الموسوعة العربيّة الميسّرة من نماذج الفهم الخاطئ عن الإسلام والمسلمين |
1510
07:35 صباحاً
التاريخ: 23-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
5614
التاريخ: 1-07-2015
1691
التاريخ: 1-07-2015
2102
التاريخ: 23-1-2019
1449
|
الموسوعة العربيّة الميسّرة هي الترجمة الحرفيّة لدائرة معارف جامعة كولومبيا ، التي وضعت تحت إشراف علماء صهاينة وترجمها شفيق غربال وكوكبة من الباحثين(1) ، وأضافوا إليها المواد الإسلاميّة العربيّة ، وقد ترجمت وأُعدّت دون تقدير للتاريخ الإسلامي وحقائقه .
ولو تتبّعنا محتويات هذه الموسوعة بنظرة علميّة فاحصة لوجدنا بوضوح سلبيّات أساسيّة في منهجها وموادّها ، ويمكننا إجمالها في جانبين :
الجانب الأوّل : بُعدها عن ثوابت التاريخ الإسلامي ، وعدم أمانتها في نقل الكثير من حقائقه ومقولاته المعتبرة ، حيث نجدها كثيرة الخلط فيما تورده من معلومات مغرضة في اعتمادها على الشاذّ الساقط من الروايات والمصادر .
الجانب الثاني : عدم انطلاقها في تناول الموضوعات وتنظيم المعلومات من حاجة الكتّاب والباحثين الإسلاميّين ، لعدم اعتنائها بوجهة النظر الإسلاميّة .
ومن الأمثلة الواضحة على وجود هذين الجانبين السلبيّين في منهجها ومادّتها ما يلي :
1 ـ تنكّرها وإسقاطها للسنة الهجريّة والتاريخ الهجري ، في كلّ ما تتناوله من موادّ ومفردات ، خصوصاً ما يتعلّق منها بعصر النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وما بعده من العصور .
2 ـ طريقة ومستوى عرضها للموادّ والمفردات الإسلاميّة جاء ضعيفاً للغاية ، حيث نجده بسيطاً عاديّاً إلى أبعد الحدود ، فاقداً للدقّة والسعة والعمق المطلوب في تلك المواد والمفردات ، ممّا يسلبها الحيويّة الموضوعيّة والقيمة العلميّة ، ففي عرضهم للموادّ الخاصّة بالإسلام نجدهم يصوّرونها بشكلٍ مدرسيٍّ بدائيّ ، وبمستوى سطحي ساذج وغير دقيق لا يخرج القارئ منه بنتيجة ذات قيمة علميّة وإحاطة واقعيّة ، كما في مادّة ( صلاة ) ومادّة ( صوم ) ومادّة (شريعة)، حيث اقتصر في الأخيرة ـ مثلاً ـ على ثلاثة أسطر مقتضبة جاء فيها : ( أطلقت قديماً على كلّ ما يشتمل عليه الإسلام من عقائد وأحكام عمليّة ، وخصّصت الآن بمجموعة الأحكام الشرعيّة العمليّة المستنبطة من الكتاب والسنّة ، أو الرأي والإجماع ) .
وفي مادّة ( الإسلام ) نجده يخلط كثيراً ويتجاوز الواقع والحقائق ، فمثلاً يقرّر فيها أنّ المذاهب الإسلاميّة لم يبقَ منها اليوم إلاّ أربعة ، ويعزو سبب ذلك إلى القصور العلمي للمسلمين ، فقد جاء في أحد مقاطع المادّة ما نصّه :
(... وما هو إلاّ قليل حتّى ظهرت المذاهب ، التي تُعدّ بالعشرات في الفقه الإسلامي وأُصوله ، وإذا كان قد بقي منها أربعة ، فما ذلك إلاّ لكثرة أتباعها وانتشار زعمائها في أرجاء الأرض ، وكذلك لتقصير المسلمين في النظر ، وقصورهم عن اللحاق بشأو الأقدمين في العلم ) .
وفي مواطن أُخرى من نفس المادّة يُحاول بشكلٍ أو آخر ، أنْ يعطي للبعد القومي الدور الأساسي في الفتوحات الإسلاميّة ، وما انتشار الإسلام إلاّ أثرٌ عرَضي لها ، كما في المقاطع التالية :
(.. وفي موجة تالية زحفت الجيوش العربيّة إلى جنوب فرنسا ( غاليا ) ، ولكن توقّفت الفتوح عند مدينة تور ـ پواتيه.. صاحَب هذا التوسّع العربي السريع ظاهرة انتشار الإسلام في الأقطار المفتوحة ، وانتقال اللغة العربيّة إليها ، وفي الوقت الذي كان فيه العرب ينسحبون من الأندلس ، استولى العثمانيّون ( بعد تأسيس دولتهم القويّة بآسيا الصغرى ) على ملك البيزنطيّين في أوربّا... وفي أثناء الحكم العثماني للبلدان الأوربيّة التي سقطت بأيديهم ، اعتنق كثير من السكّان الدين الإسلامي...) .
هذا في حين نجده في موادّ ومفردات عامّة أُخرى يتوسّع ويتعمّق بشكلٍ متميّز ومتكلّف أحياناً . فلو قارنّا بين مادّة ( مسجد ) ذات الخصوصيّة الإسلاميّة ومادّة ( مسرح ) كمادّة عامّة ، نجد أنّ مادّة ( مسجد ) قد كتب عنها خمسة عشر سطراً فقط ، أمّا مادّة ( مسرح ) فقد كتب عنها مِئة وسبعين سطراً .
أمّا لو كانت الموادّ والمفردات ممّا تخدم أغراضهم وأهدافهم الخاصّة ، فيبذلون عناية فائقة في إبراز وجهات نظرهم بها ، وإنْ خالفت حقائق ثابتة يقول بها غيرهم ، كما في الموادّ التي تتعلّق بفلسطين وتاريخ الأديان ، حيث جاءت تفصيلاتها مفعمة بوجهة النظر اليهوديّة والتبشيريّة (2).
3 ـ تعرض الموسوعة ، وبكلّ صراحة ، وجهة نظر اليهود في مختلف المسائل والموادّ خصوصاً في تلك التي تتميّز بالطبيعة الدينيّة الحسّاسة ، بل نجدها تحمّل القارئ فيها وجهات نظرهم تلك ، دون أنْ تعرض إلى جانبها وجهات النظر الأُخرى ، كما في المسائل والموادّ التي تتعلّق بفلسطين ، فهي تفرض فيها مفاهيم خطيرة لا تتّفق والحقائق التاريخيّة ، فمثلاً تُصوّر أنّ عصور ازدهار فلسطين وتوحي بأنّ حريّة الحجّ المسيحي لها إنّما كان في ظلّ سيطرة الصليبيين ، فيقول في مقطع من مادّة فلسطين :
(... ولمّا أعتلى قسطنطين الأوّل العرش صارت فلسطين كعبة يحجّ إليها المسيحيّون ، وازدهرت البلاد في عهد يوستنيان ) .
وفي مواضع أُخرى من نفس المادّة تضع العرب والأتراك كأقوام وليس كمسلمين قبال المسيحيّين واليهود ، وتُنسب المواقف والأحداث إليهم بعنوانهم القومي لا الإسلامي ، ومن نافلة القول بيان الهدف السياسي من وراء ذلك ، ومن أمثلة ذلك ما جاء في المقاطع التالية : (.. وفي القرن السابع دخلت في حكم العرب ، وفي القرن التاسع امتلكها الفاطميّون... خلّص العرب الأماكن المقدّسة من أيدي الصليبيّين ، وحكموا فلسطين حتّى 1516م ، حينما وقعت في قبضة سليم الأوّل سلطان تركيا... وفي 1920م استولى البريطانيّون ـ الّذين كانت فلسطين قد وقعت في قبضتهم في الحرب العالميّة الأُولى ـ على البلاد ، وأعلنوا عزمهم على تخصيصها لإقامة وطن قومي لليهود ، فجرت اشتباكات بين العرب واليهود في الفترة ( 1920 ـ 1939م ) من جرّاء مقاومة الوطنيّين العرب لسيطرة اليهود على بلادهم ، وشرائهم أراضيهم ) وهكذا في مقاطع أُخرى .
والشيء نفسه نجده في مادّة (يهود) و(يهوديّة) ، حيث تعتمد هذه الموسوعة في بيان هذه المادّة وعرضها على الإسرائيليّات ، والروايات الّتي توردها المصادر غير المعتمدة والكتب غير العلميّة .
4 ـ ومن عجائب هذه الموسوعة ، هو أنّ باب الأديان والعقائد المليء بالخلط والتزوير ، تمّ تحريره تحت إشراف أسماء كتّاب وباحثين عرب ، كالدكتور إبراهيم مدكور ، والدكتور أحمد فؤاد الأهواني وغيرهما ، إمعاناً في التشويش على القارئ ، في حين نجد كتّاباً مسلمين وعرباً حرّروا فصولاً أُخرى من الموسوعة ، لم تُذكر أسماؤهم في المقدّمة .
وفي ختام هذا الاستعراض الإجمالي السريع للأخطاء والتشويش الذي احتوته هذه الموسوعة ، نشير إلى أنّ الأُستاذ علي جواد الطاهر قد أحصى على موادّها ( 370 ) خطأً تاريخيّاً ، يَجده مفصّلاً من أراد التوسعة في بحثٍ شامل نشره في مجلّة المجمع العلمي بدمشق عام 1969م .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) الجندي ، أنور ـ مؤلّفات في الميزان ـ مجلّة منار الإسلام ـ العدد 6 السنة 11.
(2) انظر مادّة ( فلسطين ) ومادّة ( دين ) من الموسوعة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|