1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الوليد الباجي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص631-634

20-2-2018

3371

 

هو أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث المالكيّ الأندلسيّ التجيبيّ الباجيّ، أصل أهله من بطليوس ثمّ انتقل جدّه إلى باجة التي هي قرب إشبيلية، و فيها ولد أبو الوليد، في النصف من ذي القعدة من سنة 4٠٣ هـ (٢٨/٣/١٠١٣ م) .

نشأ أبو الوليد الباجيّ في باجة في أسرة معدمة ثمّ انتقل إلى قرطبة فبدأ تلقّي العلوم فيها و هو يعيش عيشة مجهدة. و في سنة 4٢6 ه‍ (1035 م) رحل إلى المشرق للأخذ عن علمائه و ليتثقّف في الحديث و الفقه و الأدب. و قد مكث في المشرق ثلاث عشرة سنة: ثلاثا منها في مكّة ثمّ ثلاثا في بغداد و سنة في الموصل. و مكث حينا في الشام. و في أثناء رحلته هذه مال إلى المذهب الأشعريّ. و كذلك كانت حياة أبي الوليد الباجيّ في المشرق مضنية فقد اضطرّ إلى العمل في حراسة الدروب حتّى يكسب عيشه.

و في سنة 4٣٩ هـ ‍(1047 م) عاد أبو الوليد الباجيّ إلى الأندلس فأراد نشر المذهب الأشعريّ فيها. و اتّفق بعد عودته بمدّة يسيرة أن دعاه ابن رشيق والي جزيرة ميورقة فلقي هنالك ابن حزم الظاهريّ فتناظرا في مجلس محمّد بن سعيد المالكيّ مناظرة عنيفة و لكن لا نعرف شيئا من آثارها العملية.

و بعد ذلك بدأت الدنيا تقبل على أبي الوليد الباجي فتولّى القضاء في عدد من المدن في شرقيّ الأندلس، و لكنّ كلّ تلك المدن كانت تصغر عن قدره. غير أنه نال حظوة كبيرة عند المقتدر بن هود صاحب سرقسطة (4٣٨-4٧4 ه‍) .

و كانت وفاة أبي الوليد الباجيّ في المريّة، في ١٩ رجب من سنة 4٧4 (٢٣/١٢/١٠٨١ م) .

كان أبو الوليد الباجيّ أحد الأئمّة في الفقه، كما كان محدّثا متكلّما و أديبا شاعرا. على أن شهرته تقوم على مصنّفاته التي يدور معظمها على علوم القرآن و علوم الفقه. فمن كتبه: تفسير القرآن-الناسخ و المنسوخ-المعاني (في شرح الموطّأ، في عشرين جزءا) -الاستيفاء (شرح الموطّأ) -المنتقى (مختصر من الاستيفاء) -الإيماء (مختصر من المنتقى) -اختلاف الموطّآت-التعديل و التجريح لمن خرج عن البخاريّ في الصحيح-التسديد إلى معرفة التوحيد-إحكام الفصول في أحكام الأصول-حدود؟ ؟ ؟ في الأصول-الإشارة في الأصول-المقتبس في علم مالك بن أنس-المهذّب (في اختصار المدوّنة) -مختصر المختصر (في مسائل المدوّنة) -فرق الفقهاء-التبيين لمسائل المهتدين (اختصار فرق الفقهاء) -السراج في ترتيب الحجاج (في المناظرة و الجدال) -سنن المنهاج و ترتيب الحجاج-السنن في الدقائق و الزهد (في النصيحة لولديه) .

مختارات من شعره :

- قال في حال الناس:

مضى زمن المكارم و الكرام ...  سقاه اللّه من صوب الغمام!

و كان البرّ فعلا دون قول ... فصار البرّ نطقا بالكلام

و زال النطق حتى لست تلقى ...  فتى يسخو بردّ للسلام

و زاد الأمر حتى ليس إلاّ...  سخيّ بالأذى أو بالملام!

- قال أبو الوليد الباجي في الدنيا و العمل فيها:

إذا كنت أعلم علم اليقين ... بأنّ جميع حياتي كساعه

فلم لا أكون ضنينا بها ... فأجعلها في صلاح و طاعه!

- و قال في لذّة الوداع:

ليس عندي شخص النّوى بعظيم ...  فيه غمّ و فيه كشف غموم

إنّ فيه اعتناقة لوداع ... و انتظار اعتناقة لقدوم

- و مات له ولدان فأكثر من رثائهما؛ من ذلك قوله في رثاء ابنه محمّد:

أ محمّد، إن كنت بعدك صابرا...  صبر السليم لما به لا يسلم (1)

و رزئت قبلك بالنبيّ محمّد ... و لرزؤه أدهى لديّ و أعظم (2)

فلقد علمت بأنّني بك لاحق ... من بعد ظنّي أنّني متقدّم (3)

للّه ذكر، لا يزال بخاطري ... متصرّف في صبره متحكّم

فإذا نظرت فشخصه متخيّل ... و إذا أصخت فصوته متوهّم (4)

و بكلّ أرض لي من أجلك لوعة ... و بكلّ قبر وقفة و تلوّم (5)

فإذا دعوت سواك حاد عن اسمه ... و دعاه باسمك، مقول بك مغرم (6)

_____________________

١) السليم كناية عن الذي لدغته الحيّة (سمّي سليما تفاؤلا بأن يسلم) - و إن كان المعروف أنه لا يسلم.

٢) الرزء: المصيبة الكبيرة. أدهى (أشدّ) .

٣) كنت ظننت، و أنا أبوك، أن أموت (كما جرت العادة) قبلك.

4) أصاخ: استمع.

5) التلوّم: الانتظار (الوقوف في مكان من غير أن يدرى ما ذا يريد- إنّ الذي يطيل الوقوف على قبر لا ينتفع بوقوفه و لا ينفع الميت) .

6) المقول: اللسان. -إذا أردت أن أنادي أحدا سبق لساني إلى اسمك فناديته باسمك أنت.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي