ان معظم السوابق الدولية التي نشأ عنها العرف الدولي ترجع الى تصرفات خارجية تعبر عنها في المجال الدولي. وقد تكون هذه السوابق الدولية مصدرها الأجهزة الداخلية للدولة أو الأجهزة الدولية المختلفة من محاكم دولية أو محاكم التحكيم الدولي، وكذلك المعاهدات الدولية سواء كانت عامة أو خاصة، كمعاهدات تسليم المجرمين أو تلك المتعلقة بتنظيم الملاحة في القنوات البحرية.

التصرفات الصادرة عن اجهزة الدولة الداخلية :

وهذه التصرفات متعددة المصدر، فقد تصدر عن السلطة التنفيذية أو التشريعية وكذلك القضائية. فالتعليمات الصادرة عن الحكومة أو الوزارات  المختلفة وبخاصة وزارة الخارجية، فالمراسلات الدبلوماسية لها أهمية خاصة في ظهور السوابق العرفية ومدى الألتزام بها، وكذلك حال  تصريحات المندوبين في المؤتمرات الدولية(1)

أما السلطة التشريعية، فما يصدر عنها من قوانين أو مراسم أو لوائح وقرارات كثيرًا ما يمثل مصدرًا للقاعدة العرفية، خاصة عندما تنتهجها الدولة في مواجهة أعضاء الجماعة الدولية، كالقوانين المتعلقة بمعاملة الأجانب (من حيث تعيين الحقوق والألتزامات داخل الدولة التي يقيمون فيها).

التصرفات الصادرة عن الاجهزة الدولية :

والعرف الدولي قد ينشأ ايضًا عما يصدر من الأجهزة الدولية من تصرفات، كقرارات المحاكم الدولية والقرارات الصادرة عن محاكم ال تحكيم وكذلك المعاهدات لما لها من دور كبير في إظهار القواعد العرفية وخاصة معاهدات التحكيم ومعاهدات تسليم المجرمين. كما وتعتبر بعض القواعد القانونية كقاعدة الحياد والحرب وقاعدة العقد شريعة المتعاقدين، من أبرز القواعد القانونية الدولية المنشأة للعرف الدولي.

_____________

1- للزيادة، أنظر، د.عدنان طه الدوري و د. عبد الأمير العكيلي، القانون الدولي العام، ج 2 ، منشورات الجامعة المفتوحة، طرابلس، 1994 ، ص