المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قانون تيتيس بود
11-4-2016
المطرد في القياس والاستعمال
11/12/2022
Triple Torus
15-8-2021
Jean Bourgain
24-3-2018
ملاحظة العالم أبو إسحاق الإصطخري لظاهرة المد والجزر
2023-07-06
تكنولوجيا خرائط الحرب - تاريخ علم الخرائط
24-5-2021


القول بالتشبيه من الغلو  
  
1120   10:24 صباحاً   التاريخ: 6-1-2019
المؤلف : الدكتور عبد الرسول الغفار
الكتاب أو المصدر : شبهة الغلو عند الشيعة
الجزء والصفحة : 99- 106
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / الغلو /

لقد بحث علماء الكلام والعقائد عن صفات الله تعالى وأسمائه المباركة وأن صفاته الكمالية والجلالية إنما هي مختصة به ولا يشاركه أحد ، لذا لا يوصف بما توصف به المخلوقات لأنه ليس بجسم ولا صورة ، ولو قلنا بذلك فقد جسدناه معاذ الله.

فهو تعالى منزه عن الجسمية ، وقد كفر من جسده كاليهود لما قالوا اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه وإن العرش ليئط من تحته كأطيط الرحل الجديد ... الخ وكذا لما قال آخرون وهم الحشوية من أصحاب الحديث أنه يجلس على الكرسي كما يجلس البشر متخذين قوله سبحانه دليلاً : {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] وقوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: 3] فإن اليهود جعلوا لله صفات هو منزه عنها بل إنما هي للمخلوقين.

وقد حذا بعض طوائف المسلمين حذو اليهود ، كالمجسمة والمشبه إذ وصفوه كيف ينظر وكيف ينزل يتكلم ... ثم روى الحشوية أخباراً عن النبي (صلى الله عليه واله) تضمنت الصورة وغيرها من أعضاء البدن منها : إنهم رووا عنه (صلى الله عليه واله) إنه سبحانه وتعالى : «خلق آدم على صورة الرحمن » ، وقوله : حتى يضع الجبار قدمه في النار ، وقوله : قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ، وقوله : وضع يده أو كفه على كتفي ، وقوله : حتى وجدت برد أنامله على كتفي وقد زادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبي (صلى الله عليه واله) وقد أجروا كل هذه على ما يتعارف في صفات الأجسام. وهذه كلها من مستلزمات المادة بالعرض ، وإذا قلت بهذه العوارض المادية فلا بد من القول بالجوهر وبالتالي تنتهي إلى الجسمية وهذا على الله لا يجوز بل إنه من مستلزمات الحادث وسبحانه قديم.

فسبحانه لا يمكن تشبيهه بشيء ولا شيء له شبيه به. ومما يذكر أن اليهود جاءت إلى النبي (صلى الله عليه واله): صف لنا ربك فإن الله أنزل نعمته في التوراة فأخبرنا من أي شيء هو؟ ومن أي جنس هو؟ أذهب أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟ وممن ورث الدنيا ومن يورثها؟

فأنزل الله تبارك وتعالة سورة الإخلاص ، وهي نسبته.

لو حرص البشر جميعاً أن يميزوا سبحانه بأوصاف المخلوقات ولو في أدق المعاني وأجمل العبارات ، فإن ذلك من الأوهام والتخرصات ومهما بالغ العقلاء على أن يصفوه بصفات البشر فلا محالة أنه سيكون مخلوقاً مثلنا ، وكل مخلوق ومصنوع حادث وسبحانه ليس بحادث بل إنه قديم منذ الأزل.

ولا يخفى أن بعض الطوائف والفرق التي انتحلت الإسلام كالحشوية القائلين بالجبر والتشبيه وأن الله تعالى موصوف عندهم بالنفس واليد والسمع والبصر هي مجسمة ومشبه ، إذ جمدوا على ظواهر الألفاظ من القرآن الكريم فلم يسعهم المقام أن يفهموا القرآن فهما صحيحاً وإدراكاً شاملاً لدقائق المعنى وجمال التأويل الوارد من أهل البيت .

لما كانت معرفة الله تعالى أساس الطاعة والعبادة ، وما لم يعرف لا يمكن أن يطاع ، كما أن معرفته سبحانه لا تتم بإذعان العبد بوجوب وجوده ، ولا يكون هذا الإذعان ما لم يؤمن العبد بوحدانيته أي لا شريك له ، لأن الواجب لا يتعدد.

فعلى كل فرد أن يوحد هذا الواجب القديم الفرد الصمد ، وهذا التوحيد ، لا يتم إلا بإخلاص له ، ومن جملة الإخلاص هو نفي الصفات الزائده عنه ، فصفاته عين ذاته ، فإن علمه وقدرته وأرادته وسمعه وبصره كلها موجودة بوجود ذاته الأحدية وذاته جامعة ومستوعبة لها ، وهي عينها وليست زائدة على الذات , ولا خارجة عنها أما من حيث الصفات فهي على قمسين :

أولاً : الصفات الثبوتية وهذه على نحوين :

1 ـ الصفات الثبوتية الحقيقية والتي تسمى بالصفات الكمالية. ( صفات الجمال والكمال ) كالعلم والقدرة والغنى والإرادة والحياة.

2 ـ الصفات الثبوتية الإضافية : كالخالقية والرزاقية وهذه ترجع إلى صفة القيومية لمخلوقاته.

ثانياً : الصفات السلبية ( الجلال ) وهي ترجع جميعها إلى سلب واحد وهو سلب الإمكان عنه أو قل سلب نقصه عنه سبحانه ، مثل سلب الجسمية والسكون والحركة والثقل والخفة ...

وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحشوية كانت تذهب إلى التجسم أو التشبيه ، فإن مضر وكهمس وأحمد الهجيمي : إنهم أجزوا على ربهم الملامسة والمصافحة وإن المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حد الخلاص والاتحاد المحض.

بل وأكثر من هذا فقد حكي عن الكعبي عن بعضهم : إنه كان يجور الرؤية في دار الدنيا ، وان يزوروه ويزورهم.

وحكي عن داود الجورابي أنه قال بالنسبة لله تعالى : أعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك. وقال أن معبوده : جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعينين وأذنين ، ومع ذلك فهو جسم لا كالأجسام ولحم لا كاللحوم ودم لا كالدماء.

ثم إن الحشوية قد أجرت الألفاظ التي هي في القرآن على ظاهرها كالاستواء والوجه واليدين والجنب والمجيء والاتيان والفوقية وغير ذلك فهي تعني في إطلاقها المعاني الخارجية الصادقة على الأجسام.

وقد زادت الحشوية على تلك المعاني إنهم ضعوا الأكاذيب وافتعلوا الأخبار ونسبوها إلى النبي (صلى الله عليه واله) وهي في الحقيقة أخبار مقتبسة من اليهود ، فمثلاً قالوا اشتكت عيناه فعادته الملائكة ، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه ، وأن العرش ليئط من تحته كأطيط الرحل الجديد.

ثم نسبت المشبهة إلى النبي أقوال منها : أنه قال : ( لقيني ربي ، فصافحني وكافحني ووضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله (1) ...

ولو تخطينا البحث لوجدنا أن الحشوية كمصطلح يشمل عامة جمهور المسلمين إلا أنهم في عقائد متباينة ومذاهب مختلفة فهي تشمل فرقة الشكاك والبترية أصحاب الحديث وعلى نذهبهم سفيان بن سعيد الثوري وشريك بن عبد الله ولبن أبي ليلى ومحمد بن إدريس والشافعي ومالك بن أنس وإضرابهم (2) ...

وقد اختلف جمهور المسلمين ـ أي السلف منهم ـ مع المعتزلة فالأولى كانت تثبت الصفات للخالق والمعتزلة كانت تنفي عنه ، ورأي السلف في الصفات أنها كما وردت في القرآن وغير قابلة للتأويل بل تحمل على ظاهرها ، وفي نفس الوقت اعتقادهم بالله أنه لا شريك له وليس كمثله شيء ... غير أن متأخري السلف ، قالوا لا بد من إجراء هذه الصفات على ظاهرها والقول بتفسيرها كما وردت من غير تعرض للتأويل ولا توقف في الظاهر ، فوقعوا في التشبيه الصرف ، وذلك على خلاف ما اعتقده السلف (3).

ومن جملة المجسمة أو المشبهة طائفة تسمى بالكرامية وهم أصحاب عبد الله محمد بن كرام وربما تشعبت هذه الفرقة لتشمل اثنتي عشرة فرقة تقول بالتجسيم مع اختلاف في صورة هذا التجسيم وهيئته.

وإن مقالة محمد بن كرام تنص على أم معبوده جوهر استقر على العرش ، وفي وجوده ذاتاً من فرق وأنه مماس للعرش من الصفحة العليا ، وجوز الانتقال والتحول النزول وإلى غير ذلك من مقولات التجسيم التي قالت به أصول هذه الفرقة كالعابدية والتونية والزرمينية والاسحاقية والواحدية والهيمصمية ، فهذه الفرق أثبتت الجهات الست لله سبحانه ، ومنهم أثبت له سبحانه بعض الجهات كالفوقية والتحتية وقد أخطأ الشهرستاني عندما نسب التشبيه إلى الشيعة فقال : وكان التشبيه بالأصل والوضع في الشيعة ، وإنما عادت إلى بعض أهل السنة بعد ذلك ، وتمكن الاعتزال فيهم لما رأوا أن ذلك أقرب إلى المعقول وأبعد من التشبيه والحلول (4).

في الحقيقة أن التشبيه والتجسيم أخذه السلف أي جمهور السنة من اليهود والنصارى لما دخلت الأخبار والإسرائيليات في ثقافتهم وقام رواة الأحاديث يسألون بعض اليهود والنصارى في مسألة الخالق وبدء الكون وقصص تميم بن اوس الداري النصراني الذي كان يبثها بين المسلمين في مسجد الرسول بإجازة من الخليفة عمر بن الخطاب وذلك في الأسبوع ساعة واحدة وقد زادها عثمان بن عفان في زمنه فجعلها ساعتين في يومين في الاسبوع.

أما الغلاة الذين لعنوا على لسان الأئمة المعصومين وتبرؤوا منهم إنما هم خرجوا من ربقة الإسلام بمقولتهم الفاسدة فكيف يصدق عليهم أنهم من الشيعة؟!.

ففي حديث الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) للحسين بن خالد توضيح ذلك : قال (عليه السلام) : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة يا بن خالد إنما وضع والأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى ...

ثم إن صدر الحديث هو قول ابن خالد الرضا (عليه السلام) يكشف هذه ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن أبائك الأئمة : (5) ... فكان جواب الرضا أن الغلاة هي التي وضعت تلك الأخبار. وإليك نص الحديث :

قال الصدوق بإسناده عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال : قلت له : يا ابن رسول الله إن الناس ينسبونا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة : فقال : يا ابن خالد أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمة في التشبيه والجبر أكثر أم الأخبار رويت عن النبي (صلى الله عليه واله) في ذلك؟

فقلت بل ما ريو عن النبي في ذلك أكثر ، قال : فليقولوا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يقول بالتشبيه والجبر إذاً ، فقلت له : إنهم يقولون : إن رسول الله لم يقل من ذلك شيئاً وإنما روي ذلك عليه ، ثم قال (صلى الله عليه واله): من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى من أحبهم فقد أبغضنا ومن أبغضهم فقد أحبنا ومن والاهم فقد عادانا ومن عادهم فقد والانا ومن وصلهم فقد قطعنا ومن قطعهم فقد وصلنا ومن جفاهم فقد برانا ومن برهم فقد جافانا ومن اكرمهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا ومن قبلهم فقد ردنا ومن ردهم فقد قبلنا ومن أحسن إليهم فقد أساءنا ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ومن كذبهم فقد صدقنا ومن أعطاهم فقد حرمنا ومن حرمهم فقد أعطانا ، يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم ولياً ولا نصيراً (6).

إن كتبنا العقائدية والحديثية زاخرة بالأخبار الواردة عن أهل البيت والأئمة المعصومين (عليه السلام) التي تؤكد على نفي التشبيه والتجسيم منه سبحانه وعلى سبيل المثال نذكر بعضها :

الكليني بإسناده عن الحسين بن سعيد قال سئل ابو جعفر الثاني (عليه السلام) يجوز أن يقال لله إنه شيء؟ قال نعم نخرجه من الحدين : حد التعطيل وحد التشبيه (7).

محمد بن يعقوب بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للزنديق حين سأله : ما هو؟ قال هو شيء بخلاف الأشياء أرجع بقولي إلى إثبات معنى وإنه شيء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يحبس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصة الدهور ولا تغيره الأزمان ، فقال له السائل : فتقول إنه سميع بصير؟ قال هو سميع بصير : سميع بغير جارحة وبصير بغير إله ، بل يسمع ويبصر بنفسه ليس قولي : إنه سميع بنفسه وبصير يبصر بنفسه إنه شيء والنفس شيء آخر ولكن أردت عبارة عن نفسي إذا كنت مسؤولاً وإفهاماً لك إذا كنت سائلاً ، قأقول : إنه سميع بكله لا إن الكل منه له بعض وكني أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك إلا إلى إنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.

قال السائل : فما هو؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام) : هو الرب وهو المعبود وهو الله وليس قولي : الله إثبات هذه الحروف : ألف ولام وهاء ولا راء ولا باء ولكن ارجع إلى معنى وشيء خالق الأشياء وصانعها ونعت هذه الحروف وهو المعنى سمي به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل وعزّ.

قال له السائل : فإنا لم نجد موهوماً إلا مخلوقاً ، قال أبو عبد الله (عليه السلام) لو كان ذلك كما نقول لكان التوحيد عنا مرتفعاً لأنا لم نكلف غير موهوم ، لكنا نقول : كل موهوم بالحواس مدرك به تحده الحواس مدرك به تحده الحواس وتمثله فهو مخلوق ، إذ كان النفي هو الإبطال والعدم.

والجهة الثانية : التشبيه إذ كان التشبيه هو صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار إليهم ، إنهم مصنوعون وإن صانعهم غير وليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيهاً بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد إذ لم يكونوا وتنقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لبيانها ووجودها (8) ...

الكليني بإسناده عن داود الرقي قال : سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] فقال ما يقولون؟ قلت : يقولون : إن العرش كان على الماء والرب فوقه ، فقال كذبوا من زعم هذا فقد صير الله محمولاً ووصفه بصفة المخلوق ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه (9)...

_____________

(1) انظر الملل والنحل 1 | 97.

(2) المقالات والفرق ص 6.

(3) الملل والنحل 1 | 84.

(4) الملل والنحل 1 | 155.

(5) عيون أخبار الرضا 1 | 142 ـ 143.

(6) عيون أخبار الرضا 1 | 143.

(7) أصوا الكافي باب إطلاق القول بأنه شيء ، الحديث الثاني حـ 1 | 82

(8) أصول الكافي 1 | 83 ـ 84.

(9) أصول الكافي 1 | 132.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.