الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو العَرب التميمي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص226-229
20-2-2018
3178
هو أبو العرب محمّد بن أحمد بن تميم بن تمّام بن تميم القيروانيّ المغربيّ الإفريقيّ، كان جدّه تميم بن تمّام من أمراء العرب (البدو) و أميرا على تونس.
بدأ أبو العرب التميميّ تلقي العلم على محمّد بن يحيى بن السلام (1) ثمّ سمع من جماعة منهم: أبو موسى عيسى بن مسكين الإفريقيّ المحدّث الفقيه اللغوي (ت ٢٧٧) و حبيب ابن نصر بن سهل (ت ٢٨٧) و أبو جعفر حمديس بن محمّد القطّان (ت ٢٨٩) و يحيى بن جعفر التونسي الحافظ (للحديث) الزاهد (ت ٢٨٩) و أبو عثمان سعيد بن إسحاق الكلبيّ (ت 295) و أبو يوسف جبلة بن حمّود بن عبد الرحمن الصّدفيّ الفقيه (ت ٢٩٧ أو ٢٩٩) و أبو عثمان سعيد بن الحدّاد الفقيه (ت ٣٠٢ ه) .
و قد احترف أبو العرب تربية أولاد العرب و نسخ الكتب. سمع منه أيضا جماعة منهم نفر من الأعلام. من هؤلاء جميعا ابناه تمّام و تميم ثمّ الفقيه المشهور ابن أبي زيد القيروانيّ (ت 386 ه) و محمّد بن الحارث الخشني (ت بعد 366 ه) .
و في رجب من سنة ٣٣٣(945 م) حضّ أهالي القيروان على القتال إلى جانب أبي يزيد أحمد بن يزيد الخارجيّ صاحب الحمار ضدّ العبيديّين (الفاطميّين) و لكنّه أسر و حبس ثمّ مات في ٢٢ من ذي القعدة في الأغلب من سنة ٣٣٣(٧/٧/945 م) - و في الديباج المذهب (ص 250) سنة ٣٠٣.
كان أبو العرب التميميّ رجلا صالحا عارفا بالحديث و رجاله ثقة، و كان فقيها حافظا للمذهب المالكيّ. و قد كان كثير التأليف في الحديث و الفقه و التاريخ. و يبدو أن معظم كتبه في الحديث و الفقه أبواب (أي فصول و ليست كتبا مستقلّة) . له من الكتب (الفصول) في الفقه: الوضوء و الطهارة-الجنائز-في الصلاة-ذكر الموت و عذاب القبر. ثمّ له طبقات علماء إفريقية-(مجموع من التراجم لعلماء القيروان و تونس مبنيّ على الرواية و الإملاء) -عبّاد إفريقية-مناقب بني تميم-فضائل مالك-كتاب سحنون (ذكر مناقبه و سيرته في قضائه، ص 185) -كتاب التاريخ في سبعة عشر جزءا (ص 27،36) و قيل في أحد عشر جزءا (ص ٣٨) ، و هو الكتاب الذي كسبه لقب «رافع لواء التاريخ في إفريقية» (ص ٢٧، راجع 36) -المحن-موت العلماء (جزءان) -عوالي حديثه (2) .
و أسلوب أبي العرب عاديّ واضح، و لكنّه كثير الإيجاز إلى حدّ الإخلال أحيانا. و كذلك كان له نظم صحيح المعنى من مثل شعر العلماء.
مختارات من آثاره:
- قال أبو العرب التميميّ في الصديق الذي يتغير:
إذا ولّى الصديق لغير عذرٍ... فزاد اللّه خلّته انقطاعا (3)
إلى يوم التّناد بلا رجوعٍ... فإن رام الرجوع فلا استطاعا (4)
إذا ولّى أخوك فولّ عنه... و زده، وراء ما والاك، باعا (5)
و ناد وراءه: «يا ربّ، تمّم... و لا تجعل لفرقته اجتماعا»
- و قال في الضّعف من التقدّم في السنّ:
ضعفت حيلتي و قلّ اصطباري، و إلى اللّه أشتكي كلّ ما بي:
وهن العظم بعد أن كان صلباً... و فقدتّ الشباب أيّ شبابِ (6)
- سحنون (طبقات علماء إفريقية و تونس ص 184-185) ، و هو نصّ إنشائي لا رواية:
قال أبو العرب: و من شيوخ أهل إفريقية أبو سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التّنوخيّ، من صليبة العرب (7)، و أصله من الشام من أهل حمص. و أبوه سعيد قدم مع الجند، و هو من أهل حمص. كان (سحنون) جامعا للعلم فقيه البدن (؟) اجتمعت فيه خلال (8)ما اجتمعت في غيره: الفقه البارع و الورع الصادق و الصرامة في الحقّ و الزهادة في الدنيا و التخشّن في الملبس و المطعم و السماحة و التّرك (9)، لا يقبل من السلطان شيئا، و كان ربّما وصل، بعض إخوانه بالثلاثين دينارا (10). و كان (سحنون) أوّل من شرّد أهل الأهواء من المسجد الجامع، و كان فيه حلقات للصّفريّة و الإباضيّة (و المعتزلة يتناظرون فيه) و يظهرون زيغهم(11). و قد كان حافظا للعلم، و لم يكن يهاب سلطانا في حقّ يقيمه. . . و ولي القضاء سنة أربع و ثلاثين و مائتين، و هو يومئذ ابن أربع و سبعين سنة، و لم يأخذ على القضاء أجرا. و توفّي، رحمه اللّه، يوم الثّلاثاء لسبعة أيام مضت من رجب سنة أربعين و مائتين.
_____________________
1) في المقدّمة لناشري كتاب «طبقات علماء إفريقية و تونس» (ص 24) أن أبا العرب ولد بين سنة 250 و سنة 260 ثمّ على لسان أبي العرب: «أتيت و أنا حدث إلى دار محمّد بن يحيى بن السلام (كذا) فرأيت عنده الطلبة. و قيل لي إنّ الزيّ الذي كنت ألبسه ليس زيّ طلبة العلم. ثمّ جاء في الصفحة ١١٣(من الكتاب المنشور) أن محمّد بن يحيى قد مات سنة 262 ه. و معنى هذا أن أبا العرب لم يكن (لمّا مات محمّد بن يحيى) في سنّ من يطلب العلم. فإذا تشدّدنا و أجزنا أن يكون أبو العرب قد ولد في سنة 260 ه فيكون عمره يوم توفّي محمّد بن يحيى سنتين! و إذا تساهلنا فقبلنا أن يكون قد ولد سنة 250 ه فيكون عمره يوم وفاة محمّد بن يحيى اثنتي عشرة سنة.
2) عوالي الحديث: الأحاديث التي جرى جمعها و تخريجها في زمن متقدّم. فالأحاديث الواردة مثلا في «السنن» للنسائي (ت ٣٠٣ ه) فإنّها تعدّ في عوالي الحديث بالإضافة إلى الأحاديث الواردة في «المستدرك» للحاكم النيسابوري (ت 4٠5 ه) و لم ترد عند النسائي، فإنها لا تعد من عوالي الحديث بل من نوازله. و المعروف أن الحاكم النيسابوري قد استدرك أحاديث لم ترد في «الصحيحين» في صحيح (مجموع أحاديث) البخاري (ت 256 ه) و صحيح مسلم (ت 261 ه) . فالأحاديث الواردة عند البخاري و مسلم هي من عوالي الحديث بالإضافة إلى الأحاديث التي استدركها الحاكم عليهما. ثمّ إن لعوالي الحديث و نوازله درجات ليس هذا الكتاب مكانا للتفصيل فيها.
3) الخلّة (بالضمّ) الصداقة و المحبّة التي تتخلّل القلب.
4) التناد: التنادي: يوم القيامة.
5) والاك (كذا في الأصل) . اقرأ: ولاّك (ولّى عنك) . الباع: مدى الذراعين مبسوطتين. أي زده بعدا جديدا فوق ما ابتعد عنك.
6) وهن: ضعف. أي شباب! : ذلك الشباب الناضر الذي كان لي.
7) صليبة العرب: من العرب الخلّص الذين لم يتّفق اختلاط في أنسابهم.
8) خلال جمع خلّة (بالفتح) : الخصلة (بالفتح) ، الصفة.
9) الترك: الترك لما هو حقّ للشخص كيلا يكون في أخذه إساءة إلى غيره! .
10) وصل. . . أعطى.
11) الصفرية من الخوارج الذين فارقوا الإمام عليّا لأنّه قبل بالتحكيم بينه و بين معاوية بعد معركة صفّين. و هم يعدّون أصحاب الذنوب في المشركين و لكن لا يقولون بقتل نسائهم و أطفالهم. و الإباضيّة أتباع عبد اللّه بن أباض، يقال فيهم إنّهم خوارج، و لكنّهم أقرب إلى أن يكونوا سلفيّة، غير أنّهم يتشدّدون في أشياء كثيرة كالخوارج (راجع الفهرس الهجائي) . المعتزلة هم الذين يريدون إقامة البراهين على صحّة العقائد الإيمانية بالبرهان العقلي و لا يكتفون بالاقتناع بما ورد من ذلك في الروايات الدينية. الزيغ: الميل عن الحق، الباطل.