الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
يوسف الثالث
المؤلف:
شوقي ضيف
المصدر:
عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة:
ص220-221
24-7-2016
2835
و كان نصاري الشمال-و خاصة القشتاليين-لا يزالون مع يوسف بين مهادنة و منازلة و موادعة و محاربة، و انتصر عليهم يوسف في بعض الوقائع، مما جعله ينشد مثل قوله في قصيدة حماسية من قصائده:
راق الزمان و جاءنا ميقاته بالضّحوة الغرّاء من أيامه (1)
نأتمّ في حرب الصّليب و حزبه بشفيع كلّ موحّد و إمامه
مستأصلى بيع العداة مهتّمى ما صان فيها الكفر من أصنامه (2)
و اللّه جلّ جلاله متكفّل بالنّصر و المعهود من إنعامه
و يوسف يعلن أنه انتصر في ضحوة أو ضحى أحد الأيام على حملة الصليب، و هو يقتدى في جهاده لهم بجهاد الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم للكفار. مصمما على استئصال بيعهم أو كنائسهم و تهتيم أو تهشيم أصنامهم مستعينا بعون اللّه في نصره عليهم و سحقهم سحقا ذريعا. و طبيعي أن يكتظ ديوان يوسف بحمم كثيرة من الحماسة و الفخر المضطرم من مثل قوله:
لقد علمت نصر بأنى كفيلها إذا هاجت الهيجاء و احمرّت الأرض (3)
أدافع عنهم بالصوارم و القنا و أحمى حماها أن ينال لها عرض
بنا ساعة الهيجاء يحمى و طيسها و تهتك أستار البغاة إذا انقضوّا
إلى عترة الأنصار تعزى أرومتى إلى معشر في الذّكر حبّهم فرض
و هو يقول إن بني نصر من أسرته يعلمون بلاءه في الحرب و أنه حين يحمى و طيسها أو شرارها و تسيل الدماء على أديم الأرض و يتساقط عليها القتلى صرعى يذود عن حماهم و يدافع عنهم مستميتا بالسيوف و بالرماح، و لا غرو فإنه ينتمي إلى رهط الأنصار إذ أسرته من سلالة سعد بن عبادة، و معروف أن عداده في السابقين الأولين من الأنصار.
و ينشد مفاخرا:
ألست سليل الصّيد من آل حمير و خير ملوك الأرض قوما و لا فخر (4)
لنا المنصب الأعلى على كل منصب لنا العزّة القعساء و الغرر الغرّ (5)
لنا الهضبة الشّمّاء سامية الذّرى لنا الرّاية الحمراء يهفو بها النّصر (6)
مكارم أعيت كلّ من رام حصرها و هيهات ما للشّهب في أفقها حصر
و هو يفتخر بأنه سليل أصحاب الحول و الطّول من حمير، إذ أصل الأنصار من اليمن، و أن لهم المنصب أو المقام الرفيع و العزة الوطيدة و الأعمال العظيمة المشهورة و الهضبة الضاربة في السماء التي لا يمكن لأحد بلوغ ذراها السامقة و الراية الحمراء رمز إمارتهم و انتصاراتها الماحقة، و هي مكارم يعزّ حصرها، و هل يمكن أن تحصر أو تحصى الشهب و النجوم في السماء. و وراء ما اخترناه ليوسف الثالث من أشعار في الفخر و الحماسة أشعار ذات نسيج ضعيف، و هي طبيعية ممن ينشأ مثله في الملك و الترف و النعيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الضحوة: الضحى.
2) بيع: كنائس مهتمي: محطمي.
٣) كفيل: ضامن. الهيجاء: الحرب. احمرار الأرض: كناية عن كثرة الدماء.
4) الصيد: جمع أصيد: السيد.
5) القعساء: الوطيدة. الغرر: الأعمال العظيمة. الغر: المشهورة.
6) الشماء: السامقة: يهفو: يخفق.