الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
علي بن عيّاد الإسكندري
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص266-268
23-3-2016
2572
هو علي بن عياد بن القيم الإسكندري، كان أبوه قيم جامع الإسكندرية، وكان هو أحد الشعراء الكبار في أيام الدولة الفاطمية. أي اننا لا نعلم من أخباره شيئا قبل ان اتصل بالوزراء الفاطميين يتكسب منهم بشعره، منذ أيام الآمر الفاطمي (495 – 252هـ). وفي المحرم من سنة 525 جاء الحافظ (عم الآمر) الى عرش الفاطميين فاتخذ أبا علي أحمد بن الأفضل بن بدر الجمالي وزيراً، فاتصل علي بن عياد بأحمد بن الأفضل ولزمه وأصبح شاعره. إلا أن احمد بن الأفضل والشاعر لم يتمتعا بعدئذ بالدنيا سوى سنة واحدة.
عظم أمر الوزير احمد بن الافضل فأحب الاستبداد بالملك فحبس الحافظ ثم دعا لنفسه على المنابر فدخل عليه الشعراء يمدحونه، وألقى علي بن عياد بين يديه قصيدة قال فيها :
تبسم الدهر لكن بعد تعبيسِ... وقوض الحزن لكن بعد تعريس (1)
إذا دعونا بأن نبقى لأنفسنا... دعاءنا؛ فايق، يا ابن السادة الشوس (2)
وقد أعادة إليه الله خاتمةً... فاسترجع الملك من صخر بن إبليس (3)
واستطاع الحافظ بعد ذلك ان يتغلب على أحمد بن الأفضل فقتله في ميدان القاهرة، في 16 من المحرم من سنة 526 (8 – 12 – 1131م) ثم قتل جميع أتباعه وفيهم الشاعر علي بن عياد.
كان علي بن عياد الإسكندري شاعراً مجيداً برع في المدائح ونال عليها العطايا النفيسة. وكان طريف الشعر ينظم أحياناً شعراً ذا أوزان موشحة.
مختارات من شعره:
- قال ابن عياد الإسكندري يمدح محمد بن أبي أسامة الكاتب (ت 522هـ)(4):
يا من ألوذ بظلهِ...في كل خطب معضل
لا زلت من أصحابه... متمسكا بيد السلامة
آمنا من كل باس
في الحوادث والصروف
وأعوذ منه لفضله ... في كل أمر مشكل
ما لاح فجر صوابه... كالشمس من خلف الغمامة
لا تميل الى شماس
دون موضعها الشريف (5)
وأعده لي معقلاً... أضحى عليه معولي
عند المثول ببابه... لما أمنت من الندامة
في السماع وفي القياس
المحض والنظر الشريف
وأجله عن مثله... مثل الحسام الفيصل
ماضٍ بحد ذبابه... في كل جمجمة وهامة
ثابت ٌصعب المراس
على مباشرة الحتوف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)قوض : عدم (بالبناء للمجهول)، زال. التعريس : زوال القوافل ليلاً، التوقف عن السفر بعد تعريس : بعد مدة طويلة.
(2)الشوس جمع أشوس : الجريء، الشجاع.
(3)الحاتم كناية عن الإمرة والسلطان. استرجع : قال (انا لله وإنا إليه راجعون)، والشاعر يقصد بها : استرد، استعاد (وهذا معنى غير فصيح). صخر بن ابليس كناية عن الحافظ (وأسلاف).
(4)لم أشرح هذه القطعة لأن الألفاظ والمعاني الغريبة فيها قليلة جداً ولأني أريد ان ألفت (بفتح الهمزة وكسر الفاء) النظر الى شكل الأشطر والى ترتيب القوافي. لاحظ أن في المقطع الأول (ويسمى في التوشيح (بيتا)) ست قوافي مختلفة، وأن الشاعر يلتزم في كل المقاطع الباقية (تلك القوافي نفسها في الأشطر المتقابلة) (وشذ مطلع المقطع الثالث).
(5)لعلها : المنيف (العالي).