المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



علي حقيقة الحق  
  
3771   10:23 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص239-245.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عن محمد بن خالد الضبي قال خطبهم عمر بن الخطاب فقال لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين قال فأزموا قال محمد فسكتوا و هما بمنى فقال ذلك ثلاثا فقام علي (عليه السلام) فقال إذا كنا نستتيبك فإن تبت قبلناك ,قال و إن لم أتب قال إذا نضرب الذي فيه عيناك فقال الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا اعوججنا أقام أودنا و هكذا رواه أبو المؤيد الخوارزمي وهو عجيب و فيه خبء يظهر لمن تأمله.

ومنه عن جابر قال : قال عمر كانت لأصحاب محمد (صلى الله عليه واله) ثماني عشرة سابقة فخص منها علي بثلاث عشرة و شركنا في الخمس.

وعن أبي الدرداء العلماء ثلاثة : رجل بالشام يعني نفسه و رجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود و رجل بالمدينة يعني عليا فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة و الذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة و الذي بالمدينة لا يسأل أحدا.

ومن المسند عن علي بن أبي ربيعة قال رأيت عليا (عليه السلام) أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى عليها قال الحمد لله {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14],ثم حمد الله ثلاثا و كبر ثلاثا ثم قال سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ثم ضحك فقلت مما ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) فعل مثل ما فعلت ثم ضحك فقلت مما ضحكت يا رسول الله قال يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لي و يقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري.

وروى الحافظ أبو نعيم أن النبي (صلى الله عليه واله) قال لعلي يوما مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين .

وقال ابن طلحة و إذا وصفه بكونه إمام أهل التقوى كان مقدما عليهم بزيادة تقواه و التقوى ثابتة له بصفة الزيادة على غيره من المتقين .

وقال ابن طلحة في الفصل الذي أفرده في فضله و علمه هذا فصل في أرجائه مجال المقال واسع و لسان البيان ضارع و ثاقب المناقب لامع و فجر المآثر طالع و مراح الامتداح جامع و فضاء الفضائل شاسع فهو لمن تمسك بهداه نافع و لمن تمسك بعراه رافع فياله من فضل فضل كئوس ينبوعه لذة للشاربين و دروس مضمونه مفرحة للكرام الكاتبين و غروس مستودعه من مستحسنات حسنات المقربين يعظم عند التحقيق قدر وقعه و يعم أهل التوفيق شمول نفعه و يتم أجر مؤلفه بجمعه و هو لمن وقف عليه قيد بصره و سمعه ولم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب و لا أودعته ما يدخل عليه زائد الارتياب و لا ضمنه غثا تمجه أصداف الأسماع و لاغثاء تقذفه أصناف الألباب بل مرتب له أخلاف رواية الخلف عن السلف حتى اكتنف بزبد الأوطاب و نظمت فيه جواهر در صرحت بها ألسن السنن و نطقت بها آيات الكتاب و قررته بأدلة نظر محكمة الأسباب بالصواب هامية السحاب بالمحاب و مفتحة الأبواب للطلاب مثمرة إن شاء الله لجامعها جميل الثناء و جزيل الثواب فمن ذلك قوله تعالى و تقدس {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة: 12] .

روى الإمام أبو إسحاق إبراهيم الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال لما نزلت هذه الآية وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي قال علي فما نسيت شيئا بعد ذلك و ما كان لي أن أنسى.

وروى الثعلبي والواحدي كل واحد منهما يرفعه بسنده الثعلبي في تفسيره و الواحدي في تصنيفه الموسوم بأسباب النزول إلى بريدة الأسلمي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي إن الله أمرني أن أدنيك و لا أقصيك و أن أعلمك وأن تعي وحق على الله أن تعي قال فنزلت {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة: 12] .

ومن ذلك قوله تعالى {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18] . رواه المذكوران في تفسيرهما أنها نزلت في علي (عليه السلام) و في الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه و ذلك أنه كان بينهما تنازع في شيء فقال الوليد لعلي (عليه السلام) اسكت فإنك صبي وأنا والله أبسط منك لسانا و أحد سنانا و أملأ للكتيبة منك فقال له علي (عليه السلام) اسكت فإنك فاسق فأنزل الله سبحانه تصديقا لعلي {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18] يعني بالمؤمن عليا و بالفاسق الوليد و كفى بهذه القصة شهادة من الله عز و علا لعلي بكمال فضيلته و إنزاله قرآنا يتلى على الأبد بتصديق مقالته و وصفه إياه بالإيمان الذي هو عنوان عمله و نتيجة معرفته و قد نظم هذه القصة حسان بن ثابت فقال:

أنزل الله و الكتاب عزيز                     في علي و في الوليد قرآنا

فتبوأ الوليد من ذاك فسقا                    و علي مبوأ إيمانا

ليس من كان مؤمنا عرف الله               كمن كان فاسقا خوانا

سوف يجزى الوليد خزيا و نارا            و علي لا شك يجزى جنانا

فعلي يلقى لدى الله عزا                      و وليد يلقى هناك هوانا

و فشت هذه الأبيات من قول حسان [وتناقلها سمع من سمع ولسان عن لسان].

و هذا الوليد جده أبو معيط كان أبوه ذكوان يقول إنه ابن أمية بن عبد شمس و قيل لم يكن ابنه

بل كان عبده فاستخلفه فكان ينسب إلى غير أبيه.

وأسلم يوم فتح مكة و ولاه عثمان الكوفة في خلافته إذ كان أخاه لأمه فبقي واليا يشرب الخمر حتى صلى الفجر في مسجدها بالناس أربع ركعات و هو سكران ثم قال أزيدكم.

وروي أنه قاء في المحراب و عرف الناس ذلك و قال الحطيئة فيه:

شهد الحطيئة يوم يلقى ربه                أن الوليد معاقر الخمر

الأبيات بتمامها و قصته و أخذ الحد منه معلوم و اشتهر حاله و ظهر فسقه و عزل عن الكوفة و مات بالرقة فانظر إلى الحكمة الإلهية التي هي سر هذه القضية فإنه حيث أخبر علي (عليه السلام) بفسقه أظهره الله ذلك للناس من عالم الغيب إلى عالم الشهادة و من الخبر إلى المعاينة فكان الخمر جامعا لأسباب الفسوق و سوء السمعة ثم أخذ الحد منه على رءوس الأشهاد ليتحقق له ما وصفه به أمير المؤمنين (عليه السلام) و إذا ثبتت هذه الصفة للوليد تعين ثبوت الصفة الأخرى لعلي (عليه السلام) وهي الإيمان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.