النموذج الثالث: النموذج المعيار في الدلالة التأويلية : كانز (1972) |
4730
10:37 صباحاً
التاريخ: 30-4-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018
526
التاريخ: 29-4-2018
9994
التاريخ: 25-4-2018
948
التاريخ: 21-4-2018
11458
|
تعد نظرية كاتز بنينة متسقة للأعمال الدلالية السابقة المندرجة في إطار تيار الدلالة التأويلية ، حيث وظيفة المكون الدلالي إسناد التأويل الدلالي الملائم للمتواليات التي يولدها التركيب من خلال المعلومات المركبة اساسا(1). وهذا التأويل الدلالي المسند الى البنيات التركيبية يتم في مستوى البنية العميقة وليس في مستوى البنية السطحية. فمعلوم ان للنحو بنيه عميقة وبنية سطحية تعالق بينهما التحويلات. ولكن لماذا يسند التأويل الدلالي في البنية العميقة؟
يمكن آن نلاحظ أن التحويلات في النظرية الدلالية لا تغير معنى المتوالية ( نعني المعنى العميق ) المولدة في البنية العميقة. واذا كانت التحويلات ، باعتبارها حلقة وصل بين البنية العميقة والبنية السطحية، لا تغير المعنى، فمعنى ذلك ان التأويل الدلالي يسند الى البنية العميقة وليس الى البنية السطحية ، اي ان التأويل الدلالي يسند قبل انطباق التحويلات. من
ص72
أمثلة التحويلات ما يعرف بتحويل البناء للمجهول ، إذ تعد الجملة " ضرب زيد " مشتقة من البنية المبنية للمعلوم "ضرب س زيدا " حيث "س" مجهول فهاتان الجملتان المرتبطتان بقاعدة تحويليه ترجعان الى بنية دلالية واحدة رغم أن الأولى مبنية للمجهول والثانية مبنية للمعلوم، اي رغم اختلاف سطحا. وقد بينت بعض الأعمال اللاحقة ان بعض الظواهر السطحية الصوتية قد تسهم في التأويل الدلالي، ومن ذلك الظواهر النبرية والتنغيمية (انظر جاكندوف (1972)).
لنرجع الى كاتز (1972). ان للجمل ، في هذا التصور، تمثيلات دلالية ، ويتم إسناد هذه التمثيلات إلى الجمل على أساسين :
- تحديد الخصائص المعجمية للوحدات المكونة للجملة (وهذا ما سمي فى نموذجي (1963) و (1964) بالقاموس ) ،
- عمل قواعد الاسقاط على ضم (أو ملغمة) معانى هذه المكونات من اجل اعطاء القراءة ( او القراءات) الدلالية للجمل.
ويتم الحصول على قراءة دلالية سليمة للجمل حين تتوافق التخصيصات المعجمية للوحدات المكونة للجمل. والعنصر الحاسم في عملية الضم هو قيود الانتقاء. فهذه القيود تسمح ببعض الملغمات لإنتاج قراءات دلالية، وتمنع ملغمات أخرى نظرا إلى غياب أية قراءة، للبنيات المقصودة. واذا خرقت قيود الانتقاء اعتبرت الجملة شاذة أو منحرفة .
ومن الانتقادات التي وجهت الى هذا التصور انه سيترك التراكيب المجازية بدون قراءة دلالية. فهذه النظرية مبنية على المعاني " الحقيقية " ، وتحتاج إلى أن تغنى بقواعد اضافية تتنبأ بنشوء البنيات المجازية (انظر غاليم ( 1987). لننظر إلى التركيبين التاليين:
(1) أ - كلمني ثعلب اليوم في الكلية
ب - تزوج زيد قرا
هذان التركييان لن يتمتعا بتأويل دلالي في إطار نظرته كاتز . فالتأويلان اللذان سيسندان اليهما سيقولان إن " الثعلب (الحقيقي ) كلمني، وان " زيدا تزوج القمر (الحقيقي)،. وهذان المعنيان غريبان كما نرى - وغرابتهما أن "كلم" و "تزوج" لا يحترمان قيود انتقاء كل منهما، بما آنهما يشترطان في الكيانين سمة ( +انسان ) و" الثعلب" و القمر لا يملكان هذه السمة. فهل معنى هذا أن المتكلم لا ينتج هذا النوع من الجمل ؟ لا يمكن أن نكذب المعطيات ونثق في النظرية. ولذلك على النظرية الدلالية أن تتنبأ بهذا النوع من البنيات، بما ان هذه النظرية تسعى إلى وصف القدرة اللغوية، والمجاز جزء من قدرة المتكلمين اللغوية. فهذه ألمعطيات ليست شاذة، عكس ما تتنبأ به النظرية.
ص73
يحدد كاتز الشذوذ الدلالي كالتالي :
(2) يكون المكون شاذا دلاليا اذا لم تسند اليه اية قراءة .
(اي ان مجموع القراءات المسندة اليه يساوي صفرا ) .
هذا التحديد لا يصدق ، كما نعلم ، على الجملتين (1أ – ب ) . فهاتان الجملتان تحصلان على تأويل دلالي انطلاقا من معنى " حقيقي " تضاف اليه قاعدة مجازية تجعلنا نتوسع في سمة (+انسان) كي تصبح (+حيوان) ، او التوسع في سمة (+حيون) لتصير مجازيا (+ انسان) . ( هذا بالنسبة للبنية (1أ) . وكذلك نقول " تزوج زيد قمرا " فنعني بها "تزوج امرأة جميلة " فتتوسع في معنى "قمرا" اذ نضيف اليه سمة (+انسان) . وعلى النظرية ان تصوغ القواعد التي تتنبأ بهذه التوسعات الدلالية .
يتضمن المدخل المعجمي ، في نظرية كاتز ، مجموعة متناهية من المتواليات ، وتتشكل كل متوالية تبعا للنظام التالي:
- متوالية فرعية من السمات التركيبية،
- متوالية فرعية من السمات الدلالية؛
- مميزات (distinguisbers)؛
- قيود انتقائية.
ويمكن ان ننظر الى المداخل المعجمية في صورة شجرة تتجلى فيها كل متوالية في شكل قرع جذره المدخل المعجمي المقصود . ومثال ذلك :
اذن ، هناك سمة الاسمية باعتبارها سمة تركيبية، وهناك السمات الدلالية الموجودة بين قوسين ، وهناك المميزات الموجودة بين معقوقين ،واخيرا هناك القيود الانتقائية الموجودة بين زاويتين < ن1... ن4> .
يمكن أن ننظر إلى هذه الشجرة باعتبارها تتضمنن مسارات ، أي طرقا متعددة يمكن نهجها. وكل مسار تام من مسارات هذا المدخل المعجمي (اي كل متوالية من هذا النمط من الرموز: سمات تركيبية، دلالية، مميزات ، قيود انتقاء) يمثل معنى الوحدة المعجمية المعنية. وتسمى هذه المسارات قراءات.
ويمكن ان نمثل لقراءة (جاسوس) من خلال الشجرة اعلاه كالتالي :