الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن العريف
المؤلف:
شوقي ضيف
المصدر:
عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة:
ص361-363
22-7-2016
4080
سلوا عن الشّوق من أهوى فإنّهم أدنى إلى النّفس من وهمى و من نفسى
ما زلت-مذ سكنوا قلبي-أصون لهم لحظي و سمعي و نطقي إذ هم أنسى
فمن رسولي إلى قلبي ليسألهم عن مشكل من سؤال الصّبّ ملتبس
حلّوا الفؤاد، فما أندى! و لو وطئوا صخرا لجاد بماء منه منبجس (2)
و في الحشا نزلوا و الوهم يجرحهم فكيف قرّوا على أذكى من القبس (3)
لأنهضنّ إلى حشري بحبّهم لا بارك اللّه فيمن خانهم فنسى
و ابن العريف يتحدث عن شوقه لربه، مع أنه أقرب إلى نفسه من وهمه و أنفاسه، و يقول إنهم مذ نزلوا قلبه يقصر عليهم لحظه و سمعه و نطقه، فهم كل أنسه. و يتساءل هل هناك من يبلغهم ما في قلبه من صبابته و حبه و يقول: ما أروحهم على فؤاده، و لو وطئوا صخرا لتفجر منه الماء، و قد سكنوا في حشاه المضطرم بحبهم، و يعجب منهم-و الوهم يجرحهم-أن يسكنوا في ناره المتقدة، و يقول إنه سيظل-إلى الحشر-وفيا بعهدهم و حبهم لا ينساهما أبدا، و يقول:
قفا وقفة بين المحصّب و الحمى نصافح بأجفان العيون المغانيا (4)
و لا تنسيا أن تسألا سمر الهوى متى بات من سمر الأسنّة عاريا (5)
فعهدى به و الماء ينساب فوقه سماء و ماء الورد ينساب واديا
أقام على أطلالهم ضوء بارق من الحسن لا يبقى على الأرض ساليا
و هو يطلب من صاحبيه الوقوف بمنازل محبوبه القدسية: بالمحصب في منى و الحمى المكي ليصافح ببصره المغاني و المنازل و شجر الهوى و المحبة من الطلح الذي تعرّى من سهامه و أسنته. و يقول إن عهده به و المطر ينسكب عليه من فوقه و ماء الورد يجري من تحته و النفوس معلقة بما في الأطلال من ضياء الحسن الذي لا يستطيع أحد أن يسلوه.
و يقول:
تمشّى و العيون له سوام و في كلّ النفوس إليه حاجه (6)
و قد ملئت غلائله شعاعا كما ملئت من الخمر الزّجاجه (7)
و هو يتغزل بمحبوبه مستخدما لغة الحب الإنساني كما استخدمها في الأبيات السابقة، فقد رحل و العيون كلها متطلعة إليه، و النفوس جميعا مفتقرة إلى رؤيته، و قد ملئت غلائله الكونية بأشعته. و لابن العريف بجانب ذلك مدائح في الرسول الكريم سننشد منها أطرافا. و قد توفي سنة 5٣6 للهجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ذكر المقري من كتبه كتاب مطالع الأنوار و منابع الأسرار.
2) منبجس: منفجر.
3) قرّوا: سكنوا و استراحوا.
4) المحصب: موضع رمى الجمار بمنى. المغاني: المنازل.
5) السّمر: شجر الطلح.
6) سوام: شاخصة و متطلعة.
7) الغلائل: جمع غلالة: الثوب الرقيق.