أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016
1123
التاريخ: 16-12-2018
1794
التاريخ: 7-2-2018
2724
التاريخ: 9-12-2018
1631
|
خروج أهل المدينة – وقعة الحرة:
تعود جذور الخلاف بين الحجازين والأمويين إلى عدة أسباب لعل أهمها:
- ما أحدثه معاوية من تغيير في منهجية الحكم. فإن الكثيرين من الصحابة والتابعين في المدينتين المقدستين، مكة والمدينة، كانت نقمتهم على نظام معاوية الوراثي ذات دلالة خاصة، حيث اعتبروا عمل معاوية في تحويل نظام الخلافة عن طابعة الراشدي بدعة تناقض نهج الراشدين وطبيعة الخلافة.
- اعتبر سكان المدينتين المقدستين أن صلتهم بالإسلام هي صلة أهل القضية التي ارتبطت بحياتهم منذ ظهور الإسلام. ومن هنا كانت غيرتهم على قضية الإسلام ذات حساسية متميزة.
- موقف الشيعة من أنصار على الذين ينكرون حق معاوية في الخلافة.
- عارضت بعض الفئات، من سكان المدينتين المقدستين، النظام الأموي لأسباب سياسية واجتماعية.
فمن الناحية السياسية كان طموح بعض أبناء الصحابة إلى الخلافة، كعبد الله بن الزبير، سببا في سلوك النهج المعارض.
ومن الناحية الاجتماعية فإن انتقال مركز الخلافة من المدينة إلى دمشق قد أفقد الأولى مكانتها المركزية في العالم الإسلامي، وأفقد أغنياء الحجاز منافع كثيرة كانوا يحبونها من تلك المكانة المفقودة، كما شل نشاطهم الاقتصادي والسياسي وجعلهم في عزلة عن المسرح السياسي والاجتماعي.
وكانت حادثة كربلاء الشرارة التي أشعلت الحرب وقد شكلت صدمة لأهل الحجاز، كما تركت آثاراً سياسية خطيرة في العالم الإسلامي. وما أكثر ما تحدث المسلمون في مجالسهم عن إمعان يزيد في الابتعاد عن دين الله حتى أضحى خلعه واجبا، وفعلا خرج أهل المدينة على حكمه.
واجه الخليفة هذا الموقف، في بادئ الأمر، بالهدوء، والأناة، منفذاً سياسة سلمية مرنة مع الخارجين على حكمه. فعزل وإلى المدينة الوليد بن عتبة الذي اتصف بالقسوة والخرق، وولى مكانه عثمان بن محمد بن أبي سفيان، وهو شخصية مرنة.
استهل الوالي الجديد عهده بالإحسان إلى المدينيين، ثم بعث بوفد منهم إلى دمشق لحل المشكلات القائمة. استقبل يزيد أعضاء الوفد استقبالا حسنا، فأكرم وفادتهم، وعظم جوائزهم.
لكن يبدو أن اللقاء كان فاشلا بدليل أنه ما إن عاد أعضاء الوفد إلى المدينة حتى تجددت الانتقادات الموجهة إلى يزيد، ثم أقدم أهلها على خلع طاعته.
والراجح أن الذي آثار زعماء المدينة هو حقدهم على بني أمية، وحتى يعطوا تحركهم مبرراً طعنوا في سلوك يزيد. وحاول عبد الله بن عمر بن الخطب تحذيرهم من الخروج على طاعة الخليفة، وتفريق كلمة المسلمين، كما جاهدت في حث الناس على عدم الاشتراك معهم ومنع أهله وولده من فعل ذلك.
وخشى عثمان بن محمد، عامل يزيد، من انتشار الفتنة في الحجاز بعد اشتداد حملة الانتقادات الصريحة ضد الخليفة التي وصلت إلى حد التجريح بشخصه، والطعن بسلوكه، وأعقبها موجه من السخط استهدفت الأمويين عامة.
وفعلا انتهى الأمر بإعلان خلع يزيد بن معاوية ومبايعة عبد الله بن حنظلة.
الأنصاري، واضطر الأمويون المقيمون فيها إلى الاحتماء في دار مروان بن الحكم التي طوقها الثائرون.
ويبدو أن الحصار كان ضعيفا، وأن الثائرين، بالرغم من سخطهم، كانوا يفتقرون إلى التنظيم والوحدة، لكن سلطة الخليفة تعرضت على أي حال للتحدي، ولم يجد المعتكفون من بني أمية سوى الرضوخ والاعتراف بإعلان حكومة مؤقتة في المدينة، لكن بعضهم أصر على ولائه للحكم الأموي فتعرضوا للطرد منها.
وجاء الرد على أحداث المدينة سريعا من قبل يزيد الذي لم يستطع تجاهل الخروج على حكمه لكنه رأي أيضاً أن يعالج الموقف بالحكمة. فأرسل النعمان بن بشير الأنصاري إلى المدينة ليدعو الناس إلى العودة إلى حظيرة الدولة، ولزوم الجماعة، إلا أنه فشل في ذلك.
عندئذ لم يكن أمام يزيد إلا أن يواجه الناس بالحزم فبعث بجيش إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة المري، يرافقه الحصين بن نمير السكوني وأعطى قائده أوامر مشددة بأن يدعو القوم ثلاثا فإن استجابوا وإلا القتال.
وصل مسلم بن عقبة إلى المدينة في (السابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام 63ه/ شهر آب عام 683م)، وضرب عليها حصاراً من جهة الحرة، وأنذر أهلها ثلاثا، لكنهم لم يستجيبوا، وقاوموه مقاومة ضاربة.
ويبدو أن المدينة استعصت على الجيش الأموي الذي لم يتمكن من اقتحامها ودخولها، مما دفع بمروان بن الحكم إلى استعمال الدهاء والحيلة، فنجح في دخولها مع ثلاثة من الفرسان، ثم تبعه الجيش الذي دخلها من ناحية الطورين. ودار اشتباك بين الطرفين انهزم بنتيجته أهل المدينة وقتل عدد كبير منهم. وجلس مسلم بعد الانتصار، فدعا الناجين إلى البيعة على أنهم فيء وعبيد ليزيد. فبايع الناس ومن أبى قتل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|