1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : التوحيد : اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته :

الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﺛﺎﻧﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ

المؤلف:  الشيخ الطوسي

المصدر:  الاقتصاد

الجزء والصفحة:  ص 44

23-10-2014

1127

ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﺛﺎﻥ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ - ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺣﻴﺎ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺪﺭﻛﺎ - [ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻓﺒﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ] ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ.

ﻭﺍﻟﺸﺊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﺎﺛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺎﺛﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ (1) ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﺿﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ [ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﺁﺧﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ] ، ﻓﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺣﻴﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻬﻤﺎ. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻧﺘﻔﺎﺋﻪ ﻟﺼﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺻﺎﺭﻑ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. [ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺿﺪﻩ]. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻻ ﻟﻤﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ. ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ.

ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ ﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺟﺴﻤﺎﻥ، ﻭﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻀﺎﺩ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺸﺮ، ﻷﻥ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻏﺼﺒﺎ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻭﺷﺮ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻗﻀﺎﺀﺍ ﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ ﻭﻋﺪﻝ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻄﻤﺔ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﺷﺮ ﻭﻟﻄﻤﺘﻪ ﺗﺄﺩﻳﺒﺎ ﺣﺴﻦ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﺿﺪﻳﻦ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﺿﺪﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ، ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﺪﺣﺎ ﻭﻻ ﺫﻣﺎ، ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ. ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺢ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺣﺴﻦ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ...، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻷﻥ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻧﻔﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺳﺪ، ﻓﻴﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻮﺓ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻼﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺠﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻳﻄﻠﻖ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﻓﻼﻥ ﺑﻔﻼﻥ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﺷﺎﺏ ﺷﻴﺨﺎ " ﻭﻻ " ﻳﺒﻨﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻬﻴﻤﺔ " ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻓﻤﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﺠﺎﺯﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ، ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ.

ﻓﺒﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﺢ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺟﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺴﺨﺮﺍﺕ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺠﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﺮﻯ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺳﺠﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺭﻏﺒﻨﺎ ﻓﻴﻪ. ﻓﻨﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﺑﺸﺮﻉ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺒﻄﻞ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.

____________

(1) ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي