1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

محمد بن سفر

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  عصر الدول و الإمارات ،الأندلس

الجزء والصفحة:  ص322-323

24-7-2016

2769

هو أبو الحسين محمد بن سفر، من شعراء عصر الموحدين في المائة السادسة، و يقول ابن الأبار عنه، منسوب إلى جده و أصحابنا يكتبون اسمه بالصاد، كان بإشبيلية. و يقول ابن سعيد فيه: «شاعر المرية (بشرقي الأندلس) في عصره الذي يغني ما أنشده من شعره عن الإطناب في التنبيه على قدره» و أشاد به المقري في النفح مرارا بمثل قوله:

«الإحسان له عادة» و قوله: «أحد الشعراء المتأخرين عصرا المتقدمين قدرا» . و يقول ابن سعيد: «أعجب ما قيل في مد نهر إشبيلية و جزره (لتأثره بجزر المحيط الأطلسي و مدّه) قوله:

جئت الجزيرة و الخليج يحفّها     يشكو إليها كي تجيب حواره
شقّ النسيم عليه جيب قميصه      فانساب من شطّيه يطلب ثاره
فتضاحكت ورق الحمام بدوحه     هزءا فضمّ من الحياء إزاره

  و هو يجعل الخليج شاكيا إلى جزيرة هناك بقرب إشبيلية، فتعرض له النسيم شاقا جيب قميصه أو بعبارة أخرى فتحة مصب النهر، فانساب المحيط من شطيها يطلب ثاره، و هو يكنى بذلك عن المد، فتضاحك الحمام الذي كان رابضا على الدوح هزءا به، فاستحيى الخليج أو المحيط و ضم من الحياء إزاره، و هو يكنى بذلك عن الجزر. و هو خيال بديع، و له يصف نزهة لبعض الشباب في زورق شراعي بنهر، و ربما كان أيضا نهر إشبيلية المسمى بنهر الوادي الكبير:

لو أبصرت عيناك زورق فتية     يبدى لهم بهج السّرور مراحه
و قد استداروا تحت ظلّ شراعه       كلّ يمدّ بكأس راح راحه
لحسبته خوف العواصف طائرا     مدّ الحنان على بنيه جناحه
و هو أيضا خيال بارع لابن سفر، إذ يقول إن فتية ترافقوا في زورق مرحين مسرورين و لم يلبثوا أن تجمعوا في ظل شراعه يتهادون كؤوس الخمر و كل منهم يمد بها لصاحبه، و يشطح به الخيال، فيقول لكأن الزورق و هم متجمعون تحت شراعه خشية الريح الشديدة طائر في عشه دفعه الحنان إلى أن يمد جناحه على أولاده خوفا عليهم من العواصف المباغتة. و يقول:

يا من رأى النهر استثار به الصّبا     خيلا لإرهاب الغصون الميّد (1)
لما رأتها سدّدت تلقاءه      قرنت به خيلا تروح و تغتدي
و غدت تدرّعه و لم تبخل لها     شمس الضّحى بمسامر من عسجد
و هو يجعل ريح الصبا كأنها خيل تهبّ لإرهاب الغصون المتمايلة، و لقيته الغصون بخيل ما تزال غادية رائحة و ذاهبة آتية، و أخذت تلبس النهر دروعا من ظلالها للقاء خيل الصبا، و أهدتها شمس الضحى مسامر ذهبية كي تحكم تلك الدروع على النهر، و هو خيال بديع.

و يقول في وادي المرية بلدته:

اشرب على شدو الحمام فإنّه     أشهى إلىّ من الغريض و معبد
أ تراه أطربه الخليج و قد رأى      تصفيقه تحت الغصون الميّد
و كأنهنّ رواقص من فوقه       و بها من الأزهار شبه مقلّد (2)
و هو يجعل شدو الحمام في سمعه أروع من غناء مغنّي مكة و المدينة: الغريض و معبد المشهورين في العصر الأموي، و يقول: كأنما أطربه شدو المياه و خريرها تحت الغصون الراقصة المطوقة لجيدها بالأزهار الجميلة، و لعل في ذلك كله ما يشهد لابن سفر بروعة أخيلته و تصاويره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١) الميد: المتمايلة.

2) مقلد: موضع القلادة من العنق.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي