 
					
					
						الإسلام ومسألة التزكية					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني					
					
						 المصدر:  
						مفاهيم القران
						 المصدر:  
						مفاهيم القران					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج2 ، ص420-421.
						 الجزء والصفحة:  
						ج2 ، ص420-421.					
					
					
						 15-02-2015
						15-02-2015
					
					
						 2050
						2050					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				يعتقد النظام الإسلاميّ بأنّ الإنسان مفطور على السجايا الأخلاقيّة النبيلة ، وأنّ اُصول التربية موجودة في فطرته بخلق الله سبحانه ، وإنّما يكون دور المربّين والاُساتذة هو استخراج هذه السجايا المكنونة في النفس الإنسانيّة وإثارتها وتنميتها ، وهذا أمر أكّدته آيات كثيرة في الكتاب العزيز ، وإليك ـ فيما يأتي ـ نماذج من هذه الآيات يقول الله سبحانه : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ( الشمس : 7 ـ 8).
 
{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } ( البلد : 10).
 
إلى غير ذلك من الآيات التي تشير ـ بوضوح ـ إلى هذه الحقيقة ، وتؤكّد بأنّ أصول التربية مزروعة في داخل النفس البشريّة زرعاً ومغروسة غرساً.
 
وعلى ذلك ، فإنّ دور المربّي ، والمعلّم الأخلاقيّ ـ في هذا المجال ـ لا يتعدّى دور الاكتشاف والإنماء والرعاية ، فمثله مثل البستانيّ الذي لا يقوم إلاّ بتهيئة الظروف المساعدة للنبات والزرع من الرعاية والسقي والعناية بالبذرة لتنبت وتكبر وتنمو ، فإنّ المربّي والمعلّم يهيّء الأجواء المساعدة لنمو تلك السجايا والبذور الأخلاقيّة الموجودة في داخل النفوس البشريّة ، وإثارتها من مكامنها ، وإلى ذلك يشير قول الإمام عليّ (عليه السلام) وهو يصف مهمّة الأنبياء : « فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكّروهم منسيّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول » (1) .
 
ولأجل ذلك أيضاً أمر الله سبحانه نبيّه محمّداً (صلى الله عليه واله وسلم) بأن يذكّر الناس بما خلقوا وفطروا عليه فقال : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ } ( الغاشية : 21).
 
ولقد أشبعنا الكلام ـ في الجزء الأوّل ـ عند البحث عن المعرفة الفطريّة ، وقلنا بأنّ الدين ، واُصول فروعه الكليّة مركوزة في النفس البشريّة ، وهو شيء أشار إليه قوله سبحانه : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } ( الروم : 30).
 
فما هو المفطور عليه البشر هو الدين بمعناه الوسيع الشامل للعقيدة والأخلاق والقيم والسجايا وقد روى الفريقان عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) قوله : « ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة ثمّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه. ثُمّ قال : { فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } » (2).
 
____________________
 
(1)  نهج البلاغة : الخطبة الاُولى.
 
(2) تفسير البرهان 3 : 361 ، التاج الجامع للاُصول 4 : 180.
 				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
					 الاكثر قراءة في  قضايا إجتماعية في القرآن الكريم					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة