1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الوليد إسماعيل بن محمد

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص494-496

8-2-2018

2257

 

هو أبو الوليد اسماعيل بن محمد بن عامر بن حبيب من أهل إشبيلية، كان يلقّب بحبيب-و قيل إن أباه كان يلقّب بحبيب أيضا، و كان من أهل الرئاسة-. و ولد أبو الوليد بن إسماعيل نحو سنة 4١٠(١٠٢٠ م) . و وزر مدّة يسيرة فيما يبدو للمعتضد بن عبّاد (4٣4-46١ ه‍) . و قيل إن المعتضد قتله قريبا من سنة 44٠ (1048 م) .

كان أبو الوليد إسماعيل بن محمّد من أهل الفهم و العلم و البلاغة. ثم هو أديب كاتب و شاعر و مؤلف. و شعره سهل أنيق فيه شيء من الصناعة و نحسّ فيه نفس صفيّ الدين الحلّيّ (ت 750 ه‍) . و أكثر شعره الوصف و الغزل. و هو أكثر تكلّفا للصناعة في شعره منه في نثره. و له كتاب «البديع في وصف الربيع» جمعه من أقوال الشعراء، و قد جعله برسم المعتضد (أي ألفه له و قدمه إليه) . و يميل المؤلف في كتابه هذا إلى الكشف عن براعة الأندلسيين و تبيان عبقريتهم و ابتكارهم في الأدب (في مقابل ما كان يقال فيهم من الاندفاع في تقليد المشارقة) ؛ و لقد أراد أن يتابع فيه كتاب الحدائق لابن فرج الجيّاني (ت 366 ه‍) .

مختارات من آثاره:

- قال أبو الوليد إسماعيل بن محمّد في صدر كتابه «البديع في وصف الربيع» :

فصل الربيع آرج و أبهج (1) و آنس و أنفس و أبدع و أرفع من أن أحدّ حسن ذاته أعدّ بديع صفاته. و هو مع سماته الرائقة و آلاته الفائقة لم يعن بتأليفها أحد و ما انفرد بتصنيفها منفرد. . . لكنّ أهل المشرق، على تأليفهم لأشعارهم و تثقيفهم لأخبارهم-مذ تكلّمت العرب بكلامها و شغلت بنثرها و نظامها-لا يجدون لأنفسهم من التشبيهات في هذه الموصوفات ما وجدته لأهل بلدي (2) على كثرة ما سقط منها من يدي بالغفلة التي ذكرتها عنهم و قلّة التهمّم (3) بها، و على قرب عهد الأندلس بمنتحلي الإسلام، فكيف بمنتحلي الكلام (4) ؟ فكيف (لا) يرى فضلهم و قد سبقوا في أحسن المعاني مجتلى و أطيبها مجتنى (5) ، و هو الباب الذي تضمّنه هذا الكتاب فلهم فيه من الاختراع الفائق و الابتداع الرائق و حسن التمثيل و التشبيه ما لا يقوم أولئك (6) مقامهم فيه.

-و لأبي الوليد نفسه في كتابه المذكور قطعة (كان قد خاطب بها أباه) :

لمّا خلق الربيع من أخلاقك الغرّ و سرق زهره من شيمك الزّهر (7) ، و تاقت النفوس إلى الراحة فيه و مالت إلى الإشراف على بعض ما يحتويه، من النّور (8) الذي كسا الأرض حللا لا يرى الناظر في أثنائها خللا. فكأنّها نجوم نثرت على الثّرى و قد ملئت مسكا و عنبرا. إن تنسّمتها فأرجة، أو توسّمتها فبهجة. تروق العيون أجناسها و تحيي النفوس أنفاسها. . .

- و قال يصف الربيع ثم يتخلّص إلى المدح:

أبشر فقد سفر الثّرى عن بشره... و أتاك ينشر ما طوى من نشرهِ (9)

متحصّناً من حسنه في معقلٍ... عقل العيون على رعاية زهرهِ (10)

فضّ الربيع ختامه فبدا لنا... ما كان من سرّائه في سرّه (11)

من بعد ما سحب السّحاب ذيوله... فيه و درّ عليه أنفس درّه (12)

فاشكر لآذارٍ بدائع ما ترى... من حسن منظره النضير و خبره (13)

شهر كأنّ الحاجب ابن محمّدٍ... ألقى عليه مسحة من بشره (14)

- و بعث إلى أبيه وردا (بعد أوانه) و كتب إليه مع ذلك الورد يقول:

يا من تأزّر بالمكارم و ارتدى... بالمجد و الفضل الرفيع الفائقِ

انظر إلى خدّ الربيع مركّبا... في وجه هذا المهرجان الرائق

ورد تقدّم، إذ تأخّر، و اغتدى... في الحسن و الإحسان أول سابق

و افاكَ مشتملا بثوب حيائه... خجلا و قد حيّاك آخر لاحق (15)

________________________

١) آرج: أكثر أرجا (طيب رائحة) . البهجة: حسن المنظر، السرور بالمنظر الحسن

2) بلدي (الأندلس) .

3) التهمّم: طلب الأشياء و البحث عنها.

4) انتحل: اتّخذ نحلة (دينا، عادة) . منتحلي الكلام: البارعين في النثر و الشعر.

5) المجتلى: المنظر. المجتنى: القطف من الشجرة (المقصود: طعما) .

6) أولئك: (أي: المشارقة، أهل المشرق) .

7) الأغر: الأبيض. الشيمة: الصفة. الأزهر: الأبيض، اللامع.

8) النور (بالفتح) : الزهر الأبيض.

9) سفر: كشف. الثرى: التراب (وجه الأرض) . البشر: طلاقة الوجه (ارتياح الإنسان للقاء الناس سرورا بهم) . النشر: الرائحة الطيّبة: و أتاك ينشر ما طوى من نشره (يعبق منه ما كان مخفيّا فيه-من طيب الرائحة و جمال المنظر).

10) كثرة جماله جعلت الأيدي تخاف أن تقطفه، و لكنّ حسنه ربط العيون بالتطلّع إليه.

11) الربيع جعل الزهر يتفتّح و يبدي لنا سروره الذي كان مختفيا في الأزهار حينما كانت في براعمها.

12) سحب السحاب ذيوله (مرّ منخفضا فوق الأرض، و كان مطره قريبا) . و درّ (انهمر بكثرة) . الدرّ (اللؤلؤ) . أنفس: أغلى (يشعبه نقط الماء الساقطة باللؤلؤ. في هذا البيت اتكاء على أبي تمّام يصف روضا: فقد سحبت فيه السحائب ذيلها و قد أخملت بالنور فيه الخمائل -أخملت، بالبناء للمجهول. و النور، بفتح النون: الزهر الأبيض) .

13) في الواحد و العشرين من شهر آذار (مارس) يبدأ فصل الربيع. حسن المنظر من جمال الزهر. النضير: الطريّ الممتلئ بالحياة. الخبر: الباطن الذي يعرف بالاختبار (النفع و الحقيقة من الشيء) .

14) البشر (راجع شرح البيت الأوّل) . المسحة: الشيء القليل-إذا كان الربيع جميلا إلى هذا الحدّ فلأن الحاجب ابن محمّد ألقى على الربيع شيئا قليلا من بشره، فكم يكون بشر الحاجب ابن محمّد عظيما؟ .

15) بثوب حيائه (بلونه الأحمر) . حيّاك آخر لاحق: خجل منك لأنه تأخّر في المجيء إليك (لأنّه أزهر بعد جميع الأزهار).

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي