أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2018
467
التاريخ: 19-1-2018
542
التاريخ: 19-1-2018
537
التاريخ: 19-1-2018
473
|
أسباب الحصار :
يعدّ قصد عماد الدين زنكي لبغداد سنة (526هـ) من أبرز الاسباب التي دفعت المسترشد بالله لحصر الموصل سنة (527هـ)، إذ هزم من قبل قوات الخلافة التي كان يقودها الخليفة بنفسه (1). وقد قوي نفوذ الخليفة المسترشد بعد أنتصاره، إذ قصده جماعة من الامراء السلاجقة وصاروا معه فقوي بهم (2) .
فضلاً عن ذلك ان الخليفة قد حصل على دعم السلطان مسعود وموافقته والدليل على ذلك ان الخليفة أعلم السلطان مسعود بقصده الموصل وحصرها، فلم يتخذ السلطان مسعود أي إجراء (3) .
وقد أرسل المسترشد بالله رسولاً الى عماد الدين زنكي برسالة فيها خشونة ، فقبض عماد الدين على رسول الخليفة المسترشد وأهانه ولقيه بما يكره، فأرسل الخليفة المسترشد بالله الى السلطان مسعود يعرفه الذي جرى من عماد الدين زنكي (4) فسار الخليفة المسترشد عن بغداد في النصف من شعبان في ثلاثين ألف مقاتل متوجهاً نحو الموصل (5) .
أما عماد الدين زنكي عندما علم باقتراب المسترشد بالله من الموصل فارقها في بعض عسكره وترك الباقي مع نائبه نصير الدين جقر (*) دزدارها والحاكم في دولته وأمرهم بحفظها (6) وسار الى سنجار، وكان يركب كل ليلة ويقطع الميرة عن العسكر ومتى ظفر بأحد من العسكر أخذه ونكل به (7). وكان لنائب عماد الدين زنكي أثر عظيم في الدفاع عن مدينة الموصل إذ حفظها أحسن حفظ ، وقام فيها المقام المرضي (8) .
ومن اجراءات زنكي أنه كان يرسل السرايا ليقطع الميرة عن عسكر الخليفة من كل ناحية، فقلت الميرة عن عسكر الخليفة وعزت الاقوات وصاروا شبه المحصورين (9) .
وقام زنكي بمحاولة لإرضاء الخليفة المسترشد بالله وإقناعه بالانسحاب من الموصل، إذ كاتب الخليفة المسترشد بالله " بأن نعطيك الاموال وأرحل عنا، فلم يجبه" (10) .
موقف أهل الموصل ورحيل المسترشد بالله :
نازل المسترشد بالله الموصل وقاتلها وضيق على من بها (11) وضاقت الامور بالعسكر أيضاً، وشعر أهل الموصل بالضيق من شدة الحصار (12). وكان أهل الموصل يدافعون دفاعاً عظيماً عن مدينتهم، حيث لم يصبهم الوهن والضعف ولا قلة ميرة ولا قوت (13). وتواطأ جماعة من الجصاصين بالموصل على تسليم البلد، فسعي بهم فأخذوا وصلبوا (14).
وبقي الحصار على الموصل وأهلها ثلاثة أشهر ولم يظفر منها بشيء ، فرحل عنها المسترشد بالله عائداً الى بغداد (15) . ويبدو أن السبب في عودته الى بغداد ما بلغه ان السلطان مسعود عزم على قصد العر اق ، وهذا ما أوجب مسيره وعودته الى بغداد (16) .
_________________
(1) ابن الجوزي، أبي الفرج عبد الرحمن علي (ت 597هـ)، المصباح المضيء في خلافة المستضيء ، تحقيق: ناجية عبد الله إبراهيم ، الطبعة الاولى، مطبعـة الاوقـاف، (بغداد ـ 1976) ، ج1، ص 596؛ ابن الاثير، الكامل، ج10، ص 678ـ679؛ ابن الوردي، تأريخ، ج2، ص 37؛ ابن واصل، جمال الدين محمد بن سالم( ت 697هـ)، مفرج الكروب في اخبار بني أيوب ، تحقيق: جمال الدين الشيال ، مطبعة جامعة فؤاد الاول ، ( مصر ـ 1953)، ج1، ص52؛ الدواداري، أبي بكر عبد الله بن ايبك (ت713هـ) ، كنز الدرر وجامع الغرر، تحقيق: صلاح الدين المنجد، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ( القاهرة ـ 1961)، ج6، ص 510؛ ابن العبري، مختصر الدول ، ص 203؛ الذهبي، دول الاسلام، ج2، ص 35؛ القلقشندي، مأثر الأنافة، ج2،26.
(2) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 5 ، الباهر، ص 47؛ ابن واصل، مفرج الكروب ، ج1، ص 52؛ ابن خلدون، العبر، ج3، ص 508.
(3) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 5؛ ابن خلدون، العبر، ج3، ص 508.
(4) ابن الاثير، الباهر، ص 47؛ ابن الاثير، الكامل، ج11، ص5؛ ابن واصل، مفرج الكروب، ج1، ص 52؛ ابن القلانسي، ذيل تأريخ دمشق، ص 239؛ ابن العبري، مختصر الدول ، ص 203.
(5) ابن الاثير ، الكامل، ج11، ص 5؛ ابو الفداء، المختصر، ج3، ص 7؛ ابن واصل ، مفرج الكروب ، ج1، ص 52؛ الكتبي، عيون التواريخ، ج12، ص 253؛ الذهبي، دول الاسلام، ج2، ص 35؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج12، ص 204؛ اليافعي، مرآة الجنان، ج3، ص 252؛ الحبوش، طاهر جليل، اوائل العرب عبر العصور والحقب، دار الكتب ، ( بغداد ـ 1991) ، ص 158.
(*) نصير الدين جقر: نائب عماد الدين زنكي بالموصل وسائر البلاد الشرقية، وكان مسؤولاً عن حفظ الموصل اثناء حصار الخليفة المسترشد بالله لها، قتل سنة 539هـ على يد الملك ألب أرسلان بن السلطان محمود بالموصل .
ابن الاثير، الباهر، ص 49، 70.
(6) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 6؛ ابن واصل، مفرج الكروب، ج1، ص 52؛ ابن العبري، مختصر الدول، ص 204؛ ابن خلدون، العبر، ج3، ص 508.
(7) ابن الاثير، الباهر، ص 47؛ ابن الوردي، تأريخ، ج2، ص 37.
(8) ابن الاثير، الباهر، ص 47.
(9) ابن الاثير ، الباهر ، ص 47.
(10) ابن الجوزي، المنظم، ج10، ص 30؛ الذهبي، دول الاسلام، ج2، ص 35؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج12، ص 204.
(11) ابن الاثير ، الكامل ، ج11، ص 6؛ ابن واصل، مفرج الكروب، ج1، ص 52؛ اليافعي، مرآة الجنان، ج3، ص 252.
(12) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 6؛ ابن العبري، مختصر الدول، ص 204.
(13) ابن الاثير، الباهر، ص 47؛ ابو الفداء، المختصر، ج3، ص 7.
(14) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 6؛ ابن العبري ، مختصر الدول، ص 204.
(15) ابن الاثير، الكامل، ج11، ص 6؛ ابن واصل، مفرج الكروب، ج1، ص 53؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج10، ص 30؛ الكتبي، عيون التواريخ، ج12، ص 253؛ الذهبي، دول الاسلام ، ج2، ص 35؛ ابو الفداء، المختصر، ج3، ص 7؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 12، ص 204.
(16) ابن الاثير، الباهر، ص 47؛ اليافعي، مرآة الجنان، ج3، ص 252؛ ابن خلدون، العبر، ج3، ص 508؛ العمري، منية الادباء، ص 54.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|