أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
629
التاريخ: 1-07-2015
819
التاريخ: 11-12-2018
747
التاريخ: 1-07-2015
545
|
يقول المؤلّف : قال العلاّمة المجلسي ; في (عين الحياة) ... ليعلم انّ للتوبة شروطاً ودوافع :
الأول : من الأشياء التي تحرك الانسان للتوبة هو أن يفكر في عظمة الله تعالى الذي عصاه وكذلك في كبر تلك المعاصي التي ارتكبها ، وفي عقوبات تلك الذنوب وآثارها السيئة في الدنيا والآخرة التي وردت في الآيات والأخبار ، ومن ثمّ سوف يكون هذا التفكير باعثاً لندامته ، وسوف تصير هذه الندامة باعثاً له على ثلاثة أشياء تتركب منها التوبة :
الأول منها : مرتبطة بحاضره وهو أن يترك تلك الذنوب التي ارتكبها بالحال.
الثاني : متعلق بالمستقبل وهو أن يعزم جازماً على لا يعود الى تلك الذنوب الى آخر العمر.
والثالث : متعلق بالماضي ، وهو أن يندم على ما مضى ويتدارك ما فات منه اذا كان مما يتدارك.
واعلم انّ الذنوب التي يتاب منها على عدّة أقسام :
الأول : أن يكون ذنباً لا يستلزم حكماً آخر غير العقوبة الأخروية كلبس الحرير ولبس خاتم الذهب للرجل فانّه يكفي للتوبة منها نفس الندم والعزم على عدم العود وبهما يدفع العقاب الاخروي.
الثاني : أن يستلزم حكماً آخر وهو على عدّة أقسام : فأما أن يكون حقاً لله ، أو حقّاً للخلق.
وأما حقّ الله ، فهو إما ماليّ : مثل أن يذنب ما يلزمه عتق رقبة فانّه اذا كان قادراً عليه ، فلا يرفع عنه العذاب بمجرد الندم ، بل يجب عليه أن يؤدي تلك الكفارة.
أو حقّ غير ماليّ : مثل الصلاة أو الصيام الذي يفوته فانّه يجب عليه أن يقضي ما فاته.
أو أن يعمل عملاً قد شرع الله تعالى له حدّاً مثل شرب الخمر ، فما لم يثبت عند الحاكم الشرعي فهو مختار إن شاء ستره بينه وبين الله ولا يظهر ذلك لأحد.
وإن شاء أن يقرّ عند الحاكم ليقيم عليه الحدّ ، وعدم الاظهار أحسن (1).
وأما لو كان حقاً للناس :
فإن كان حقاً مالياً فيجب عليه أن يوصله لصاحب الحقّ ، أو وارثه.
وأما اذا لم يكن حقاً مالياً ، فإن كان قد أضلّ انساناً فيجب عليه هدايته.
وإن كان حدّاً مثل قول الفحش فإن كان ذلك الشخص عالماً بإهانته له ، فعليه أن يمكّنه من الحدّ من نفسه.
وإن لم يكن عالماً ففيه خلاف بين العلماء ، ويرى الأكثر إن كان اخباره يوجب أذاه واهانته ، فلا يلزم الإخبار لذلك.
وكذلك الحكم اذا استغاب انساناً ، انتهى (2).
__________________
(1) أقول روى الشيخ الكليني ; تعالى في الكافي الشريق عن امير المؤمنين (عليه السلام) ، انّه أتاه رجل بالكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين انّي زنيت فطهرني.
قال : ممّن أنت؟
قال : من مزينة.
قال : اتقرأ من القرآن شيئاً؟
قال : بلى.
قال : فاقرأ.
فقرأ ، فاجاد.
فقال : أبك جنّة؟
قال : لا.
قال : فاذهب حتّى نسأل عنك.
فذهب الرجل ، ثمّ رجع إليه بعد ، فقال : يا أمير المؤمنين عليه السلام فذهب ، وقال : حتّى يسأل عنك. فبعث الى قومه فسأل عن خبره ، فقالوا : يا أمير المؤمنين صحيح العقل.
فرجع إليه الثالثة ، فقال له مثل مقالته.
فقال : له اذهب حتّى نسأل عنك.
فرجع إليه الرابعة ، فلما أقرَّ قال : أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر : احتفظ به. ثمّ غضب ، ثمّ قال : ما أقبح بالرجل منكم أن يأتي بعض هذه الفواحش فيفضح نفسه على رؤوس الملأ ، أفلا تاب في بيته ، فوالله لتوبته فيما بينه وبين الله أفضل من إقامتي عليه الحدّ ... الحديث.
الكافي الشريف : ج 7 ، ص 188 ، ح 3.
وروى أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله في رجل أقر على نفسه الزنا في حديث قال صلى الله عليه وآله في ذيله : ( لو استتر ثمّ تاب كان خيراً له).
الكافي : ج 7 ، ص 185 ، ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب : ج 10 ، ص 8 ، ح 22.
(2) أقول : من المناسب في هذا المقام جداً أن انقل الرواية الشريفة التي رواها السيّد الرضي رضي الله تعالى عنه في (نهج البلاغة) في باب المختار من قصار كلماته (عليه السلام) : ج 4 ، تحت رقم 402 ، ص 97 ، شرح محمّد عبده.
وقال (عليه السلام) لقائل قال بحضرته ، استغفر الله ثكلتك امك أتدري ما الاستغفار؟!
الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معانٍ :
أولها : الندم على ما مضى.
والثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث : أن تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تَبِعَةٌ.
والرابع : أن تَعمِدَ الى كل فريضة عليك ضَيَّعتَها فتؤدي حقها.
والخامس : أن تَعمِدَ الى اللحم الذي نبت على السُّحت فتذيبه بالأحزان حتّى تُلصِقَ الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم أَلم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول استغفر الله.
وقد عقد الميرزا العارف الكامل العامل آية الله الشيخ جواد الملكي التبريزي ـ قدس الله روحه الطاهرة ـ فصلاً جليلاً في كتابه الشريف (السير الى الله) حول المعصية ، نحيلك عليه لما حوى ذلك الفصل من الآداب المهمّة والمطالب الجليلة.
السير الى الله ، تأليف الميرزا الملكي التبريزي ، ترجمة وشرح صاحب هذه السطور : ص 1ي47 ـ 177 ، الطبعة الاُولى ، دار التعارف بيروت.
كذلك يستحسن مراجعة ما كتبه الشيخ السالك العارف الواصل الشيخ البهاري الهمداني قدس الله روحه الطاهرة في كتابه (تذكرة المتقين).
ويستحسن أن تقرأ ما كتبه الخواجة نصير الدين الطوسي في كتاب ( أوصاف الأشراف).
فراجعها واستفد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|