المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أوّل من أسلم  
  
3265   11:00 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة(عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص34-37.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

إنّ أُولى مفاخر الإمام علي (عليه السلام) في هذه المرحلة هو سبقه في الإسلام وتقدّمه، أو بعبارة أصحّ تجاهره بالإسلام القديم، لأنّه (عليه السلام) كان موحداً منذ نعومة أظفاره ولم يتلوث بالوثنية بتاتاً حتى يكون إسلامه عبارة عن الرجوع عن عبادة الأصنام كما هو الحال عند كافة الصحابة.

إنّ للسبق في الإسلام قيمة عوّل عليها القرآن الكريم وأشاد بها، وقد أعلن صراحة بأنّ للسابقين في الإسلام منزلة وقيمة هناك حيث يقول: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } [الواقعة: 10، 11] إنّ اهتمام القرآن الخاص بموضوع السبق في الإسلام والتقدّم فيه بقدر من الأهمية انّه عدّ الذين آمنوا قبل فتح مكة وقدّموا أنفسهم وأموالهم في سبيل اللّه أفضل من الذين آمنوا وجاهدوا بعد الفتح، فكيف بالذين آمنوا وأسلموا قبل الهجرة وفي السنين الأُولى من ظهور الإسلام هناك حيث يقول: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10].

 

والسبب في أفضلية إيمان المسلمين قبل فتح مكة في العام الثامن من الهجرة هو انّهم آمنوا في الوقت الذي لم يبلغ الإسلام ذروة عظمته في جزيرة العرب ولم يزل مركز الوثنيين وعبدة الأصنام ـ أي مكة ـ قائماً كقلعة صامدة والأخطار تهدد نفوس وأموال المسلمين من كلّ حدب وصوب.
صحيح انّ المسلمين كانوا بعد مهاجرتهم إلى المدينة وإسلام الأوس والخزرج والقبائل المتواجدة في أطراف المدينة يتمتعون بتقدّم وأمان نسبيين، وانّهم كانوا ينتصرون في كثير من نزاعاتهم العسكرية غير انّ الخطر لمّا يرتفع بعد بشكل كامل، فإذا كان الإيمان بالإسلام وتقديم النفس والمال في هذه الظروف يتمتعان بقيمة وتقدير خاص، فانّه سيكون للتجاهر بالإيمان والإسلام في بداية دعوة الرسول (صلى الله عليه واله)حيث لم تكن هناك قدرة غير قدرة قريش وسلطة غير سلطة الوثنيين قيمة أكبر وأكثر من ذلك بالتأكيد، ومن هنا كان السبق والتقدّم في الإسلام يعد مفخرة من المفاخر الكبيرة بين الصحابة.

 

وبهذا يتضح جيّداً مدى قيمة تقدم الإمام علي (عليه السلام) وسبقه في الإسلام.

أدلّة سبق الإمام علي وتقدّمه في الإسلام

إنّ أدلّة سبقه وتقدّمه في الإسلام كثيرة في الكتب الإسلامية لدرجة انّ سردها ونقلها جميعاً خارج عن نطاق هذا الكتاب وسعته، ولكنّنا نورد بعضاً منها على سبيل المثال:

أ: قد صرّح نبي الإسلام و قبل الكل بتقدّم علي (عليه السلام) وسبقه، وقال هو بين أصحابه:

أوّلكم وروداً عليّ الحوض أوّلكم إسلاماً علي بن أبي طالب» .

ب: قد نقل العلماء والمحدّثون: استنبئ النبي يوم الاثنين وصلى عليٌّ يوم الثلاثاء.

ج: يقول الإمام في خطبة القاصعة: «ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة».

د: ويذكر الإمام حول تقدّمه وسبقه في الإسلام بهذا النحو: «اللّهمّ إنّي أوّل من أناب وسمع وأجاب ولم يسبقني إلاّ رسول اللّه بالصلاة».

هـ: قال علي (عليه السلام) : «أنا عبد اللّه وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب مفترى، صلّيت مع رسول اللّه قبل الناس سبع سنين».

و: قال عُفيف بن قيس الكندي: «كنت في الجاهلية عطّاراً، فقدمت مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، فبينا أنا جالس عنده أنظر إلى الكعبة وقد تحلقت الشمس في السماء أقبل شاب كأنّ وجهه القمر حتى رمى ببصره إلى السماء فنظر إلى الشمس ساعة، ثمّ أقبل حتى دنا من الكعبة فصف قدميه يصلي، فخرج على أثره فتى كأنّ وجهه صفيحة يمانية فقام عن يمينه، فجاءت امرأة متلففة في ثيابها فقامت خلفهما، فأهوى الشاب راكعاً فركعا معاً، ثمّ أهوى الأرض ساجداً فسجدا معه، فقلت للعباس: يا أبا الفضل أمر عظيم! فقال: أمر واللّه عظيم! أتدري من هذا الشاب؟ قلت: لا، قال: هذا ابن أخي، هذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، أتدري من هذا الفتى؟ قلت: لا، قال: هذا ابن أخي علي بن أبي طالب، أتدري من هذه المرأة؟ قلت: لا، قال: هذه ابنة خويلد خديجة زوج محمّد هذا، وانّ محمداً هذا يذكر انّ إلهه إله السماء والأرض أمره بهذا الدين واللّه ما أعلم على وجه الأرض كلّها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة».

ويدلّ هذا النص بوضوح على أنّه لم يؤمن بدعوة نبيّ الإسلام في البداية وباستثناء زوجته خديجة سوى علي (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.