1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

اليكّيّ

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  عصر الدول و الإمارات ،الأندلس

الجزء والصفحة:  ص234-235

24-7-2016

3068

هو أبو بكر يحيى بن سهل اليكي من قرية يكّة شمالي مرسية، قال فيه الحجاري: «هو ابن رومي عصرنا و حطيئة دهرنا، لا تجيد قريحته إلا في الهجاء، و لا تنشط به في غير ذلك من الأنحاء» عاش في زمن المرابطين و لحق دولة الموحدين إلى أن توفي حوالى سنة 56٠ و كان المرابطون يضعون اللثام على وجوههم، و لذلك سموا الملثمين، و نراه يعلل لاتخاذهم اللثام بمثل قوله:

لمّا حووا إحراز كلّ فضيلة     غلب الحياء عليهم فتلثّموا
في مدحة بلغ بها غاية رضاهم، ثم عاد إليه طبعه و ما فطر عليه من الهجاء المقذع، فهجاهم و قدح في أخلاقهم و لثامهم راميا لهم بالدناءة و نقص العفاف قائلا:

في كلّ من ربط الّلثام دناءة      و لو أنه يعلو على كيوان (1)
لا تطلبّن مرابطا ذا عفّة     و اطلب شعاع النار في الغدران
و في نفس هذه المقطوعة و مقطوعة ثانية ما هو أكثر بذاءة، و كأنه نسى-كأندلسي- أن الملثمين هم الذين أنقذوا الأندلس من وقوعها في براثن النصارى الشماليين، و لم تكن موقعتهم المظفرة بالزلاّقة التي سحقوهم فيها سحقا ببعيدة. و ربما هجاهم بعد زوال دولتهم و قيام دولة الموحدين، غير أن ذلك لا يشفع-إن صح-له. و على شاكلته هجاؤه لأهل فاس بعد أن أكرموه بمثل قوله:

يا أهل فاس لقد ساءت ضمائركم       فأصبحت فيكم الآراء متّفقه
و ربما اجتمعت في بعض سادتكم      نقائص أصبحت في الناس مفترقه
و يتمادى في البذاءة بهذه المقطوعة و مقطوعات أخرى، و كأنما يحصى عيوب نفسه، و بالمثل ما أحصاه من خصال عشرة ذميمة للفقيه و زوجته، و ما وصم به قاضى بلدته:

مرسية من جوره و أكله أموال اليتامى و أموال المساجد سرقة و غصبا، يقول:

يطالبه الأيتام في جلّ مالهم       و يطلبه في حقّه كلّ مسجد (2)
و الهجاء حين ينزل إلى هذا الدّرك أو إلى هذا المنحدر لا يصبح من الفن و الشعر في شيء، إذ يصبح سبّا و قذفا مذموما. و ربما كان أخفّ ما هجا به أهل فاس قوله:

قصدت جلّة فاس          أسترزق اللّه فيهم (3)
فما تيسّر منهم         دفعته لبنيهم

و إنما نقول إنه هجاء خفيف لأن فيه شيئا من الدعابة، إذ يقول إن ما يأخذه منهم من النوال بيمينه يدفعه لأبنائهم بيساره. و من هجائه المقذع اللاذع قوله في بعض مهجوّيه:

أعد الوضوء إذا نطقت به       متذكّرا من قبل أن تنسى
و احفظ ثيابك إن مررت به     فالظّلّ منه ينجّس الشّمسا
و كأنه يصفه بدنس لا يماثله دنس و قذارة لا تشبهها قذارة، و هو غلو في الإقذاع و الإيلام. و في أهاجيه فحش كثير. و تردد ابن سعيد في المغرب في نسبة موشح له و قال إنه لابن المريني و يروى لليكي مما يدل على أنه شارك في نظم الموشحات.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١) كيوان: كوكب زحل و هو كوكب نحس و شؤم.

2) جل: معظم.

٣) جلّة: أجلاء.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي