المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



منشأ الخوف عند الاطفال  
  
1963   02:17 مساءً   التاريخ: 23-11-2018
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص316ـ318
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2022 1961
التاريخ: 15-10-2018 1904
التاريخ: 13-1-2016 3224
التاريخ: 24-2-2022 3371

قبل ان نقف على طرق العلاج لا بد لنا من معرفة منشأ الخوف حتى يمكننا المعالجة من خلال ذلك... أما منشأ الخوف فيمكن ان يكون بسبب العوامل التالية أو احدها:ـ

1ـ الجهل: الجهل بلاء كبير إليه يعود كثير من حالات الخوف حيث الحقائق بالنسبة للأطفال غير معلومة؛ فمثلاً تعمد الأم الى إخافة الطفل من القطة بسبب ما فيها من مكروبات ووساخة حتى يبتعد عنها ولا يفكر بالاقتراب منها. أو ان الخوف بدافع من الخيال ناجم عن ان ذهن الطفل محشو بأمور غامضة وذكريات قديمة وقضايا غير مرغوبة وتبعث على الاضطراب، كمشي الدمية في خيمة ألعاب السيرك ووجود أشخاص وأشياء وحيوانات غير معروفة بالنسبة له ومن الطبيعي انه لو عرفها فإنه سيأنس بها بسرعة.

2ـ إنعدام الأمن: إن ما يخل بتوازن الطفل ويسلب منه راحته وهدوءه هو الشعور بعدم الراحة وانعدام الأمن؛ فغياب الأم عن الطفل يؤدي الى الشعور بانعدام الأمن وبالتالي الخوف، كما ان عدم ايصال الغذاء للطفل يثير لديه الإحساس بانعدام الأمن وحصول خلل بالتوازن وتولد الخوف.

3ـ التعويد: يتعلم الطفل بمرور الايام بعض العادات ويشب عليها، ولو تضارب شيء مع تلك العادة تملّكه الخوف.. قد يكون الطفل اعتاد على النوم الى جانب امه وإن اضطر يوماً الى النوم لوحده فسيخاف وتأخذه الرهبة، والحال ذاته بالنسبة للطفل الذي لا يفترق ابداً عن حضن والدته وقد فرضت الضرورة عليه الابتعاد عنها.

4ـ التخيل: يحصل التخيل أحياناً من تخيلات واهية؛ فربما يتخيل الطفل حادثاً في ذهنه ويطوره تدريجياً ويدخل فيه أموراً لا يراها ولا يعرف حتى ما هي ثم يتخوف من وقوع ذلك الحادث.. يتصور مشاهد غامضة ويخلطها مع ظواهر بحيث تكون مخيفة بالنسبة له.

5ـ خطأ في اسلوب التربية: بعض حالات الخوف ليس لها جذور طبيعية بل هي ناجمة من تربية خاطئة؛ فقد يخاف احد أو كلا الأبوين من الخنفساء ويفران منها بمجرد رؤيتهما لها الأمر الذي ينعكس على الطفل فيخاف من هذا الحيوان أيضاً. أو يصير الطفل لجوجاً في موقف ما فتقول الأم له "إذا لم تسكت اعطيتك لهذه البقرة فتأكلك" أو "سأعطيك لذلك الاعمى ليأخذك" مما يجعل الطفل يخاف بعد ذلك من البقرة والأعمى.

6ـ عامل حياتي: قد يرجع الخوف أحياناً الى اسباب طبية؛ فالأطفال الذين يعانون من مرض في المعدة أو المصابون بالصرع أو ترتفع حرارتهم كثيراً ويشكون من آلام حادة قد تنتابهم حالات خوف شديدة. وربما الخوف من زرق الأبر يجعله يخاف الطبيب وهكذا يكون الخوف من اختلالات عصبية.

7ـ العامل النفسي: الاضطرابات النفسية تولد أحياناً الخوف؛ فسرعة وشدة تأثر الأطفال بالأحداث يجعلهم عرضة للاضطراب أو رؤية الكوابيس في المنام، وتبدر منهم تصرفات معاتبة، ويشعرون ان رغباتهم لم تحقق لهم وغير ذلك، ما يوقعهم في فخ الخوف.

8ـ مصادر أخرى: تبرز بعض المخاوف بسبب طريقة التغذية والتنظيف والرضاعة واسلوب الوالدين في مقابل عناد الطفل وحالات الغضب الظاهرة منهما والاخطار التي واجهها والتجارب المحدودة والأمور العجيبة أو غير المفهومة بالنسبة إليه  و...

ـ عوامل ترفع نسبة الخوف :

هناك عوامل تساهم في زيادة خوف الطفل في حين توجد عوامل أخرى تساهم في خفضه؛ فتصرفات الوالدين مثلاً لها مثل هذا الوقع على الطفل الأمر الذي يعكس ضرورة اهتمامها بإصلاح تصرفاتهما واتخاذ مواقف مناسبة في مواطن الخوف والرهبة.

إن الأطفال يعممون الخوف، فإن شعروا في البدء بالخوف من هرٍّ ابيض فسيخافون بعد ذلك من الأرنب الأبيض والجمل الأبيض أو الخوف من الطبيب يدفعه للخوف من كل من يرتدي اللون الأبيض. ولو ان الطفل شعر بالألم في ظلمة الليل فإن هذا الأمر والمشهد كان كافياً لأن يخاف من الظلمة بعد ذلك.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.