القانون العام
القانون الدستوري و النظم السياسية
القانون الاداري و القضاء الاداري
القانون الاداري
القضاء الاداري
القانون المالي
المجموعة الجنائية
قانون العقوبات
قانون العقوبات العام
قانون العقوبات الخاص
قانون اصول المحاكمات الجزائية
الطب العدلي
التحقيق الجنائي
القانون الدولي العام و المنظمات الدولية
القانون الدولي العام
المنظمات الدولية
القانون الخاص
قانون التنفيذ
القانون المدني
قانون المرافعات و الاثبات
قانون المرافعات
قانون الاثبات
قانون العمل
القانون الدولي الخاص
قانون الاحوال الشخصية
المجموعة التجارية
القانون التجاري
الاوراق التجارية
قانون الشركات
علوم قانونية أخرى
علم الاجرام و العقاب
تاريخ القانون
المتون القانونية
دور منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حالياً)في تسوية المنازعات الدولية
المؤلف:
خلف رمضان محمد بلال الجبوري
المصدر:
دور المنظمات الدولية في تسوية المنازعات
الجزء والصفحة:
ص83-86
7-3-2017
4460
عانت القارة السوداء كثيرا من الاستعمار الذي جثم طويلا على صدور أبنائها الذين لم يعرف اليأس طريقه إليهم في سعيهم إلى نيل الاستقلال الذي أعطى العديد من بلدان أفريقيا دعما كبيرا في محاولتها لإثبات شخصيتها خارج أفريقيا .إن محاولات الأفارقة للتوحد كانت وما تزال ديدناً لهم لكي يستطيعوا الصمود في مواجهة التسلل الأجنبي ، ولقد مرت هذه المحاولات بمراحل عدة حتى تبلورت في تنظيم إقليمي ، والحقيقة أن العديد من الدول الأفريقية لم ترحب بفكرة الزعيم الغاني (كوامي نكروما) الداعية إلى انصهارها في كيان فدرالي غير أنها كانت على استعداد للتضحية ببعض استقلالها من أجل الهدف الأسمى وهو الحصول على كيان أفريقي موحد(1). لقد كان مؤتمر أديس أبابا انعطافه تاريخية كبرى في حياة القارة الأفريقية حيث التقت فيه عام 1963 وفود من (ثلاثين) دولة مستقلة وقعت خلال المؤتمر على ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية وذلك في 28 أيار من ذلك العام (1963)(2) وقد تضمن ميثاق المنظمة العديد من المواد بهدف تحقيق التعاون في مختلف المجالات ، فلقد أكدت المادة الثالثة في فقرتها الرابعة أن أعضاء المنظمة يعلنون ارتباطهم بـ (التسوية السلمية للمنازعات عن طريق التفاوض أو الوساطة أو التوفيق أو التحكيم)(3)، أما المادة التاسعة عشر من الميثاق فقد تضمنت (تعهد الدول الأعضاء بتسوية جميع المنازعات التي تنشأ فيما بينها بالوسائل السلمية ، وتحقيقا لهذه الغاية قررت إنشاء لجنة للوساطة والتوفيق والتحكيم ، وتؤلف وتحدد شروط الخدمة فيها بمقتضى بروتوكول يوافق عليه مؤتمر رؤساء الدول والحكومات ، ويعد هذا البروتوكول جزءا لا يتجزأ من الميثاق(4)، ومن قراءة نصوص المادتين السابقتين يتبين لنا ما يأتي :
1. إن وسائل تسوية المنازعات في منظمة الوحدة الأفريقية هي التفاوض والوساطة والتحكيم، أما المساعي الحميدة والتحقيق فلم يشير إليها الميثاق ، ولا نعلم الدافع وراء ذلك ، ولكننا نعتقد أن عدم ذكر هاتين الوسيلتين لا يعني بالضرورة عدم إمكانية اللجوء إليهما لحل المنازعات التي قد تنشأ بين الدول الأعضاء ، ويؤيد وجهة نظرنا ما ورد في المادة التاسعة عشر التي أكدت على تسوية المنازعات بالوسائل السلمية دون تحديد لها .
2. إن الوسائل التي أوردها الميثاق هي وسائل من الممكن اللجوء إليها لحل المنازعات الدولية القانونية وغير القانونية ويفهم ذلك من نص المادة التاسعة عشر التي أشارت إلى جميع المنازعات التي تنشأ بين الدول الأعضاء .
3. أنشأ الميثاق هيئة متخصصة لتسوية المنازعات هي لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم(5).
4. إن اختصاص اللجنة هو النظر في المنازعات بين الدول الأعضاء فقط .
5. لابد من موافقة أطراف النزاع لعرضه على اللجنة ، أي أن اللجوء إلى اللجنة هو أمر اختياري .
إن لجنة تسوية المنازعات تتآلف من (21) عضوا ينتخبون من مجلس رؤساء الدول والحكومات آخذين بنظر الاعتبار التوزيع الجغرافي والتخصص القانوني أو الدبلوماسي ، وكما ذكرنا سابقا فإن اللجنة تتبع ثلاثة وسائل لفض المنازعات وهذه الوسائل هي (الوساطة والتوفيق والتحكيم)، ففيما يتعلق بالوساطة فإنه في حالة اتفاق الأطراف على اللجوء إليها أو في حالة موافقة الأطراف على إحالة الخلاف إلى اللجنة يتولى رئيس اللجنة مهمة تعيين وسيط من أعضائها تكون مهمته التقريب بين وجهات النظر بغية الوصول إلى حل النزاع ، أما فيما يتعلق بالتوفيق فإن رئيس اللجنة يعين ثلاثة من أعضائها للتوفيق بين وجهات نظر الأطراف المتنازعة ، أما في التحكيم فعند اتفاق الطرفين على اللجوء إلى التحكيم فإن كل طرف يختار محكما من أعضاء اللجنة ويقوم هذان باختيار محكم ثالث من بين أعضاء اللجنة ليكون رئيسا للمحكمة ، وإذا لم يتوصل المحكمان إلى اختيار الرئيس فإن مهمة اختياره تقع على مكتب اللجنة ، ويحق لرئيس اللجنة ان يعين عضوين إضافيين إذا وافقت الأطراف المتنازعة ، ولا يشترط أن يكونا من أعضاء اللجنة ، وتطبق في عملها لفض المنازعات والقواعد التي سبق أن اتفقت عليها أطراف النزاع (في حالة وجودها) ، أما إذا لم تكن هناك قواعد مسبقة فتطبق اللجنة أحكام القانون الدولي وميثاق منظمة الوحدة الأفريقية وميثاق الأمم المتحدة وتكون أحكام اللجنة قطعية(6)، ومن الملاحظ أن لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم قد أخفقت في حل البعض من المنازعات الأمر الذي أضطر أطراف هذه المنازعات اللجوء إلى حلول سياسية خارج نطاق اللجنة كالنزاع بين الجزائر والمغرب والصومال وأثيوبيا وساحل العاج وغينيا(7) ومنظمة الوحدة الأفريقية عندما كانت تسعى إلى أيجاد الحلول السلمية لمنازعات أعضائها فإنها تلقى الدعم والترحيب لجهودها من منظمة الأمم المتحدة والتي سبق وأن أقرت مبدأ (فلتحاول منظمة الوحدة الأفريقية أولا Try O Au First) إذ تأكد هذا المبدأ خلال مشكلة الكونغو ، فقد ترك مجلس الأمن للمنظمة مسألة النظر في النزاع ولم يتدخل إلا بعد التدخل الأجنبي وتعقد المشكلة(8)، أن القول أن منظمة الوحدة الأفريقية قد أخفقت في التوصل إلى تسويات سلمية لبعض المنازعات لا يعني أبدا أنها لم تؤدي دورا في تسوية منازعات أخرى، فلقد قامت بعض الدول الأفريقية بالمساهمة (ضمن نطاق المنظمة) في التوصل إلى حلول لمنازعات عن طريق الوسائل الدبلوماسية ، حيث ساهمت كل من أثيوبيا ومالي بالوساطة في النزاع الحدودي بين الجزائر والمغرب عام 1963 – 1964 بعد أن فشلت جهود الجامعة العربية في حل النزاع ، وجرى لقاء بين الأطراف المتنازعة والوسيطة على مستوى رؤساء الدول والحكومات لكل من الطرفين المتنازعين إضافة للطرفين اللذين قاما بالوساطة وذلك للفترة بين 28-30 تشرين الأول 1963 في عاصمة جمهورية مالي ، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار ، وأخذت الدولتين الوسيطتين على عاتقهما متابعة تنفيذ الاتفاق مع الالتزام بجانب الحياد . كذلك قامت ست دول أفريقية وهي (السنغال ، وموريتانيا ، توغو ، بنين ، النيجر ، ساحل العاج) بالتوسط لفض النزاع المسلح بين جمهورية مالي وبوركينا فاسو عام 1985 بسبب المشاكل الحدودية بينهما ، فبعد أن نجحت هذه الدول في جعل الطرفين يوقعوا على وقف إطلاق النار ، ثم قاموا بدعوة الطرفين إلى مفاوضات مباشرة في ساحل العاج ، بهدف أيجاد تسوية نهائية للنزاع وذلك في 18 كانون الثاني 1986 (9) كما قامت المنظمة (منظمة الوحدة الأفريقية) بمحاولات عديدة لتسوية النزاع الحدودي بين ليبيا وتشاد حول شريط اوزو قبل عرضه على محكمة العدل الدولية ، كما قام الأمين العام للمنظمة سالم احمد سالم بجهود مكثفة للوساطة بين أثيوبيا وإريتريا لحل النزاع الحدودي بينهما والذي أدى إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين عام 2001 – 2002 ، ولا بد أن نشير أنه بعد الإعلان ولادة الاتحاد الأفريقي في القمة السابعة والثلاثون لمنظمة الوحدة الأفريقية التي انعقدت في لوساكا في تموز من عام 2001 هذا الاتحاد الذي كانت الأصوات قد تعالت مطالبة به منذ عهد بداية المنظمة عام 1963 ، نقول بعد كل هذا وبهدف التعويض عن حالات التقصير التي كانت تعتري عمل المنظمة فقد أنشأ الاتحاد الجديد مؤسسات عدة مستوحاة من الاتحاد الأوربي مثل مجلس الاتحاد ومفوضية وبرلمان أفريقي موحد ومحكمة عدل أفريقية وآلية تسوية النزاعات غير أنه ونظرا لحجم المعوقات قررت قمة لوساكا تأجيل وضع هذه المؤسسات موضع التنفيذ ، وكان من المفترض تحديد الصلاحيات التي يمنحها القرار التأسيسي للأجهزة الجديدة لأن اعتماد سياسة مؤسساتية إصلاحية هي الشرط اللازم كي تتوافر لأفريقيا وسائل العمل ، ولذلك يرى البعض أنه إضافة إلى كل ذلك يبدو من الضروري وضع إستراتيجية لتدارك النزاعات أو حلها بطريقة موثوق بها يتجاوز إطار الآلية التي وضعتها منظمة الوحدة الأفريقية (والتي سبق وأن تطرقنا إليها) وذلك كتطبيق فعال للحق المعترف به في القرار التأسيس للاتحاد الأفريقي بـ (التدخل في شؤون الدول الأعضاء بناءا على قرار من المجلس الأفريقي وذلك في بعض الظروف الخطيرة مثل حدوث جرائم حرب أو إبادة بشرية أو جرائم ضد الإنسانية أو استجابة لحق الدول الأعضاء في طلب التدخل من أجل أعاده السلام والأمن وبحسب التدخلات المحتملة)، يفترض بالاتحاد أن يضع إستراتيجية تمركز قوات حفظ السلام فيكون على جيش كل دولة أو إذا تعذر ذلك على جيش (دولة كبيرة) أن يضع في تصرف جهاز الوقاية وإدارة النزاع في المنطقة التابعة لها قوة عسكرية مؤلفة ومجهزة لعمليات حفظ السلام أو إعادته إضافة إلى وسائل عمل القيادة العليا في المنطقة التابعة وهذا الإجراء يجب أن يكون مرتبطا بقيادة عليا أفريقية تخضع مباشرة لأوامر مجلس الاتحاد مباشرة .
_________________
1- ل . جراي كوان ، مشكلات القارة الأفريقية فيما بعد الاستقلال ، ترجمة عبد العليم السيد منسي القاهرة 1966 ص75 .
2- د. بطرس غالي ، منظمة ، منظمة الوحدة الأفريقية ، القاهرة ، 1964 ص52 .
3- المادة (3) الفقرة (4) من ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية .
4- المادة (19) من ميثاق المنظمة .
5- تمت المصادقة على بروتوكول إنشاء هذه اللجنة في مؤتمر القاهرة عام 1964 أنظر د. علي صادق أبو هيف ، مصدر سابق ص723 .
6- د. نبيل احمد حلمي، التوفيق كوسيلة سلمية لحل المنازعات الدولية في القانون الدلي العام، دار النهضة العربية، ط1، 1983ص95 .
7- د. صالح جواد الكاظم، دور الجامعة العربية في حل المنازعات العربية، مجلة المستنصرية، العدد 5، 1974-1975،ص407 .
8- د. جابر الراوي، المنازعات الدولية، مطبعة دار السلام بغداد 1987 ص243 نقلا عن د. يحيى محمد حلمي رجب ، الرابطة بين الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية ، رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة القاهرة 1976 ص176 .
9- د. صالح مهدي العبيدي ، المنازعات الدولية وطرق حلها سلميا ، بغداد، 1986-1987،ص107-108.
الاكثر قراءة في المنظمات الدولية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
