الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الرازي المؤرخ
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص832-841
22-2-2018
7079
هو أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى (1) الرازيّ، ولد في عاشر ذي الحجّة من سنة 274(26/4/٨٨٨ م) . و قد سمع أبو بكر الرازي هذا من أحمد بن خالد (2) و قاسم بن أصبغ و غيرهما. و كانت وفاته في ثاني عشر رجب من سنة 344(١/١١/ 955 م) .
كان أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ واسع الحفظ للأخبار فعرف باسم «المؤرّخ» و «بالتاريخيّ» لكثرة اشتغاله بالتاريخ. و كان أيضا متميزا بالجغرافية أديبا و شاعرا و لغويّا و نحويّا؛ و مؤلّفا مكثرا، له: أخبار ملوك الأندلس و كتّابهم و خططهم (الوافي بالوفيات ٨:١٣١) -كتاب أنساب مشاهير أهل الأندلس (خمسة أجزاء) ، و يسمّى الاستيعاب (الحلّة السيراء 1:245) -كتاب صفة قرطبة و خططها و منازل العظماء بها-كتاب كبار الموالي الأندلسيّين أو أعيان الموالي-أخبار عمر بن حفصون-أخبار مروان بن عبد الرحمن الجلّيقي-أخبار بني قسي و التُجيبيّين و بني الطويل و الثغر (و لعله كتاب الموالي) هذه الكتب لم تصل إلينا، و لكنّ المؤرخين المتأخّرين نقلوا منها في كتبهم نتفا كثيرة.
مختارات من آثاره:
- قال أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ في نسب عبيد اللّه الملقّب بالمهديّ أوّل ملوك الشيعة في المغرب (الحلّة السيراء ١:١٩٠) :
و اختلف الناس في نسب عبيد اللّه. فقال قوم: هو عبيد اللّه بن محمّد بن اسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب[عليهم السلام]. قال: و أخبرني الثقة عن أبي القاسم أحمد بن اسماعيل الرّسيّ الحسني أنّه قال: باللّه الذي لا إله إلاّ هو، ما عبيد اللّه منّا. و لا أقول هذا لما فعل، فقد فعل من لا يشكّ في نسبه أكثر من فعله و أشنع (3).
- و قال في وصف الأندلس (نفح الطيب ١:١٢٩-١٣١) :
بلد الأندلس هو آخر الإقليم الرابع (4) إلى المغرب. و هو عند الحكماء بلد كريم البقعة طيّب التربة خصب الجناب منبجس بالأنهار الغزار و العيون العذاب (5)، قليل الهوام (6) ذوات السموم، معتدل الهواء و الجوّ (7) و النسيم، ربيعه و خريفه و مشتاه و مصيفه على قدر من الاعتدال. . . تتصل فواكهه أكثر الأزمنة و تدوم متلاحقة غير مفقودة. أمّا الساحل منه و نواحيه فيبادره بباكوره (8). و أمّا الثغر (9) و جهاته و الجبال المخصوصة منه ببرد الهواء فيتأخّر بالكثير من ثمره. فمادّة الخيرات بالبلد متمادية في كلّ أوان. و له خواصّ في كرم النبات يوافق في بعضها أرض الهند. . . منها أن المحلب- المقدّم في الأفاويه و المفضّل في أنواع الأشنان (10) -لا ينبت بشيء من الأرض إلا بالهند و الأندلس. و للأندلس المدن الحصينة و المعاقل المنيعة و القلاع الحريزة و المصانع الجليلة (11)، و لها البرّ و البحر و السهل و الوعر. . . و الأندلس اندلسان في اختلاف هبوب رياحها و جريان أنهارها: أندلس غربيّ و أندلس شرقيّ. فالغربيّ منها ما جرت أوديته إلى البحر المحيط الغربي (12)، و يمطر بالرياح الغربية. و مبتدأ هذا الحوز (13) من ناحية المشرق مع المفازة الخارجة من الجوف إلى بلد شنتمريّة (14) طالعا إلى حوز اغريطة المجاورة لطليطلة (15) مائلا إلى الغرب و مجاورا للبحر المتوسط الموازي لقرطاجة الخلفاء التي من بلد لورقة (16) ، (ثم) الحوز الشرقي المعروف بالأندلس الأقصى (17) و تجري أوديته إلى الشرق، و هو من حدّ جبال البشكنس، هابطا مع وادي إبره إلى بلد شنت مرية (18) . و من جوف هذا البحر و غربه المحيط. و في القبلة (19) منه البحر الغربي الذي منه يجري البحر المتوسط الخارج إلى بلاد الشام، و هو البحر المسمّى ببحر تيران (20) ، و معناه الذي يشقّ دائرة الأرض، و يسمّى البحر الكبير.
- و قال أحمد بن محمّد بن موسى الرازيّ (المقتبس ٨٩) :
كان الأمير عبد الرحمن (بن الحكم) (21) مقدّم الطبقة في البلاغة مطبوعا على الكتابة مقتدرا على ما حاول من سنيّ المنثور و المنظوم مؤثرا لمن يحسنهما مقرّبا بوسيلتهما (22). و كان له التوقيع الوجيز (23) و القريض المستحسن.
- و قال أيضا (المقتبس ١٢٩-١٣٠) :
كان لخلافة الأمير محمّد بن عبد الرحمن غضارة (24) و لأيامه زهرة و لسلطانه جلالة سرت إلى المشرق من قبل من تجاوز الأندلس من أهل العدوة (25) ، فأضحى لديهم طيّب الخبر جميل الأثر اعتقد له من أجله كثير من ملوك أهل العدوة الولاية (26) ، و ألقوا إليه بالمودّة و أبدوا إليه المحبّة و اعتمدوه بالمشاركة فيما يحدث اللّه إليهم من محنة (27) . فبلوا منه صحّة عقد (28) و نحيزة صغوا بها إليه فداموا له على المواصلة. و كان أكلفهم بما لديه من أملاك (29) أهل العدوة بنو مدرار ملوك سجلماسة و بنو أفلح بن عبد الوهّاب الرستميّ أمراء تاهرت (30) و غيرهم.
______________________
١) راجع تتمّة نسبه في ترجمة أبيه محمد بن موسى الرازي (ت ٢٧٣ ه) .
٢) في «تاريخ العلماء و الرواة للعلم في الأندلس» لابن الفرضي ثلاثة أسماؤهم أحمد بن خالد: أبو عمر أحمد بن خالد بن الجبّاب القرطبي الفقيه المحدّث (1:42) ، ثم أبو القاسم أحمد بن خالد بن يزيد الأسدي من أهل بجّانة و يعرف بابن أبي هاشم، كان محدّثا، و قد توفّي في سادس شوّال من سنة 368 (1:59) ، ثمّ أبو عمر أحمد بن خالد بن عبد اللّه الجذاميّ المحدّث المتوفّى في 26 من ذي القعدة من سنة ٣٧٨(1:68-6٩) .
3) لا أتهمه بذلك لأفعاله الشنيعة، فقد فعل غيره (ممّن كانوا أشرف نسبا) أفعالا أشنع من أفعاله.
4) الإقليم الرابع: المعتدل (يقع الإقليم الأوّل على خطّ الاستواء، و يقع الإقليم السابع عند القطب الشماليّ) .
5) منبجس: متفجّر، سائل. الغزير: الكثير. العذاب (بكسر العين) : جمع عذب (حلو) .
6) الهوامّ: (الحشرات الصغيرة) .
7) الجوّ: المنخفض في الأرض (و هنا: حال الهواء من البرد و الحرّ) .
8) يبادر بباكوره: يعطي أشياء من ثمره باكرا.
9) الثغر: المكان الذي يخشى منه مجيء العدوّ (و هنا: شماليّ الأندلس المصاقب لأمراء النصارى) .
10) المحلب: نوع من الطيب المستخرج من النبات (يؤكل) . الأفاويه: أنواع الفلفل. الأشنان (بفتح الهمزة أو كسرها) : أنواع من النبات يستخدم ورقه في الغسل و التنظيف (كالصابون) .
11) المصنع (هنا) : البناء العظيم (و في الأصل: الحوض تجمع فيه المياه) .
12) الوادي (في المغرب) : النهر. المحيط الغربي (الاطلنطيكي) .
13) الحوز: جانب من الأرض ذو حدود معيّنة.
14) المفازة: الصحراء. شنتمريّة: بلدة في أقصى الجنوب الغربي من الأندلس (البرتغال اليوم، و أسمها فارو) .
15) طليطلة جنوب مدريد.
16) قرطاجنّة الحلفاء (أو الخلفاء) مرفأ في الجانب الجنوبي الشرقي من الأندلس. لورقة بلدة داخلية غرب قرطاجنة.
17) الأندلس الأقصى الجانب الشمالي الشرقي.
18) جبال البشكنس: في الشمال عند اتصال اسبانية بفرنسة. نهر إبرة يصبّ عند طرطوشة (على الشاطئ الشمالي الشرقي) . شنتمريّة الشرق: بلدة إلى الشرق الشمالي من مدريد.
19) الجوف: الجنوب. (وسط اسبانية) . المحيط (الاطلنطيكي) . القبلة (الجنوب الشرقي) : اتجاه المصلّى في الأندلس نحو مكّة.
20) يبدو أن الإشارة هنا إلى البحر الأبيض المتوسّط (و لفظه في الأجنبية مديترّانيوم) .
21) عبد الرحمن بن الحكم رابع الأمراء المتوارثين في الأندلس (206-٢٣٨ ه) .
22) يقرّب إليه البارعين فيهما.
23) التوقيع: جملة يدوّنها الخليفة أو الوالي أو القاضي في أسفل القصة (الطلب، المعروض المقدم اليه) و تكون حكما بتنفيذ الطلب أو رفضه.
24) محمّد بن عبد الرحمن خامس أمراء الأندلس (٢٣٨-٢٧٣ ه) . غضارة: السعة (بفتح السين) و النعمة.
25) العدوة (بضمّ العين أو كسرها) : الجانب. (هنا) الشاطئ الشمالي من قارة إفريقية. من تجاوز (في رحلته: أسفاره) الأندلس.
26) اعتقد له الولاية: أقرّ له بالطاعة و بحقّه في الحكم.
27) و اعتمدوه بالمشاركة. . . سألوه رأيه و عونه على التغلّب على ما ينزل بهم من الأحداث (اعتداء الأعداء عليهم) .
28) العقد: العهد، يضمره الإنسان في نفسه.
29) أكلفهم: أشدهم تعلّقا به و حباله. النحيزة: الطبيعة. صغا: مال إلى. . . الأملاك (الملوك) .
30) راجع، فوق، ص 6١.