الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إبراهيم بن غانم الكاتب
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج4، ص370-372
30-1-2018
2392
هو أبو إسماعيل إبراهيم بن غانم بن عبدون الكاتب المغربيّ، كان مولده نحو سنة 360(٩٧٠-٩٧١ م) . و قد انتقل إلى مصر فعاش فيها مدّة ثمّ عاد إلى القيروان حيث توفّي سنة 4٢١(١٠٣٠ م) .
كان إبراهيم بن غانم الكاتب أديبا ناثرا و شاعرا كتّابيّ الشعر (يغلب على شعره أسلوب الكتّاب: صحيح المعاني و التراكيب قليل الرونق) . و كان يوجز في المعاني و يسلك في النظم على أسلوب واحد و يلجأ إلى الصناعة. و أبرز فنونه المدح و الهجاء و المعاني الوجدانية في المواعظ خاصة. و كانت له مشاركة في الفلسفة و الهندسة.
مختارات من شعره:
- قال إبراهيم بن غانم الكاتب في البخيل و البخل:
قل للبخيل: و إن أصبحت ذا سعةٍ... لأنت بالبخل في ضيق و إقلالِ
لتأسفنّ على ترك الندى ندماً... إذا تخلّيت من أهلٍ و من مال (1)
و من رأى في العلى من ماله عوضاً... أفضى إلى خير أعواض و أبدال (2)
- و قال في حسن الصبر:
ربّما كانت الخلائق إن ضا... قت بخطب معدودة في الخطوبِ (3)
و تهون الأحداث عند معانٍ... لفؤاد شهم و صدر رحيب (4)
و رجاء المعسور يثمر في الأنـ...ـفس يسرا تناله من قريب (5)
و الصبور الداعي إلى اللّه محـ...ـبوب مجاب من السميع المجيب (6)
فتوكّل عليه يكفك، و الزم... حكم ذي حكمةٍ و رأي مصيب
- و قال يصف النيل في مصر:
و النيل بين الجانبين كأنّما... صبّت بصفحته صفيحة صيقلِ (7)
يأتيك في كدر الزواخر مدّهُ... بممسّكٍ من مائه و مصندل (8)
فكأنّ ضوء البدر في تمويجه... برق يموج على سحاب مسبل (9)
و كأنّ نور السرج من جنباته... زهر الكواكب تحت ليلٍ أليل (10)
مثل الرياض مفتّقا أنوارها يبدو لعين مشبّه و ممثّل (11)
و البدر يبخل ثمّ يبذل رغبةً... أن يستردّ فليته لم يبذل (12)
_______________________
1) الندى: الكرم. إذا تركت الكرم (الإحسان إلى الناس) الآن ثمّ اتّفق أن افتقرت (في المستقبل) و تخلّيت عن أهلك (بموتهم) و عن مالك (بالفقر) فإنّك لن تجد حينئذ أحدا من الناس حولك.
2) إنّ الذي ينفق ماله في سبيل العلا (المجد) يجد عوضا من المال و بديلا منه (في مكانته عند الناس) .
3) إذا ضاق خلق الإنسان أو طبعه أو صدره بمصيبة نزلت به، فإنّ خليقته (أو طبيعته) تصبح حينئذ مصيبة دائمة عليه أكبر من المصائب التي تنزل به حينا بعد حين.
4) مغان (اسم فاعل من عانى: مختبر لأمور الحياة) و معان (اسم مفعول من أعان) كان له فؤاد (قلب) شهم (شجاع) يعينه على تلقّي مصائب الدهر.
5) الأمل في النفس يساعد على احتمال الأحداث. من قريب: بسهولة و سرعة.
6) السميع المجيب (هو اللّه) .
7) سطح النيل هادئ أبيض لامع كأنه صفيحة (قطعة حديد: سيف) صيقل (حدّاد) .
8) الزاخر: الممتلئ و المضطرب. المدّ: (هنا) الفيضان. حينما يمدّ (يفيض) نهر النيل و تصبح مياهه الزاخرة (الكثيرة المضطربة) ممزوجة بالكدر (بالأتربة) يصبح لها رائحة طيّبة كالمسك و الصندل.
9) المسبل: المرخى، المدلّى.
10) زهر الكواكب: الكواكب التي تلمع. ليل أليل (شديد السواد) .
11) في هذه الحال يشبّه الشاعر سطح نهر النيل ببستان تفتّقت (تفتّحت) أنواره (جمع نور بفتح النون: الزهر الأبيض) .
12) و البدر يبخل (يستتر بالغيم) ثمّ يبذل (يظهر من خلال الغيم) رغبة أن يستره (أن يعود إلى استتاره وراء الغيوم) . . .