما ، وسمينا ، وعظيما " .

رابعاً : اختصار حكاية الجمل ، نحو " استرجع – أي قال : انا لله وانا اليه راجعون " .

خامسا : مطاوعة : " افعل " نحو " احكمته فاستحكم ، واقمته فاستقام " .

وربما جاء لموافقة الثلاثي في المعنى ، نحو " انس واستأنس ، وغنى واستغنى ، ويئس واستيأس(67) ، وهزأ به واستهزأ ، وقر في مكانه واستقر " او موافقة " أفعل " نحو" أجاب واستجاب ، وأيقن واستيقن " ، قال الله تعالى (27-14) : (واستيقنتها أنفسهم ) أو موافقة " تفعل " نحو " تكبر واستكبر ، وتعظم واستعظم ، وتيقن واستيقن ، وتنجز واستنجز ، وتثبت واستثبت ، وتبين واستبان " أو موافقة " افتعل " نحو " اعتصم واستعصم ، واستقى واستسقى ، واخترج واستخرج ⁽¹⁷⁾ .

وربما جاء " استفعل " من غير أن يجيء له فعل ثلاثي مجرد ؛ فيكتفي في هذه المادة بالمزيد ، نحو " استحيى " – أي : اخذه الحياء – ومنه قوله تعالى (28-25) :

تمشى على استحياء )⁽¹⁸⁾.

ص83

(2) اعشوشب المكان : كثر عشبه .

(3) احقوقف الرمل والهلال : صار أعوج ، مأخوذ من الحقف – بكسر الحاء – وهو المعوج من الرمل ، وجمعه أحقاف

(4) اخشوشن : كثرت خشونته واشتدت

(5) احلولى الشيء : اشتدت حلاوته

(6) اخلولقت السماء ان تمطر ، وخلقت – بكسر عين الثلاثي – أي : اوشكت

(7) اذلولى : انطلق في استخفاء ،وذل ، وانقاد

(8) اعرورى الفرس : ركبه عريا .

(9) اجلوذ : جدبه السير ، وأسرع .

(10) اعلوط الفرس : ركبه بغير سرج ، واعلوط : تعلق بعنق البعير ليركبه .

(11) اقطار النبت : ولى ، وأخذ يجف

(12) ابهار الليل : اشتدت ظلمته ، وابهار القمر : كثر ضوؤه .

(13) استنوق الجمل : تخلق بأخلاق الناقة ، ومثله قولهم : " استتيست الشاه " أي : تخلقت بأخلاق التيس ، وانظر ص20 السابقة ايضا .

(14) استنسر البغاث : مثل ، واصل معناه ان البغاث – وهي من الطيور الضعيفة – قد تشبهت بالنسر في قوته وشدته ، وقال * إن البغاث بأرضنا تستنسر * ويريد ان الضعيف يقوى عندنا : إما لأنه يعتز بنا ويستنصر ، واما لأنه لا قدرة لنا على دفع اضعف الناس ! .

(15) استسعلت المرأة ، أي : صارت كالسعلاة ، وهي الغول ، ويكنى بذلك عن كبرها.

(18) وحكى ابو زيد له فعلا ثلاثيا.