أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2018
1701
التاريخ: 29-4-2018
1153
التاريخ: 25-4-2018
829
التاريخ: 28-4-2018
765
|
تستفيد القواعد التقليدية كثيرا من مفاهيم الفاعل والمفعول (وكذلك من التمييز بين المفعول به الاول والثاني [في الانكليزية غير المباشر والمباشر على التوالي]). ويستند هذا الاستثمار الى حد كبير على التمييزات الشكلية بين العبارات الاسمية ضمن جملة مثل: اعطى جون بل كتابا، حيث يكون جون فاعلا، وبل مفعولا به اولا، وكتابا مفعولا به ثانيا. وتعرف هذه الاقسام بموقع الاسم بالنسبة للفعل ولغيره من الاسماء. وفي اللاتينية، توسم هذه العلاقات القواعدية، كما تسمى عادة، بالتصريف - inflection بالحالة (بمفهوم الحالة التقليدي وليس بالمفهوم الفلموري)، فيكون الفاعل في حالة الرفع، والمفعول به في حالة النصب، الخ...
ص155
ان هذه العلاقات القواعدية مهمة ايضا عندم ننظر في تصنيف البناء (المعلوم والمجهول) في كثير من اللغات. فاذا قارنا الجملتين
John played the piano
The piano was played by john
فمن الواضح ان the piano مفعول به في الجملة الاولى ونائب فاعل في الجملة الثانية المجهولة [تستعمل الانكليزية كلمة Subject مقابلة لكل من فاعل، نائب فاعل، مبتدأ]. اما الاسم ؟ John فهو فاعل في الاولى ويرد في تعبيره الجر في الثانية. واعتمادا على السليقة، يمكن القول ان مفعول الجملة المعلومة يصبح فاعل الجملة المجهولة، في حين ان الفاعل يتحرك الى موقع معين في عبارة الجر. وبلغة البنى العميقة، نعتبر جون الفاعل العميق والبيانو المفعول به العميق، ونسمح للقوانين التحويلية بأن تضعها في مكانها الصحيح (والمختلف) في البنى السطحية للجمل المعلومة والمجهولة (على الرغم من ان الفاعل والمفعول في الجمل المعلومة يرد ان في نفس الموقع في البنيتين العميقة والسطحية).
هناك على كل حال بعض التعقيدات. ففي الانكليزية نلاحظ ان المفعول الاول قد يصبح نائب فاعل الجملة المجهولة كما في: Bill was given a book by John. كما قد يصبح المفعول الثاني نائب الفاعل: A book was given to bill by John اضافة الى هذا، نجد جملا مثل: The old man is looked after by his daughter (الترجمة الحرفية: يرعى الرجل العجوز من قبل ابنته).
اذ عبارة the old man في هذه الجملة ليست بالضبط مفعول الجملة المعلومة، لكنها مسبوقة بحرف الجر after الحل ها هو ان نعتبر look after فعلا مفردا. على كل حال، يتوجب تهيئة بيانات خاصة للجمل من هذا النوع. وعموما فأن القانون التحويلي الذي يتضمن حركة الفاعل والمفعول به لايزال
ص156
قائما.
وطالما تستعمل اللفظتان فاعل عميق ومفعول عميق لمعالجة العلاقات الشكلية من هذا النوح فليست هناك مشكلة حقيقية. غير انه قد يكون من المغري ان نرى الفاعل العميق هو الذي فعل الفعل، وان المفعول العميق هو الذي تحمل الفعل. وقد استعمل بعض اللسانيين الفاظ المنفذ actor والهدف goal لهذا التمييز. وهناك على كل حال بعض المصاعب اذا حاولنا تعريفها بألفاظ دلالية اذ ليس صحيحا اننا نستطيع دائما ان نعتبر فاعل الفعل المتعدي ذلك الذي يعمل شيئا ما. ففي الانكليزية كثير من افعال الثبات التي لا تدل على التحرك كما في: انا احب البوظة، او حتى في: انا أرى الاولاد. الواقع اننا في بعض هذه الافعال لا نستطيع عادة ان نسأل: ماذا عمل ؟ (على الرغم من ان هذا، بخلاف ما قاله بعض اللسانيين، ليس اختيارا واضحا جدا كما يحكم القارئ بنفسه على الفعلين يحب ويرى). وقد يثنينا هذا النوع من الافعال عن محاولة تعريف (منفذ) بألفاظ دلالية. ولكن حتى مع افعال التحرك فمن غير الواضح ان بوسعنا تحديد المقصود بـ منفذ. ويقتبس هالدي (1970)، مثالا لـ منفذ، لفظة الجنرال ليثول في جملة: الجنرال ليثول ربح الحرب. ولكن بأي مفهوم هو منفذ ؟ هل اطلق أية بنادق ؟ قتل اي عدو، تقدم الى خطوط العدو، ام انه اكتفى بالجلوس في موقعه لتوجيه جنوده في المعركة ؟ نستطير بالتأكيد ان نقول انه دلاليا لم يكن منفذا، بل مشرفا.
وعلى الرغم من غياب أية تعاريف دلالية واضحة لهذه العلاقات القواعدية، فإن اولئك الذين تبنوا القواعد العلائقية قالوا ان هذه العلاقات عمومية وخاضعة لبعض القوانين (على الرغم من اننا تكلمنا عن الفاعل العميق والمفعول العميق، فان ذلك كان مجرد وصف عابر يختص بالإنكليزية ولم يجد تشومسكي عمليا اية تبريرات لاستعمال هذه الالفاظ). احد الآراء الرئيسة ان الاختلافات الشكلية بين الجمل المعلومة والمجهولة تتباين جذريا في اللغات
ص157
المختلفة. وعلى الرغم من ان لمعظمها تحويلات تتضمن حركة العبارات الاسمية، فان الحركات مختلفة من لغة الى اخرى، في حين ان لغات اخرى لا تحرك التعبيرات الاسمية البتة. في الهندي مثلا، تتغير صيغة الفعل بدون تحريك الاسماء. وبلغة الفاعل والمفعول فقط، نستطيع ان نضع أية بيانات عمومية حول المعلوم والمجهول. ومهما تكن الاختلافات الظاهرة بين اللغات المتعددة، فان مفعول الجملة المعلومة في جميع الاحوال، يصبح نائب الفاعل للجملة المجهولة، في حين يقف فاعل الجملة المعلومة في مكان آخر.
ان معظم الآراء المطروحة لصالح القواعد العلائقية ذات طبيعة نحوية وفنية، وتنتظم لغات كثيرة، ولا يمكن متابعتها هنا. ولكن يبدو عموما، ان مفاهيم مثل الفاعل والمفعول مفيدة في الكثير من اللغات. على اية حال، هناك بعض اللغات التي يبدو ان لها نظاما مختلفا للعلاقات القواعدية. ومن اوضح الحقائق عن الفاعل والمفعول في بعض اللغات كالإنكليزية ان بعض الافعال، اي المتعدية، تأخذ فاعلا ومفعولا (يضرب جون بل)، في حين ان غيرها، اي الافعال اللازمة، تأخذ فاعلا فقط (يسقط جون). وفي اعتبارنا للتعبيرة الاسمية في جملة الفعل اللازم فاعلا، فأننا نطابقه طبعا بألفاظ علائقية. بفاعل الفعل المتعدي. والتبرير موجود في سمات اللغة (موقع قبل الفعل في الانكليزية وحالة الرفع في اللاتينية (وموقع بعد الفعل في العربية]). غير ان، هناك بعض اللغات المسماة باللغات اللازمة ergative [نسبة الى الفعل اللازم] في مثل الباسك والاسكيمو والجورجية، التي تكون فيها التعبيرة الاسمية، المصاحبة للفعل اللازم [اي فاعل الفعل اللازم] مطابقة [في حالتها] لما قد. نعتبره مفعولا به للفعل المتعدي. في هذه اللغات، تتطابق حالتا فاعل الفعل: اللازم ومفعول الفعل المتعدي. اما فاعل الفعل المتعدي فيكون في حالة مغايرة. (ان لفظتي فاعل ومفعول غير دقيقتين هنا لأن النقطة الاساسية في.
ص158
اللغات الفاعلية هي ان هذه الالفاظ غير ملائمة لها ويمكن فقط تفسيرها بالإشارة الى اللغات المتعدية كالإنكليزية [والعربية]) مثال من الباسك:
gizonak jo du chakurra
ضرب الرجل الكلب.
gizona dator
جاء الرجل.
نلاحظ ان كلا من chakurra في الجملة الاولى و gizona في الجملة الثانية في خالة رفع [بالمفهوم اللاتيني]، في حين ان gizonak في الجملة الاولى تسمها اللاحقة – k باعتبارها في حالة فاعلية.
هناك بعض اللغات مثل اللغات السامية، ذات الوسائل الشكلية لوسم التسبب. ففي تغرينيا (في الحبشة) زكر تعني تذكر وأزكر تعني ذكر، حيث البادئة أ - تسم التسبب [اي جعل الشخص -]. وهذا مهم لنا لان التمييز المقصود يتوافق احيانا مع التمييز بين اللازم والمتعدي في الانكليزية.
فالاختلاف بين لبمفهومين اللازم والمتعدي للفعل bounce (يثب، يجعله يثب) في الانكليزية موجود في الصيغتين الاساسية (غير التسببية) والتسببية للفعل.
وتستعمل الفرنسية ولغات اخرى كثيرة، بطريقة مشابهة، فعلا بمعنى يعمل او يجعل: الفعلان اللازم والمتعدي Cook في الانكليزية [يمكن ترجمتها حرفيا الى العربية بلفظتي ينطبخ ويطبخ على التوالي].
ويذهب بعض اللسانيين الى ان بالإمكان معالجة تمييز التعدية بموجب
التسبب، باعتبار الصيغة المتعدية تسببية للصيغة الاساسية غير المتعدية. فجملة: جون دق الجرس، تفسر بأنها: جون جعل الجرس يدق. وبتوسيع هذه الفكرة: جون قتل بل، جون جعل بل يموت [الترجمة الحرفية من الانكليزية: جون سبب لبل ان يموت ]. الا ان ثمة اعتراضات على ذلك.
ص159
اولا، يوجد فرق بين هذا التحليل الدلالي البحث (للإنكليزية) والسمات: الشكلية للتغرينية والفرنسية (على الرغم من ان هذا قد لا يغيظ دعاة الدلالية التوليدية). ثانيا في اللغات صيغ تسبب للمتعدي كما فيها للازم.
ففي تغرينيا سبر تعني كسرو اسبر تعني جعل شخصا ما يكسر شيئا ما، في حين: ان كلا من التغرينية والايطالية تترجمان الفعل الإنكليزي show (يُري) الى: يجعل شخصا ما يرى. اضافة الى هذا، يبدو ان ليس هناك محفز واضح لاختيار اللازم او المتعدي صيغا غير تسببية و أساسية.
وخلافا لما سنتوقعه في مناقشاتنا للإنكليزية، فان التغرينيا لا تعامل الفعل (كسر) اللازم اساسيا، والفعل المتعدي المشتق منه تسببيا. فاللازم في الواقع مبين بصيغة فيها بادئة مجهولة - tasabre وهي لا تربط بين يموت ويقتل بموجبة التمييز الشكلي. الاغرب من هذا، يبدوان يقتل في اليونانية الفصيحة اكثر اساسية من يموت، اذ يمكن للإنسان ان يموت بوساطة شخص ما، مما يوحي بأن يموت هي الصيغة المجهولة لـ (يقتل) بدلا من أن تكون (يقتل) الصيغة التسببية لـ يموت.
اضافة الى ذلك، هناك درجات للمعقولية في التحليل التسببي للأفعال الانكليزية. فالتحليل التسببي لـmarch (يسير، يُسيِّر) في: سير العريف الجنود الملتحقين.
اكثر تقبلا من تحليل مشابه للفعلين المتعديين يدق ويقتل. من الواضح ان الجنود قاموا فعلا بالعمل اي بالمسيرة، وان العريف هو الذي سبب لهم ان يقوموا بذلك. لكن الاجراس المقرعة والاشخاص المقتولين لا يقومون فعلا بعملية الدق والموت تحت التسبيب. وسيكون التحليل التسببي للمتعدي يضرب اقل اثارة، اذ على الرغم من اننا قد نعيد صياغة الامثلة الاخرى: جود سبب للجرس ان يدق، جون سبب لبل ان يموت، فليست هناك اعادة صياغة لـ: جون ضرب بل - جون سبب يبل ان - (؟)
ص160
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|