
الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
كاميرات تراقب بدقة وعيون تدعو بصمت.. كربلاء تدخل موسم عاشوراء تحت مظلة الذكاء الاصطناعي
المصدر:
imamhussain.org
05:23 مساءً
2025-07-05
48

عند إحدى بوابات المدينة القديمة، يتوقف الزائر لحظات تحت شعاع كاميرا صغيرة الحجم، لكنها كبيرة في مهامها، لا يعلم أنه في تلك اللحظة بالذات، هناك عين إلكترونية تعرفه، وتسجل ملامحه، وتدرجه ضمن سيل بشري تمت قراءته مسبقا ضمن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لتبدأ منظومة أمنية معقدة في العمل بصمت.
الزيارة تحت الرقابة الرقمية
قسم حفظ النظام في العتبة الحسينية المقدسة، أعلن عن تشغيل أكثر من (2000) كاميرا مراقبة، موزعة على محيط المدينة القديمة والصحن الحسيني الشريف، تعمل جميعها وفق تقنيات متطورة للتعرف على الوجوه، واحتساب الكثافة البشرية، ومراقبة حركة الزائرين لحظة بلحظة.
ويقول رئيس القسم المهندس رسول فضالة، "شكلنا غرفة عمليات مشتركة، وفعلنا نظام مراقبة ذكي لا يعتمد فقط على الكاميرات، بل على منظومة تحلل البيانات في الزمن الحقيقي، وتستجيب لأي طارئ خلال ثوان".
وفي العمق، هناك فريق مختص في الأمن السيبراني يتولى حماية هذه الشبكة من أي اختراق، في معركة رقمية لا تقل حساسية عن مشهد الزحام الحسيني.
تجربة زائر.. وطمأنينة لا تشترى
ليث كاظم، زائر من الناصرية، يتأمل السماء ثم يبتسم قائلا "أنا لا أفهم في الكاميرات ولا في الذكاء الاصطناعي، لكنني أفهم أني أشعر بالأمان وهذا يكفيني".
أما أم حسين، التي جاءت من النجف مع بناتها، فقد عبرت ببساطة عن الفرق قائلة "التنظيم هذا العام يختلف تماما، حتى الأطفال يشعرون بالراحة، لا تدافع، ولا قلق، والعيون تسهر من أجلنا".
ليس مجرد أمن.. بل إدارة حشود بذكاء
التقنيات المستخدمة لا تقتصر على المراقبة، بل تم تعزيز الأبواب بأجهزة تفتيش متطورة، وسونارات قادرة على كشف الأجسام الغريبة بدقة عالية، فضلا عن كاميرات خاصة تقوم بعد الزائرين وإرسال بيانات مباشرة إلى غرفة العمليات.
تقول إدارة العتبة إن الهدف ليس فقط ضبط الأمن، بل إدارة الزخم وتوجيه حركة الجموع بحيث لا ترهق ولا تفاجأ، في موسم هو الأشد كثافة على مدار العام.
الذكاء في خدمة العزاء
في هذه المدينة التي تسير بخطى الحزن إلى الطف كل عام، يبدو أن التقنية لم تفقد الطقس روحه، بل منحته مزيدا من النظام والسكينة، فحتى الذكاء الاصطناعي، في كربلاء، بات يدار بقلب حسيني.
بين دعاء يهمس في الزحام، وكاميرا تقرأ ملامح زائر ربما بكى قبل أن يمر، تظل كربلاء تعطي درسا آخر بأن التكنولوجيا يمكن أن تحرس الإيمان، ما دامت تنتمي إلى نية الخدمة، وصدق الولاء.