المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الشتم حرام
24-6-2019
سم النحل
9-6-2016
عمق اﻟﻤﺠال depth of field
5-8-2018
جرد الاوراق المالية Investments Valuation وتقويمها عند الجرد
1-4-2022
من هو مؤمن آل فرعون ؟
10-10-2014
عهد خزاعة وظهور عمر بن لحي.
2023-06-15


المقاربة البيئية  
  
2250   01:15 مساءً   التاريخ: 29-4-2018
المؤلف : عبد المجيد الجحفة
الكتاب أو المصدر : مدخل الى الدلالة الحديثة
الجزء والصفحة : ص53- 56
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /

 

برزت في، مقابل الواقعية النفسية (أو المقاربة النفسية) واقعية أخرى، وهي الواقعية البيئية. ويموقع هذا الطرح الجزء الأكبر من المعنى خارج اللغة ويعلل غبسن (1979) Gibson الواقعية البيئية انطلاقاً عن دراسته لسيرورات الإدراك عند الحيوان تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها. فجل المعلومات التي يستخدمها الحيوان في عيشه توجد في المحيط أو البيئة، وذهن الحيوان لا يحتاج الى القيام بعمل كبير لإدراك الأشياء والحالات التي تتواجد حوله (أي إعطائها معنى). فالكائنات تعيش كلها في واقع غير متجانس، ولكنها تختلف في إمكان (وليس في طريقة) تعاملها مع هذا الواقع.

1 - الألوان والمساحات غبسن

من دراسات غبسن المشهورة الدراسة التي تناول فيها مشكل إدراك الألوان (كما تناول كل مشاكل الإدراك عموماً)، من وجهة نظر بيئية. ومشكل إدراك الألوان لم يكن سوى جزء من مشروع غبسن الضخم حول البصر عن الناحية الفيزيائية واللغوية، على اعتبار ان البصر يعد أهم جهاز إدراكي ننفذ بواسطته الى البيئة التي نعيش فيها. وقد حاول أن يوضح أن إدراك الألوان وبناء معانيه في اللغة لا يرتبط بهذه الأخيرة بقدر ما يرتبط بعوامل خارجية مرتبطة باللون في حد ذاته، ويظاهره اللون بالخصائص. وينبغي ألا نعزل هذا عن المشكل القائم عند التأليفيين (وهم ذوو تصور نفسي عموما) بخصوص الألوان. فالأحمر، مثلا غير قابل لأن يُجزأ الى سمات دلالية ينتج عن ضمها معنى لفظ "احمر". وهذه السمات تجعل "أحمر" تختلف عن "أخضر" مثلا، بنفس الطريقة التي تسهم بها السمات في جعل معنى "امرأة" يختلف عن معنى "رجل"، وذلك بالنظر الى تغير سمة [+ ذكر]. وقد بين غبسن أن إدراك ألوان المساحات، عند الإنسان وبعض الحيوانات، أهم من إدراك ألوان أحداث معينة

ص53

مثل قوس قزح أو الغروب، لأن لون المساحة يخبرنا بالمظاهر البيئية الحاسمة في عيشنا، مثل لون الفاكهة الناضجة في مقابل لون الفاكهة غير الناضجة. ويعتقد غبسن أن لون المساحة التي ندركها غير مفصول عن المادة المكونة المساحة، وأن لكل مساحة لوناً يرتبط بها تماما كما أن لها مادة تتكون منها، إن خاصية اللون هي خاصية توزيع نسبة مُعامل انعكاس مختلف موجات الضوء التي ترتطم بالمساحة. ولهذا، فإن لون أية مساحة كيفما كانت ليس لونا مطلقاً، بل إنه نسبي بالنظر الى كون المساحات مجاورة أو موجودة في مكان مستقل أو عال أو جانبي. ونسبة الانعكاس بالنسبة لمساحة معينة لا يتم تخصيصها إلا في علاقتها بنسب انعكاس مساحات أخرى توجد في نفس الصورة المدركة العامة.

وبهذا، فإدراك اللون لا يختلف عن إدراك المساحات. فنسبة المادة (= مادة المساحة) يمكن ان تزودنا بمعلومات حول التدرج والمسافة، والانقطاعات في المادة تزودنا بمعلومات حول تغيرات المساحات. ومعلوم أن لون المساحة يزودنا أيضاً بمعلومات حول تغيرات المساحة. فتغيرات اللون والمادة تتناغم عموماً، وبذلك تعطي معلومات حشوية، بما أن ما يعطيه هذا يعطيه الآخر أيضاً. وهذا أمر يدعو الى التفكير، كما يدعو الى الكف عن الاعتقاد ان اللون مقولة مختلفة عن المادة، وأننا مزودون بآليات إدراكية تقيم هذا الفرق وتعززه.

وإذا صح هذا، فإن إدراك الألوان والمساحات المكونة للأشياء لا يعكس ما يوجد في اللغة، بما أن هذه الأخيرة تفرق بين اللون والمساحة. ويعني هذا، في العمق، أن آليات الإدراك البصري لا " تشتغل " بما تمليه المعاني في اللغة.

2 - إدراك المعنى ومعنى الإدراك

تحاول بعض النظريات الدلالية ان نستدل على أن ما يدرك لا معنى له في حد ذاته(1)، وأن المعنى يُضاف، يوجه من الوجوه، الى هذه الأشياء " الغريبة غير المسماة " عبر المعرفة و / أو الذاكرة، وهذا الموقف دافع عنه بيركلي في مقال له بعنوان " نحو نظرية جديدة المبصرة (2). فقد ذهب الى ان الاشياء التي نراها لا يُعطاها معنى إلا عبر ربطها بالأفكار الحقيقية للأشياء التي أدركناها من قبل. وقد اتبع أفكار بيركلي عدد البنيويين وغيرهم. فقد اعتقدوا ان الأشياء التي نبصرها لا معنى لها، أو هي في أحسن الأحوال ذات معنى إلا أنه غير

ص54

كاف، وأن المعنى ينبغي أن يضاف من قبل المدرك سواء عبر سيرورات ذهنية مثل الاستنتاج غير الواعي، أو عبر ضم ما نرى الى تذكرات تخص تجارب سابقة. وبهذا يعتقد أن ما يحفز إدراكنا مادي، أما المعنى فذهني. وفي هذا الإطار، تعد نظرية غبسن مختلفة جذرياً. فقد وضع غبسن نظرية سماها نظرية "الحاجات" (affordances)(3). إن البيئة، برأي غبسن، يمكن ان توصف من خلال المساحات التي تفصل باقي المواد عن الغلاف الذي تعيش فيه الحيوانات ومن خلال ما " تحتاجه " الحيوانات في اتصالها وسلوكها، مثل الأكل والماء والنار والحيوانات الأخرى والأشياء، وهلم جرا. ولكن، كيف يمكن أن نمر من المساحات الى " الحاجات " ؟ إذا كانت توجد معلومات في الضوء بالنسبة للمساحات (ما دمنا ندرك المساحات من خلال انعكاس الضوء، فنميز قربها او انفصالها أو اتصالها أو لونها،... إلخ )، فهل يستنتج من هذا ضرورة وجود معلومات في الضوء بالنسبة للحاجات ؟ يجيب غبسن بالإثبات، ويوضح ان تركيب المساحات وتكوينها يشكل ما تحتاجه الحيوانات، بحيث إن إدراك المساحات هو نفسه إدراك " الحاجات ". وبهذا المعنى يمكن اعتبارهم قيم ومعاني الأشياء خارجية عن المدرك.

يقول غبسن: " إن " حاجات " البيئة هي ما تمنحه وتبينه الطبيعة للحيوان، إنها ما تزوده به سواء أكان نافعاً أم ضاراً. [...]. إن لفظ " حاجات "، الذي قمت بوضعه، أعني به ما يحيل على كل من البيئة والحيوان بطريقة لا يمكن اللفظ آخر أن يعبر بها. إنه يستلزم تكامل الحيوان والبيئة ". ومن الأمثلة التي يسوقها غبسن عن " الحاجات " أن الصور العامة المختلفة تتيح سلوكات مختلفة عند مختلف الحيوانات. " هذا الأمر بصدق حتى داخل الجنس الواحد، فالكرسي الصافي لا يمثل شيئاً واحداً عند الطفل وعند البالغ، لما يتيح الجلوس للبالغ قد لا يتيحه للطفل.

وبالنسبة للأجناس، يوضح غبسن أن مفهوم البيئة الملائمة، أو نمط الحياة عند جنس معين، يمكن فهمه بوضوح باعتباره مجموعة من " الحاجات ". وهذا المفهوم لا يمكن فهمه إلا في سياق فهم التبادل بين الكائن الحي والبيئة. يقول: " هناك أمر مهم بخصوص " حاجات " البيئة، وهي أنها موضوعية وحقيقية وفيزيائية، بخلاف القيم والمعاني التي يُفترض دائما أنها ذاتية وذهنية. إلا أنه، في الحقيقة، ليست " الحاجة " خاصية ذاتية، وليست خاصية موضوعية. فنقل إنها كلاهما، إذا أردنا. إن " الحاجة " تعزل ثنائية الموضوعي – الذاتي وتساعدنا على فهم عدم كفايتها وعدم ملاءمتها"(4).

ص55

مما لا شك فيه أن موقف غبسن من المعنى المبني على مقاربة البيئية للإدراك البصري موقف جذري. وليس كل من دافعوا عن هذا التصور جذريين بنفس درجة غبسن، ومن بين الذين دفعوا عن التصور البيئي بوتنام (1979) في مقاله المشهور (معنى المعنى)، إذ ذهب الى أن جزءاً كبيرا من المعنى يوجد في العالم الخارجي، وقليل منه فقط يوجد في الذهن. ومن هنا برزت واقعية جديدة تنظر الى المعنى باعتباره ناتجاً عن ذلك التفاعل بين المتكلم والبيئة التي يعيش فيها. وإذا كان بوتنام يفترض أن المعنى موجود في التفاعل القائم بين المتكلم وبيئته، فإننا نجد تيارات بيئية أخرى تعطي الأولوية " للدلالة الخارجية للغة وعلاقتها بالعالم الموصوف لا بالذهن الواصف. الجمل لا تُصنف طبقاً للأفكار التي تعبر عنها، ولكن طبقا لوصف الكيفية التي توجد عليها الأشياء. ونظرية النماذج الماصدقية تعتبر تطويراً لهذه الاستراتيجية (5).

فعوض ان يتجه البحث الى الكيفية التي يؤول بها المتكلم العالم الخارجي ويتصوره به – وهو منحى التيار النفسي، نجد التيار المغالي في البيئة يتجه نحو الكيفية التي توجد عليها الأشياء في العالم الخارجي. ومعلوم أن التيار النفسي ينظر الى كيفية وجود الأشياء في العالم باعتبارها جزءاً من تصورنا للعالم، ولا يعتبرها مفارقة لنا ولتصورنا. فالعالم الخارجي لا يمكن، بحسب هذا التصور، أن يوجد خارج اللذات المدركة وخارج إمكاناتها الذهنية.

_____________

(1) اعتمدنا في تقديم نظرية غبسن، على غبسن (1992)، وهافن (1992).

(2) بيركلي فيلسوف إيرلندي (1685-1753) كان يعادي فكرة المادة، ويخرج واقع العالم الجسدي الفيزيائي على الإدراك الذي لدينا بصدده. ومن أقواله المشهورة: " الكائن هو الكائن المدرك ". كما كان يعتبر الأشياء المدركة معطاة من عند الله، وبذلك فهي تشكل الخطاب المنسجم الذي تفرضه القادرة الإلهية على العقل البشري.

(3) يطرح هذا المصطلح عددا من المشاكل. وينبغي فهمه في اعتباره اللغوي فحسب. وفي الحقيقة فهذا المصطلح يطرح مشكلا حتى في لغته الأصلية، فهذا الاسم غير موجود في الإنجليزية، بخلاف الفعل – والاسم من وضع غبسن نفسه.

(4) غبسن (1979)، ص 127، عن ماغن (1992).

(5) الفاسي الفهري (1935)، اللسانيات واللغة العربية، ج2، س 213 وانظر باروا زوبري (1984).

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.