الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو جعفر اللمائي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص605-607
21-2-2018
2551
هو أبو جعفر أحمد بن أيّوب اللمائيّ من أهل مالقة، كان كاتبا لدى ناصر الدين عليّ بن حمّود صاحب مالقة (4٠٧-4٠٨ ه) و مدبّر أموره، كما كتب لغيره (من ملوك مالقة؟) . و قد علا صيته بسبب ذلك و علت مكانته. و يبدو أنّه حصل على أملاك في غرناطة فكان يتردّد عليها فيتفقّد أملاكه و يزور ملوكها الصنهاجيّين، في أيام باديس بن حبّوس (4٣٠-466 ه) في الأغلب، أو في أيام أبيه حبّوس (4١٠-4٣٠ ه) أيضا.
و عرضت لأبي جعفر اللمائيّ النسمة (من أمراض الصدر: الربو؟) و أزمنت فتوفّي من أثرها في مالقة، سنة 465 ه (١٠٧٢-١٠٧٣ م) . و قد نقلت جثّته إلى حصن الورد عند مونت ميور (الجبل الكبير) بحسب وصيّته و دفن هنالك في قبر كان قد ابتناه. و إذا كان أبو جعفر اللمائيّ قد راسل أبا جعفر بن عبّاس (ت 4٢٧ ه) فيجب أن يكون قد عاش سبعين سنة أو تزيد.
أبو جعفر اللمائيّ أديب مترسّل و ناثر شاعر. و شعره مدح و وصف للطبيعة. و يبدو أن معظم شعره وجدانيّ قاله في أحوال مرضه و في الشكوى من الأيام. و له نسيب أيضا.
مختارات من آثاره :
- كتب أبو جعفر اللمائيّ إلى أبي جعفر بن عبّاس (1) يعزّيه بأبيه:
إن لم أجد التأبين فأجد (2) البكاء و الحنين، و إن لم أحسن التملّق و الإطراء فأحسن الإخلاص و الدعاء. و اتّصل بي موت الوزير أبيك-لقّاه اللّه غفرانه-و كونك بفضل اللّه مكانه، فروّع جنان (3) الصبر و أخرس لسان الشكر: بدر أفل و هلال استقلّ (4) . أعزّيك و أسلّيك: قدر مصابك قدر ثوابك (5) . صبرا جميلا عليه لتؤجر، و فعلا حميدا (6) بعده لتذكر. . .
- وقال أبو جعفر اللمائيّ في علته (داء النسمة) :
عظم البلاء فلا طبيب يرتجى ... منه الشفاء، و لا دواء ينجع (7)
لم يبق شيء لم أعالجها به طمع الحياة؛ و أين من لا يطمع ؟ (8)
(و إذا المنيّة أنشبت أظفارها ألفيت كلّ تميمة لا تنفع) (9)
- و دخل عليه بعض أصحابه في علته (في فترته التي مات فيها) فجعل يروّح عليه بمروحة. فقال ارتجالا:
روّحني عائدي فقلت له ... مه، لا تزدني على الذي أجد (10)
أ ما ترى النار، و هي خامدة ... عند هبوب الرياح تتّقد؟
- و قال (يصوّر الربيع و هو يطلب الندى-العطاء-من يد باديس) :
طلعت طوالع للربيع فأطلعت... في الروض وردا قبل حين أوانه (11)
حيّا أمير المؤمنين مبشّرا ... و مؤمّلا للنيل من إحسانه (12)
- و قال يشكو نوائب دهره:
أمسى سقامي زاجري ومؤنّبي ... و غدا مشيبي واعظي و مؤدّبي
أوهت خطوب الدهر مني عاتقي ... ثقلا، و زعزع منكباه منكبي (13)
وهمت سحائبه عليّ فغادرت ... أرضي قرارة كل خطب معجب (14)
يا سيّدي و أخي الوفيّ، و ما أخي ... منه إلى قلب الإخاء بأقرب
و إذا غدا العلم المشرّف ... أهله نسبا يؤلّفنا، فنحن بنو أب
و كتبت عن ودّ، و قد كتب الإخا ... بين النفوس صحائفا لم تكتب (15)
بأرقّ من دمع المشوق فؤاده ... و أرقّ من ريق الحبيب و أعذب
فظللت منه في غدير بلاغة ... عذب و ملتف الحدائق معشب
كرمت مغارسه فأورق فرعه ... علما و أثمر بالكلام الطيّب
خفيت معانيه على أوهامنا... فالفكر بين مصدّق و مكذّب
________________________________________
١) هو أبو جعفر أحمد بن عبّاس كان وزيرا لزهير صاحب المريّة و لباديس صاحب غرناطة. و كان غنيّا جدّا و بخيلا جدّا. و قد نكبه باديس و سجنه ثمّ أمر بقتله، سنة 4٢٧ ه و هو ابن ثلاثين سنة.
٢) التركيب خاطئ. ليس هنا مكان لربط جواب الشرط (و هو فعل مضارع بالفاء) . و الصواب أن يقال مثلا: فإن لم أجد التأبين فأنا أجيد الدعاء (فيكون جواب الشرط جملة اسمية مربوطة بالفاء) .
3) جنان: قلب.
4) بدر (رجل كبير) أفل (غاب) ، و هلال (رجل شابّ) استقلّ (طلع) .
5) كلّما عظم مصابك بالميت كان أجرك عظيما على مقدار ذلك.
6) صبرا جميلا: أصبر صبرا جميلا. . .
7) ينجع: ينفع.
8) طمع الحياة (طمعا في الحياة) . و هل في الدنيا أحد لا يطمع بطول الحياة.
9) البيت لأبي ذؤيب الهذلي (بضمّ ففتح) و هو شاعر مخضرم (ت ٢٨ ه) .
10) العائد: الذي يزور المريض. مه: كف، كفي.
11) طالعة: أول نبات (الربيع) .
12) النيل: العطاء.
13) المنكب: ما بين الكتف و العنق. للدهر منكبان (هو أقوى منّي) .
14) هما: سقط، هطل، (نزل الماء من السحاب) . القرارة: المكان المنخفض تستقرّ فيه الأشياء. الخطب: المصيبة. المعجب: الداعي إلى العجب (الكبير، الشديد) .
15) للأخاء (الصداقة) صفحات كثيرة جميلة لم يستطع أن يكتب بقلمه مثلها.