الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الرسائل الاخوانية
المؤلف:
ناظم رشيد
المصدر:
في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة:
ص 134-135
4-6-2017
3786
يصور هذا اللون من النثر العلاقات الاجتماعية بين الكتاب وأسيادهم أو بينهم وبين أصدقائهم وأحبابهم، والقارئ يرى فيه التهنئة والتعزية، والشكر وطلب الزيارة، وما شابه ذلك من المعاني الاجتماعية التي تربط الناس ببعضهم، وتمتزج أحياناً بالعتاب والاعتذار؛ إذ إن الكاتب يحاول أن يظهر شعوره، ويعرب عما في قلبه من حب ومودة، يزيل ما علق في نفس صديقه من ريب، وما حدث من جفاء وقطيعة.
وشاعت في هذا العصر-فترة العصور المتأخرة-المناظرات الأدبية الجميلة بين الزهور والحيوان والطير وافتتن الأدباء بها أيما افتتان حتى صارت شارة بارزة لأدب هذه الحقبة، وقد اتخذت وسيلة للترفيه عن النفس والهروب من الآلام ونسيان المشكلات التي تحيط بالناس وتحدق بهم.
ومما يميز اسلوب الرسائل الاخوانية البساطة واستخدام وعبارات المجاملة ونعوت التعظيم والتبجيل، ويراعى فيها التناسب بين الموضوع والألفاظ ومثال على ذلك رسالة ابن الوردي في رثاء العالم الفقيه الإمام هبة الله بن عبد الرحيم البارزي الشافعي (ت 738هـ) وقد كتب بها الى ابنه القاضي نجم الدين عبد الرحيم (1):
(وينهي أنه بلغ المملوك وفاة الحبر الراسخ، بل انهداد الطور الشامخ، وزوال الجبل الباذج، الذي بكته السماء والأرض، وقابلت فيه المكروه بالندب، وذلك فرض، فشرقت أجفان المملوك بالدموع، واحترق قلبه بين الضلوع، وساواه في الحزن الصادر والوارد، واجتمعت القلوب لما تم لمأتم واحد، فالعلوم تبكيه، والمحاسن تعزي فيه، والحكم ينعاه والبر يتفداه والاقلام تمشي على الرؤوس لفقده، والمصنفات تلبس حداد المداد من بعده).
وتقف مع ابن الوردي وقفة أخرى في رسالة يصف فيها الديك سماها (منطق الطير) يقول فيها (2):
فصاح الديك: ها أنا أناديلك، أنا قد أذنت، فاقم الصلاة أنت هذا أوان صف الاقدام، ووضع الجباه، ومن أحسن قولا ممن دع الى الله كم أوقظلك، وبانقضاء الأوقات أعظك، فأشفق عليك بصباحي، وأرفرف عليك بجناحي. أقسم لك الوظائف بلا حساب، وأعرف المواقيت بغير الاسطرلاب، أنها كم عن معصية الله بخروج الوقت، فلا تعصوه، والله يقدر الليل والنهار، علم أن لن تحصوه، فمن ادعى حسن الصحبة، فيؤثر كإيثاري، ولا يختص من رفاقه بحبه، كم منحت أهل الدار إخائي، ووليتهم ولائي، وهم يذبحون أبنائي، ويستحيون نسائي).
لقد قصد ابن الوردي في هذه الرسالة ارشاد الناس ووعظهم، ومثلها كثير في أدب العصور المتأخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ ابن الوردي 2: 455، وينظر ديوان ابن الوردي ص162.
(2) ديوان ابن الوردي ص 158.
الاكثر قراءة في النثر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
