1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ابن جابر الأندلسي

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  عصر الدول و الإمارات ،الأندلس

الجزء والصفحة:  ص376-377

22-7-2016

5300

هو أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن جابر الهوارى، من أهل المرية ولد بها سنة 6٩٨ و حفظ القرآن و اختلف إلى الشيوخ من مثل ابن أبي العيش في العربية و محمد بن سعيد الرندى في الفقه و أبي عبد اللّه الزواوي في الحديث. و كان كفيف البصر، و رأى أن يستتم ثقافته بالرحلة إلى الديار المصرية و الشامية، و صحبه صديقه أبو جعفر أحمد بن يوسف الغرناطي، فكان ابن جابر ينظم و أبو جعفر يكتب. و حجّا و عادا إلى الشام، و سمع ابن جابر بدمشق على شيوخ عصره، و اتجه مع صاحبه في سنة 64٣ إلى حلب و تغلغلا شماليها حتى ماردين (1)، إذ يذكر ابن بطوطة في رحلته عن سلطان ماردين ابن الملك الصالح أنه كان بحرا فياضا في الكرم، يقصده الشعراء و الفقراء من الصوفية فيجزل عطاياهم، و يقول إنه قصده أبو عبد اللّه محمد بن جابر الأندلسي الهواري الكفيف مادحا، فأعطاه عشرين ألف درهم. و عاش طويلا في حلب و توفى بإلبيرة سنة ٧٨٠. و قد أكثر من النظم في المديح النبوي، و له فيه ديوان سماه «العقدين في مدح سيد الكونين» و بالمكتبة التيمورية مخطوطة منه. و له بجانب ذلك مشاركة خصبة في الشعر التعليمي إذ نظم فيه فصيح ثعلب و كفاية المتحفظ و غير ذلك، و له بديعية اشتهرت بين البديعيات، و هي قصائد في المديح النبوي، عارض بها أصحابها-منذ صفي الدين الحلّي-بردة البوصيري الميمية، و أودعوا كل بيت فيها لونا-و أحيانا لونين-من ألوان البديع، و شرحها رفيقة في رحلته أبو جعفر الغرناطي، و اشتهرت باسم بديعية العميان و قد سمّاها:

«الحلة السّيرا (2)في مدح خير الورى» و في النفح طائفة كبيرة من نبوياته، منها مقصورة في نحو ثلاثمائة بيت نقتطف منها قوله:

إنّ رسول اللّه مصباح هدى       يهدى به من في دجى الليل مشى
إن تحسب الرّسل سماء قد بدت      فإنّه في أفقها نجم هدى
و إن يكونوا أنجما في فلك     فإنّه من بينهم بدر بدا
أحسن أخلاقا من الرّوض إذا     ما اختال في برد الصّبا أو ارتدى
تفديه نفسى من شفيع للورى       و قلّت النفس له منّى فدا

    و قد بدأ ابن جابر المقصورة بالغزل و ضمنها في تضاعيف المديح النبوي كثيرا من الخواطر و الحكم، و فصّل القول في شمائل الرسول و معراجه و معجزاته، و تحدث عن الدهر و سطواته بأولى البأس و الدول، كما تحدث عن حجه إلى البيت الحرام و زيارته بعده للرسول و اكتحال عينيه بنور قبره، و يقول إنه ملاذه و عدّته و ذخره لربه. و أنشد له المقري مدحة من غرر مدائحه للرسول ورّى فيها بسور القرآن الكريم، و يقول المقري:

لو لم يكن له في مديحه سواها لكفى، و هي تمضي على هذا النحو:

في كلّ فاتحة للقول معتبره       حقّ الثّناء على المبعوث بالبقره
في آل عمران قدما شاع مبعثه       رجالهم و النساء استوضحوا خبره
من مدّ للناس من نعماه مائدة        عمّت فليست على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرّجاء بها            إلا و أنفال ذاك الجود مبتدره

   و الطريف أنه يحكم وضع اسم السورة في مديح البيت و يلتحم بمعناه التحاما رائعا على نحو ما نرى من ذكره في هذه الأبيات لسور الفاتحة و البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال. و آل عمران آل السيدة مريم كما جاء في السورة، و الأنعام اسم السورة و هي الإبل، و الأعراف كذلك اسم السورة، و هي في البيت جمع عرف بمعنى المعروف، و الأنفال اسم السورة و هي العطايا. و اطردت هذه الدقة في استظهار أسماء السور الكريمة في جميع أبيات القصيدة. و يهدى في نهايتها أزكى صلواته للرسول و عترته و صحابته، و خصوصا عشرة منهم، و يسميهم، كما يهدى أزكى تحيتين للسيدتين الكريمتين خديجة و عائشة زوجتي الرسول صلى اللّه عليه و سلم و لابنته فاطمة الزهراء و ابنيها الحسن و الحسين، و يقول انه سيظل يهدى كل من سماهم مدائحه. و له قصيدة مطولة في فضائل الصحابة العشرة و آل البيت، و لكل علم منهم في أبياتها حظ مقسوم. و نشعر دائما عنده أنه يستمد من نبع فياض لا يتوقف و لا يتقطع، بل يتدفق تدفقا غزيرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) ماردين: قرية بتركيا الآن.

2) السّيرا: المخطّطة خطوطا بديعة.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي