1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

السّميسر

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  عصر الدول و الإمارات ،الأندلس

الجزء والصفحة:  ص223

24-7-2016

4621

هو خلف بن فرج الإلبيري، من أعلام الشعراء في زمن أمراء الطوائف، اشتهر بالشعر و خاصة إذا هجا و قدح، و كأنما تخصص بالقدح و الهجو في أهل زمنه، حتى ليكتب في هجائهم كتابا في مجلدات سماه «شفاء الأمراض في أخذ الأعراض» . و كانت كورته إلبيرة و عاصمتها غرناطة بيد الأمير عبد اللّه بن بلقين الصنهاجي منذ سنة 46٧ و كان السميسر ينظر حوله، فيجد أمراء الطوائف غارقين في ملاهيهم بين الكاس و الطاس متنابذين متخاصمين، بينما أفواه ألفونس و ملوك النصارى فاغرة تريد أن تلتقم بلدانهم، و إنهم ليرهبونهم حتى ليدفعون لهم الإتاوات، مما جعله يهتف بهم قائلا:

ناد الملوك و قل لهم      ماذا الذى أحدثتم
أسلمتم الإسلام في      أسر العدا و قعدتم
وجب القيام عليكم      إذ بالنّصارى قمتم
لا تنكروا شقّ العصا     فعصا النبىّ شققتم
فهو يدعو أهل الأندلس إلى الثورة-أو إلى القيام كما يقول-على أمرائهم الذين أحدثوا أحداثا منكرة مسلمين أموال البلاد إلى العدو، واضعين أيديهم في يده، بل إنهم ليستعدون به بعضهم على بعض متخذين منه العون و النصير في حكم إماراتهم، شاقين بذلك عصا الإسلام و رسوله. و يهتف بأمير غرناطة و قبيلته صنهاجة أن يتداركوا الأمر، و لكن لا حياة لمن ينادي، فعبد اللّه بن بلقين غارق في تشييد قلعة يتحصّن بها عند نزول كارثة فيقول فيه ساخرا:

يبنى على نفسه سفاها     كأنه دودة الحرير
فهو-في رأيه-كدودة القزّ لا تزال تنسج حولها معقلا لها و هو ليس معقلا بل عقالا تلفّه حولها و تموت فيه، و يكرر هتافه بالأمير و قبيلته، و لا سميع و لا مجيب، فيهجو صنهاجة و البرابر جميعا بمثل قوله:

رأيت آدم في نومى فقلت له     أبا البريّة إنّ الناس قد حكموا
أنّ البرابر نسل منك قال إذن     حوّاء طالقة إن كان ما زعموا
و لما كثر منه مثل هذا الهجاء الموجع المؤلم توعده الأمير عبد اللّه بسفك دمه، ففر إلى المعتصم بن صمادح أمير المريّة مستجيرا به، فأجاره، و أقام عنده حتى استولى المرابطون على إمارته سنة 4٨4. و كان السميسر سيئ الظن بالناس سوءا شديدا، حتى لينشد:

رأيت بنى آدم ليس في      جموعهم منه إلا الصّور
و لما رأيت جميع الأنام      كذلك صرت كطير حذر
فمهما بدا منهم واحد      أقول أعوذ بربّ البشر
فقد أصبح من الناس جميعا مثل طير حذر لا يزال يتلفت يمينا و يسارا خشية أن يقع في شبكة من شباكهم رصدوها له، و إنه ليستعيذ منهم و من شرهم بربه لاجئا إليه ضارعا.

و على شاكلة ظنه السيئ بالناس ظنه بأهل صنعته من الشعراء إذ يقول فيهم:

أنا أحبّ الشعر لكننى     أبغض أهل الشعر بالفطره
فلست تلقى رجلا شاعرا      إلا و فيه خلّة تكره
و العجب و النّوك إلى الجهل في     أكثرهم إلا مع النّدره
و طبيعي أن يعجب كل شاعر بشعره، أما النوك أو الحمق و كذلك الجهل اللذان يسجلهما على أكثرهم فمبالغ في وصمهم بهما. و يعلن مرارا أنه هجر اللذات، و يبدو أنه هجرها بأخرة من حياته، مما جعله يكثر من أشعار طريفة في الزهد و القناعة و الحياة و الموت.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي